يبدو أن اتحاد الكرة يرغب في سماع وجهة النظر الاخرى.. في الاونة الاخيرة لم يكن الامر كذلك، كان ثمة رفض بشكل مباشر أو غير مباشر لـ"الرأي الآخر"، وكنت اشعر احيانا أن الاتحاد يضيق بـ"النقد" بناء كان ام غير ذلك.
اليوم الصورة تكاد تبدو مختلفة تماما.. هناك انفتاح على الأندية، حيث التقى أمين سر الاتحاد فادي زريقات مع رؤساء وممثلي أندية دوري المحترفين.. الأندية كانت عندها رؤية معينة ووجهات نظر متطابقة احيانا ومختلفة احيانا اخرى فيما بينها تارة وفيما بينها وبين الاتحاد تارة اخرى.
المسألة لم تنته بعد، لكن الاتحاد نزع "فتيل الازمة" بذكاء، وترك مطالب الأندية على طاولة الحوار، مؤكدا أنه سيقوم بتنفيذ ما يقدر على تنفيذه، وبذلك قطع الطريق على أي خلاف يمكن أن يحدث بسبب "رابطة الأندية" او "الدفعات الشهرية" او "العقوبات المالية" او "التعويض بدل ايقاف المسابقات".
ثمة خطوة اخرى مطلوبة من الاتحاد، وهي الاستماع لوجهة النظر الاخرى من قبل الاعلام.. الخلاف في وجهات النظر ظاهرة صحية ويجب أن لا يفسد للود قضية، ويجب أن يكون النقد للصالح العام.. ثمة اختلاف على بعض النقاط او التفاصيل المتعلقة بعمل الجهاز الفني للمنتخب الوطني، ولكن لا خلاف مطلقا بشأن تغليب المصلحة العامة، وأن يكون النقد ليس من اجل النقد فقط، بل من اجل تصويب الأخطاء إن وجدت وتعزيز الايجابيات.
النقطة الاخرى المهمة والتي تستحق الثناء، تلك المتعلقة باتحاد الكرة والجهاز الفني للمنتخب الوطني معا، وكنت كتبت في وقت سابق أنه لا ضرورة لاقامة معسكر تدريبي في البحرين بهدف خوض مباراة ودية تحضيرا لمواجهة سورية في التصفيات الآسيوية، في حال كان منتخب النشامى انجز المهمة وتأهل رسميا إلى نهائيات آسيا في استراليا.
الغاء الودية سيمكن الاتحاد من السير ببرنامج ما تبقى من مباريات دوري المحترفين وكأس الأردن كما يجب، بحيث ينتهي الموسم مع نهاية شهر أيار (مايو) المقبل، وبحيث تستريح الفرق وتتابع منافسات كأس العالم في البرازيل قبل أن يبدأ الموسم الجديد، الذي سيكون جزءا منه لاعداد ومشاركة النشامى في النهائيات الآسيوية.
اليوم.. المطلوب الارتقاء بالمسابقات المحلية ورفع مستواها الفني بما ينعكس ايجابا على المنتخبات الوطنية، كما لا بد من الاستماع للرأي الآخر وعدم اعتباره "صوت معارضة"، بل صوت صادق يحاول لفت الانتباه لوجود خلل في مكان ما.
 

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

صحافة  جريدة الغد   تيسير محمود