تكاد وكالات الأنباء لا تخلو من خبر أو خبرين حول التهديد الإيراني للغرب واستفزازهم بمشروعها النووي، أو العكس أي تهديد الغرب بفرض عقوبات جديدة على طهران في حالة امتلاكها الترسانة نووية، والعرب والمسلمين يراقبون تبادل التهديدات بين الطرفين. وحول تبادل التهديدات بين الطرفين يرى المراقبون "أن إيران أداة بيد الغرب يستعملونها للضغط على العرب والمسلمين، حتى يستعينوا بالغرب لحمايتهم من الغول الإيراني". ولعلنا نذكر تصريح الرئيس السابق لإيران محمد خاتمي في نهاية عام2004، التي تدل على وجود تعاون بين الطرفين على حساب الآخرين: (لولا مساعدة إيران لما نجحت أميركا في احتلال العراق وأفغانستان). وهذا الاعتراف قاله حرفياً قبله نائبه محمد علي ابطحي، في مطلع عام 2004، في ندوة دولية في دبي، وقاله بعدهما هاشمي رفسنجاني أثناء حملته الانتخابية في عام 2005، ولميصدر أي تكذيب لهذه التصريحات، رغم مرور سنوات عليها بل جاءت تأكيدات أخرى لها. حقيقة التهديدات فقد لوح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، بأن الدول الكبرى ستندم إذا فرضت أي عقوبات إضافية على بلاده بسبب برنامجها النووي، مشيراً إلى أن مثل هذه السياسات لن تؤثر ببلاده، على حد زعمه. وفي مؤتمر صحافي بطهران قال نجاد: (إن الدول الكبرى ستندم إذا ما فرضت أي عقوبات إضافية على ايران بسبب البرنامج النووي). وأكد إن بلاده ستستمر في تخصيب اليورانيوم ولن تجامل أحد، وأن هدف بلاده من ذلك هو توفير الوقود اللازم لمفاعلاتها النووية. مبينناً ان بلاده بدأت بالفعل إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب و"أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعلم هذا"، في إشارة الى ان الولايات المتحدة مطلعة على ذلك. وقال نجاد: "بالطبع إذا تصرف احد ضد إيران فإن ردنا سيكون قطعا صارما بالدرجة الكافية، لجعله يشعر بالندم"، على حد قوله. ومن جانبه هاجم وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي، السياسات الأميركية والقوى العالمية في المنطقة قائلاً: (إنها تقف وراء الأزمة الاقتصادية ونشر الإرهاب والتطرف وانعدام الأمن في العالم). وجاءت تصريحات متقي رداً على تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي وصفت ايران بأنها ديكتاتورية عسكرية. وقال متقي: (إن كلينتون تسعى من خلال هذه التصريحات أن تخفي الوجه الحقيقي للحكومة الأميركية وذلك عن طريق طرح بعض الاصطلاحات الزائفة والعمل لتحريف الرأي العام في المنطقة إلى قضايا غير واقعية)، متهماً إياها بممارسة خدع جديد ضد بلاده. معتبراً "أن أميركا تخضع إلى نمط من الديكتاتورية العسكرية وتسلك النهج العسكري السابق وتحاول إثارة التوترات الإقليمية وزعزعة الاستقرار في المنطقة". أما التهديدات الغربية، فان الولايات المتحدة وحلفاؤها تهدد ايران بفرض جولة رابعة من العقوبات على طهران بسبب مخاوف من سعيها لإنتاج أسلحة نووية من برنامجها النووي. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية قد وصفت من الدوحة الأحد القوة المتزايدة للحرس الثوري الإيراني بأنها "تهديد مباشر للجميع،" مضيفة أن طهران "لم تثبت للمجتمع الدولي أن برنامجها النووي هو لأغراض مدنية،" ملوحة بتشديد العقوبات عليها. وحذرت الوزيرة الأمريكية من احتمال ألا تترك طهران أمام المجتمع الدولي من خيار سوى "مطالبتها بدفع ثمن أعلى" بسبب برنامجها، معتبرة أن قرار الرئيس الإيراني، تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة "استفزازي" و"مخالف للقرارات الدولية." ، وانتقدت الوزيرة الأمريكية قمع الحكومة الإيرانية للمعارضين الإصلاحيين في طهران، والمحاكمات الجارية للعديد منهم. هل هناك تهديد إيراني للغرب أم تهديد للعرب ؟ وقد سمعنا مؤخراً تهديد ايران بالسيطرة على مضيق هرمز وإنها لن تتردد في إغلاقه إذا تعرضت لاعتداء، وقال يحيى رحيم صفوي المساعد العسكري والمستشار الأعلى للمرشد الإيراني علي خامنئي: (إن إيران تسيطر على مضيق هرمز، وإنها لن تتردد في إغلاقه إذا تعرضت لاعتداء). وأشار صفوي الى أن لإيران إستراتيجية دفاعية تقوم على أساس تغيير ما وصفه بجغرافيا القوة للدفاع عن النظام بوجه التهديدات، على حد وصفه. فيما حذر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إيران من إغلاق مضيق هرمز الذي يخرج منه ثلث إنتاج العالم من النفط يومياً، معتبراً خطوة ايران في إغلاقه بمثابة "إعلان الحرب"، على حد قوله. وفي الخليج أيضاً أنشأت البحرية الإيرانية مكاتب لها على جزيرة أبو موسى، إحدى الجزر الإماراتية التي تحتلها ايران، في خطوة وصفها المراقبون "تأجيج السجال الإعلامي بشأن ملكيتها مع الإمارات". ويقول الضباط الإيرانيون عن دور هذه الجزر "في الإستراتيجية الدفاعية لطهران في وجه التهديدات الأميركية"، على حد زعمهم. وأشار تقرير صادر عن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الى "أن قرار إيران بوضع مكتب لتسجيل السفن في جزيرة أبو موسى يمكن أن يترجم على أنه تقليد لمكتب عُمان للشحن البحري لمراقبة المرور في مضيق هرمز الاستراتيجي". وأفادت تقارير عديدة حول الإنشاءات والدفاعات العسكرية الإيرانية على الجزر الثلاث، "ان لواءً نظامياً كاملاً من بحرية الحرس الثوري يرابط على جزيرة أبو موسى، وكتيبة من مشاة البحرية على جزيرة طنب الصغرى، ولواءً من مشاة البحرية على طنب الكبرى"، حسب ما ذكرته التقارير. ولعلنا ذكرنا احدث التهديدات على امن الخليج والمنطقة العربية، ولا نريد ان نفصل ونخوض في بسط النفوذ الايراني لبعض الدول العربية كالعراق ولبنان واليمن مؤخراً، وتحريك الأقليات الشيعية في بعض الدول العربية، فهل صحيح ان ايران تريد تهديد الغرب أم لها أبعاد أخرى ؟ . الاجتماعات السرية بين الطرفين وحول وجود صفقات سريه بين ايران والغرب، كشفت مواقع إيرانية مؤخراً عن وجود لقاءات سرية بين طهران وواشنطن، وكان أخرها في قطر، حسب ما ورد في التقرير. ويؤكد التيار الإصلاحي الإيراني "إنها ليست هي المرةَ الأولى التي يُتهم بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بالتفاوض سراً مع الولايات المتحدة". وطالب أصوليون من التيار المحافظ الذي ينتمي له الرئيس الايراني احمدي نجاد، من الأخير بـ"الوضوح والشفافية في ما يتعلق بالعلاقات مع واشنطن، وتفاصيل محادثات صفقة تبادل اليورانيوم المنخفض التخصيب بالوقود النووي". وقال النائب على مطهري، وهو نجل مفكر الثورة الخمينية المقبور مرتضى مطهري: (إن نجاد ليس صادقاً عندما يتعلق الأمر بالمفاوضات السرية مع واشنطن). وفي سياق متصل، قال موقع "خبر أون لاين" المقرب من رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني: (إن مسؤولين إيرانيون في حكومة أحمدي نجاد يلتقون سراً بمسؤولين أمريكيين لتحسين العلاقات ولبحث أزمة الملف النووي). وأكد الموقع على ان صهر احمدي نجاد ومساعده الخاص ومدير مكتبه إسفنديار رحيم مشائي، يقوم بدور كبير على هذا الصعيد، وانه التقى سراً في الدوحة وعواصم أوروبية، بمسؤولين أمريكيين، ومنهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. نسمع هذه الأيام تهديدات متبادلة بين واشنطن وطهران، فماذا تريد إيران من تهديداتها لأميركا ؟، وماذا تريد أميركا والدول الكبرى من فرض العقوبات على إيران ؟ وما هي المكاسب الإستراتيجية التي يحققها الطرفين من تصعيد لهجة التهديد ؟، ولعلنا نذكر هنا التهديدات بين الغرب وإيران وتراشق الاتهامات بين الطرفين.

المراجع

www.alrashead.net/index.php?tamdprev&id=303 موسوعة الرشيد

التصانيف

أخبار