أظهرت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين تعرضوا لقصور النمو وهم أجنة داخل الأرحام، أو للجوع الشديد وهم أطفال، هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب على المدى الطويل. وقال الباحثون أن هذا يمكن أن يفيد في استهداف العلاج للأطفال المعرضين لخطر الإصاية بأمراض القلب.
كما أظهرت دراسة أخرى حدوث تغييرات هيكلية في القلب كنتيجة مباشرة لقصور النمو داخل الأرحام. ومراقبة هذه التغييرات وتحديدها يمكن أن يوفر طريقة سريعة لاختبار فعالية علاجات جديدة. كما قال الباحثون أن العلاجات الجديدة التي تمنع التغييرات في القلب نتيجة التغذية السيئة يمكن أن تفيد الأشخاص الذين تعرضوا لقصور النمو وهم أجنة في الأرحام، بالإضافة إلى الأطفال الذين عانوا من تناول سعرات حرارية قليلة جدا إما بسبب نقص الطعام أو بسبب اتباع حمية قاسية جدا.
ويعرف قصور النمو للأجنة بأنه وزن الولادة أقل بنسبة 10% من الوزن المفترض لعمر الحمل. في الوقت الحالي تشير التقديرات إلى أنه يشكل نسبة 8,1٪ من الولادات في البلدان المتقدمة، و 6- 30٪ من الولادات في البلدان النامية. ومن أهم الأسباب الشائعة لهذه المشكلة هو أن تعاني الأمهات من سوء التغذية المزمن، والمشاكل الصحية للأمهات أثناء فترة الحمل (مثل السكري)، أوالمشيمة التي تفشل في نقل العناصر الغذائية الكافية من الأم إلى الجنين.
وقد تم تحديد العلاقة بين قصور النمو داخل الرحم وأمراض القلب لأول مرة عام 1989، حيث أظهر العلماء أن كلما قل وزن ولادة الأطفال أو وزن الأجنة، كلما كان خطر الإصابة بأمراض القلب والأمراض المزمنة الأخرى أعلى لاحقا في الحياة. ويظهر حديثي الولادة الذين تعرضوا لقصور النمو داخل الرحم علامات على اختلالات وظيفية وتغيرات هيكلية في القلب والشرايين مثل بطء سرعة خلايا القلب، وتضخم القلب، وزيادة سمك جدران الشرايين.
كما أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين تعرضوا لقصور النمو في الأرحام ليهم أشكال مميزة للقلب، حيث يكون بطيني القلب أقل طولا وأكثر كروية. وهذه التغييرات تؤدي إلى قلة كفاء القلب في ضخ الكميات المناسبة من الدم مما يدفع القلب لزيادة معدل الضربات للمحافظة على انتاج مناسب من القلب، وبالتالي تكون النتيجة النهائية هي الحصول على قلب أقل فعالية.
المراجع
altibbi.com
التصانيف
الغذاء والدواء طب العلوم البحتة