شن بعض الأوروبيين... "رياضيين واعلاميين" هجمات تكاد تكون "منظمة"، كالوا من خلالها "اتهامات" ونسجوا "قصصا وحكايات"... تارة عن تفشي ظاهرة "العبودية" في قطر، وتحديدا الاستخدام الجائر للعمال في قطاع الانشاءات المتعلقة ببناء مرافق وملاعب ستقام عليها مباريات كأس العالم في العام 2022.
منذ أن فازت قطر - الدولة العربية - الآسيوية والانتقادات لا تتوقف، مع أن الدولة القطرية قدمت ملفها الرياضي كما يجب وأمام العالم بأسره وحصلت على حق الاستضافة في ظل منافسة شريفة مع دول اخرى... قطر استندت في استضافتها للمونديال بعد نحو تسعة اعوام على قدرات مالية هائلة، تمكنها من الحصول على افضل الخبرات في مختلف المجالات، للخروج بمونديال ربما يشبه "الحلم".
بعض الأوروبيين - للاسف الشديد... لا يرون في العربي سواء ذلك الشخص الجاهل الذي يعيش هائما على وجهه في الصحراء بين الماعز والجمال، ويبحث عن النساء والخمر وطاولات القمار، استنادا لمشاهد بعضها حدث في بلاد الغرب، ولذلك يعتقدون أنه ليس من حق أي دولة عربية استضافة بطولة بحجم كأس العالم، ليس من باب عدم القدرة المالية والأمنية، وإنما فقط من باب "العنصرية"، وكأن العرب من عالم آخر ليس من عالمهم.
في البداية وضعت قطر العالم بين خيارين، اولهما اقامة كأس العالم في فصل الشتاء بحيث تتناسب درجات الحرارة مع الأوروبيين على وجه التحديد، لأنها تكون مناسبة وليست حارة إلى حد لا يمكن تحمله، وهذا يتطلب تعديلا تدريجيا في مواعيد المسابقات الأوروبية حتى الوصول إلى العام 2022، وثاني الخيارات كان اقامة كأس العالم في فصل الصيف، وللتغلب على درجات الحرارة والرطوبة المرتفعتين، أكدت قطر أن في وسعها تدشين ملاعب عملاقة مغطاة ومكيفة في ذات الوقت، بحيث تكون درجات الحرارة مقبولة ومناسبة للجميع.
اذا كان من خلل في التعامل مع ملف العمال الآسيويين، ففي مقدور الحكومة القطرية تجاوز الخلل وعدم السماح بتلك الممارسات الخاطئة، واذا كانت المسألة مسألة مناخ فتلك امور بيد الله سبحانه وتعالى ولا تستطيع قطر او أميركا أن تتحكم في درجات الحرارة، واذا كانت المسألة متعلقة في أن قطر دولة عربية، فلا يمكن لهذه الدولة أن تتخلى عن اصولها وتاريخها.
الأوروبيون لا مشكلة عندهم لو اقيمت مباريات المونديال في البرازيل صيف العام المقبل، وسط درجات حرارة عالية ورطوبة مرتفعة، ولا مشكلة عندهم لو كانت درجات الحرارة متدنية في روسيا في العام 2018 إلى حد لا يمكن لغير الأوروبيين تحمل تلك البرودة، لكن عندهم مشكلة في أن تكون دولة عربية مضيافة للمونديال.
عندما يقدم الاتحاد الدولي لكرة القدم نفسه ويعبر عن قيمه يقول: "كرة القدم يجب أن تبقى لعبة بسيطة وجميلة، حيث يمارسها ويستمتع بها الناس في أي مكان من العالم، ومن مسؤولية (فيفا) تعزيز الوحدة في عالم كرة القدم واستعمال اللعبة لتسويق التضامن بغض النظر عن الجنس والخلفية العرقية والعقيدة أو الثقافة، ولعبة كرة القدم بحد ذاتها يجب أن تكون صورة ناصعة للعب النظيف والتسامح والروح الرياضية والشفافية"... عذرا أيها الأوروبيون أين انتم من هذا الكلام؟.
 

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

صحافة  جريدة الغد   تيسير محمود