جاكوبي (كارل جوستاف ـ)
 
(1804 ـ 1851م)
 
 
 
كارل جوستاف جاكوبي Carl Gustav Jacobi عالم رياضي ألماني ولد في بوستدام Postdam، وتوفي في برلين. كان أبوه صرافاً، ولكن عمه هو الذي تعهده بالرعاية والعناية إلى أن بلغ من العمر اثني عشر عاماً، فألحقه بمدرسة بوستدام الثانوية. كان جاكوبي محباً للعلوم التقليدية، فدرس ما وصل إليه المشاهير من علماء الرياضيات أمثال أولر ولاغرانج. وفي عام 1821 سُجِّلَ في جامعة برلين، ودرس فيها الرياضيات وفقه اللغة، فأظهر تفوقاً كبيراً. وفي عام 1825 قدم أطروحة تناول فيها صيغاً معينة للاغرانج. وفي عام 1827 أرسل إلى العالم الفلكي شوماخر رسالتين يبين فيهما ما توصل إليه حول الدوال الإهليلجية، ونشرت هذه النتائج في مجلة الأخبار الفلكية. راسل في الوقت ذاته العالم الفرنسي لوجاندر الذي رحب به وتحمس له، وهذا أهاب بوزير التعليم في بروسي Prusse إلى تسمية جاكوبي أستاذاً على نحو استثنائي وإلى تعيينه أستاذاً جامعياً في كونيجسبرج. بقي جاكوبي على تواصل مع لوجاندر حتى وفاته، ومع العالم الفلكي بسل، الذي تأثر به كثيراً. هذا وقد حرضت الأبحاث التي نشرها آبل في الدوال الإهليلجية جاكوبي على الإسراع في عمله وعلى نشر أبحاثه في المجلة نفسها. إنَّ البحوث التي نشرها في الدوال الإهليلجية فرضت رموزه وتسمياته على الدوال الحديثة.
 
أدخل جاكوبي الدوال المتعددة المتغيرات المسماة دوال آبل، وكرَّس جزءاً كبيراً من عمله في تحويل التكاملات ونظرية المعادلات التفاضلية، العادية والجزئية. وجد هذا النوع من الأبحاث تطبيقاته في حساب التغيرات، وميكانيك الأجسام الصلبة، والميكانيك السماوي، ومسألة الأجسام الثلاثة، واضطرابات حركات الأجرام السماوية.
 
وفي علم الجبر اهتم جاكوبي بالصيغ التربيعية التي بقيت على النحو الذي قدمه ردحاً من الزمن، كما اهتم بنظرية المحددات (المعينات) التي مهدت السبيل للمحددات الدالية التي تسمى اليعقوبيات.
 
وإضافة إلى كل ذلك أجرى جاكوبي أبحاثاً مميزة في المنحنيات والسطوح الجبرية، وفي الهندسة التفاضلية ونظرية الأعداد.
 
كانت سنواته الأخيرة بائسة، إذ تحطمت أسرته، وحصل نتيجة ذلك على منحة حكومية دائمة، ثم حصل بسبب صحته المرهفة على إجازة للاستراحة في إيطالية. وفي عام 1844 أُعفي من التدريس في برلين، وبقي يشغل وظيفة أكاديمي متفرِّغ للبحث العلمي الحر.
 
اتُّهم عام 1848 بالليبرالية وحرم من مرتباته، وطُلب منه المغادرة إلى كونيجسبرج، لكنه تمكن من تجنب ذلك، وأعيدت له مرتباته.
 
وافقت جامعة فيينة على استقباله، في حين لم ترحِّب به روسية، لكن عاجلته المنية إذ قضى عليه الجدري.
 
موفق دعبول
 
 

المراجع

الموسوعة العربية

التصانيف

الأبحاث