تكاد تكون اللهجة الدارجة (العامية) آرامية سريانية، وبعض الباحثين يعتبرها سريانية معربة، بل إن بعضها، مثل اللهجة الحلبية، يكاد يكون سريانية خالصة. ولو توقفنا عند جميع/ غالب الكلمات المستخدمة في اللهجة العامية وبحثنا عنها، فسنجدها سريانية، إلى درجة يمكن القول معها إننا نتحدث بالفعل السريانية المعربة. ويمكن للمتابع أن يجد عددا كبيرا من الأبحاث والمقالات المنشورة في هذا المجال.
بين يدي بحث للكاتب سليمان ناصر الدرسوني بعنوان "كلمات سريانية في لهجاتنا"، يحصي فيه عددا كبيرا من الكلمات، معتمدا على القواميس العربية والسريانية، وسأذكر بعضها مما نعرفه ونستخدمه، مثل: شحبار، وبحّر، ودزّ، درب، بجّ، بخش (ثقب، حفر)، بخن (عرف)، تبرعط (ثار)، بعط (شقّ)، بلش (شغل)، بلط، انبلم (أفحم، أسكت)، أبلم (بليد)، جعص (تكبر)، تجمعص (كشر غاضبا)، جعلص (انقباض)، خبز مجعلص أي غير مخبوز جيدا، حزّق، حاص وحيص بيص (احتار)، حاف وحيف (عيب، خطأ، أسف)، حيل (قوة)، متخوش (خائف متحسس)، دحّ (حسن أو جميل بلغة الأطفال)، دجل (كذب)، دقر، دمس (حجر)، ربص (التوقف)، رشل (أسقط الطعام)، زعزع (حرك)، زلف، زنق وزنقة، زوم الغسيل، سام (فاوض أو مساومة)، سعر (مرض متفش، سعر دابّ في الناس)، سفّ وسفوف، الدواء المطحون، تناول الدواء دون ماء، نسف (نشر، بسط) والنسف والسفّ يتطابقان، سفّر شعره (قصه، ومنها السفور)، سفط (وعاء)، سفط الحاجة لأخيه (تنازل)، السمان والسمانة، مشحتل أو مشعتل (زري الثياب، ومنها الشحات/ المتسول)، شحط (سحب، جرّ)، يتمشكح (يروح ويجيء)، شلف (سرق)، شمط (ضرب)، شلهب من اللهب، شوب (حرّ)، شوّش (خلط)، صنّة (رائحة خبيثة)، طرش (دهن)، طاش (خفيف، طفا) وطايش يعني سخيف، طلي الخروف، طور (جبل)، عبّ الثوب (ما يلي الردن لجهة الصدر)، عجر (الفاكهة الفجة غير الناضجة)، عرام (حفنة)، عصّ (ضغط)، عفر (تراب أو غبار)، عمّص ومعمّص (لا يرى بسبب المرض)، عمّر، فرط، عقص (للشعر والتضفير)، فركش، فشخ، فشكل ومفشكل، وفكح، وفلّص ومفلص (فلت)، قبّ (قام بسرعة)، قدّ (مزق)، قرمية، قشل (خيبة)، كمر (غطى)، لزّ، لطش، لهط، ليّس، مرط، مسطبة، معس (سحق/ هرس)، النفساء (المرأة الوالدة).
والأبجدية هي الترتيب السرياني الأبجدي للحروف (أبجد هوز حطي كلمن..) والذي تعلمناه في المدارس موازيا لترتيب العرب (ألف، باء، تاء، ثاء..).
الحضور الآرامي في حياتنا وحضارتنا يتعدى اللغة إلى كثير من الطقوس والأفكار وأساليب الحياة والزراعة والتجارة والأغذية. وعلى سبيل المثال، فإن عددا كبيرا من وصفات الغذاء والشراب المنشورة اليوم في الكتب ومواقع الإنترنت مأخوذة حرفا من مصادر نبطية، مثل كتاب الفلاحة النبطية قبل ألفي عام. وما نزال نسمي موسم تزاوج الأغنام "هداد/ هدد"، وهو إله العطاء والخصب الآرامي. ونقول "حداد بيني وبينك" مثلما نقول "الله بيني وبينك". وصمد هو من أسماء الإله لدى الآراميين، وربما تكون بلدة صمد جنوب إربد نسبة إلى الإله صمد. ونسمي الأراضي المزروعة من غير تدخل بريها "بعل"، وهو اسم إله العطاء والحياة الآرامي.

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

صحافة  ابراهيم غرايبة   جريدة الغد