قبل مباراة أمس بين الكويت ولبنان، أقيمت خمس مباريات في بطولة غرب آسيا الثامنة لكرة القدم التي تجرى في قطر.. انتهت أربع مباريات إلى التعادل السلبي بما فيها مباراة النشامى ولبنان، وفازت قطر على فلسطين بهدف، فكان الحصاد النقطي بـ"القطارة" وشحت الاهداف بشكل غير مسبوق.
اتحاد غرب آسيا يهمنا كأردنيين، لأن رئيسه سمو الأمير علي بن الحسين ومقره في عمّان، ولأن بطولاته كانت افضل في وقت سابق، وإذا ما عدنا في الذاكرة سنجد أن المنتخبات كانت تحرص على المشاركة بفرقها الاولى لتحقيق غايتين: اولهما المنافسة على اللقب، وثانيهما الاستفادة من الاحتكاك وجعل البطولة بمثابة "محطة استعداد" لبطولات أكثر اهمية مثل تصفيات ونهائيات امم آسيا وتصفيات كأس العالم.
ومنذ العام 2000 وحتى يومنا الحالي اقيمت ثماني بطولات، تفاوتت في قوتها وشهدت احتكارا شبه مطلق للمنتخب الايراني، رغم أن منتخبات العراق وسورية والكويت تذوقت حلاوة الفوز باللقب.
ما يجري اليوم في الدوحة يستحق التوقف، فالمنافسة في رأي المتابعين غير موجودة والاثارة غائبة والفرق حضرت إلى الدوحة بمن حضر من اللاعبين، بعضها جاء بالفريق الأولمبي وآخرون جاءوا بفريق تحت 22 سنة، ووحده منتخبنا لم يحدد هدفه او طريقه، فجاء بفريق خليط بين الاول وتحت 22 سنة، وترك اكثر من علامة تعجب وليس اعجاب، لا سيما بعد الاداء الهزيل امام لبنان.
اتحاد غرب آسيا يجب أن يدرس ملف النسخة الحالية جيدا.. ليس المهم أن يقام كم كبير من البطولات ولكن المهم نوعية تلك البطولات، وبالتالي لا بد من التخطيط الجيد للمرحلة المقبلة، بحيث لا تتقاطع البطولات مع استحقاقات الاتحادين الدولي والآسيوي، فيما يتعلق بتصفيات ونهائيات كأس العالم وكأس آسيا، ولذلك لا بأس أن تقام البطولة مرة كل أربع سنوات اذا كان ذلك سيمنحها قوة اضافية ويجعلها بطولة تنافسية قوية كما كان عليه الحال في النسخ الاولى.
سبب فشل الاتحاد العربي لكرة القدم واندثار بطولاته على صعيد المنتخبات والأندية، لا يتوقف عند الجانب المادي فقط، بل يمتد إلى عدم احترام الدول العربية لاتحادها، ولذلك جاءت المشاركة متقطعة وضعيفة وتقاطعت مع استحقاقات اخرى، وكان الفشل نتيجة حتمية لعدم احترام العرب لبطولاتهم.
لا نريد للفشل العربي أن يتكرر في "غرب آسيا"، لا سيما وأن الاتحادات العربية - الآسيوية هي قوام الاتحاد إلى جانب إيران، وهذا يستدعي وضع النقاط على الحروف، وإعادة البريق لبطولة غرب آسيا لأنها بطولة جديرة بالاحترام، على أمل أن يبادر اتحاد غرب آسيا إلى الاستفادة من الأخطاء بعد مشاورات جماعية، ويحرص على اختيار الموعد المناسب، فالمهم هو نوع البطولات وليس كمها.
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
صحافة جريدة الغد تيسير محمود