غبرييل ميتسو Gabriel Metsu مصوّر هولندي. ولد في مدينة ليدن Leiden وعاش معظم حياته فيها، وتُوفِّي في أمستردام Amsterdam. تعلم الفن على يد المصور جيرار دو Gérard Dou؛ غير أن أعماله الفنيّة الأولى لاتُشير إلى ذلك لكونها خالية من تأثيرات أسلوب أستاذه، بل تحمل تأثراً شديداً بأسلوب الفنانين: جان ستين Jan Steen، ورمبرانت Rembrandt، وفرانس هالس Frans Hals.
 
غبرييل ميتسو: «سوق الأعشاب في أمستردام» 
 
جزء من لوحة «أسواق أمستردام»
 
غبرييل ميتسو: «الأم ترعى طفلها المريض» 
 
 
كان ميتسو في عداد المنتسبين الأوائل إلى نقابة الفنانين في ليدن، وبقي عضواً فاعلاً فيها حتى عام 1649، وفي عام 1650 جمّد عضويته فيها؛ ليتفرغ للعمل على نحو حرّ؛ وباسمه الشخصي. يُعتقد أنه بدءاً من عام 1657 انتقل للإقامة في أمستردام والعيش فيها، وفي الوقت نفسه كان يتابع دراسة الفن لدى رمبرانت.
 
خصص ميتسو غالبية أعماله الفنيّة للموضوعات الدينية المتعلقة بالسيد المسيحu، والسيدة العذراء، والقديسين؛ ولهذا أخذت طريقها إلى الكنائس والأديرة.
 
 ومن طلائع أعماله لوحة «لازاروس» Lazarus الموجودة في متحف شتراسبورغ Strassburg Museum والحاملة تأثيرات واضحة من أسلوب جان ستين. أما لوحته «الزانية» المؤرخة عام 1653 والموجودة في متحف اللوڤر في بباريس (وهي من الحجم الكبير)؛ فتحمل تأثيرات كبيرة من أسلوب رمبرانت. وإلى المرحلة ذاتها، تنتمي لوحة «فراق هاجر»، ولوحة «الأرامل» الموجودتان في صالة شيفيرين Schwerin Gallery، وثمة لوحات أخرى له تشير إلى إعجابه وتأثره الشديد بتقنية فرانس هالس وحيويّة أسلوبه.
 
بعد فترة من الزمن وجد ميتسو أن غالبية الموضوعات الدينيّة التي عالجها في أعماله لا تتوافق ورؤيته، ولا تنسجم مع تطلعاته إلى تحقيق التفرد والتميز خصوصاً بعد أن اكتشف التداول الشديد لهذه الموضوعات في أعمال معاصريه من الفنانين، ما دفعه للبحث عن موضوعات جديدة أكثر انسجاماً وتوافقاً مع طبيعته ورؤيته ورغبته بالتميز، والمدهش أن ميتسو حقق نجاحات مفاجئة في انعطافته هذه؛ على الرغم من بساطة الموضوعات التي عالجها في لوحاته الجديدة المتمحورة حول المشاهد اليوميّة في الحانات والمحالّ التجارية، وهي موضوعات تبدو على النقيض مما تناوله في أعمال أخرى خصصها لمشاهد صالونات الاستقبال في قصور الأرستقراطيين الفخمة والباذخة.
 
ظل ميتسو ـ في جميع أعماله ـ وفيّاً للمبادئ والتقاليد والأصول الفنيّة التي أخذها عن معلمه رمبرانت، ولوحة «الزانية» خير مثال على هذا الوفاء.
 
استقر ميتسو في أمستردام، وفي العام 1658 تزوج، وفي عام 1659 صار واحداً من مواطني أمستردام.
 
من أعماله المهمة والشهيرة لوحة «أسواق أمستردام» الموجودة في متحف اللوڤر بباريس، والمؤلفة من أجزاء عدة، تتميز هذه اللوحة بحركة أشخاصها المدروسة وتعابير وجوههم البليغة. كذلك لوحة «الرياضي» المنفذة عام 1660، ولوحة «الحانة» المنفذة في العام نفسه والموجودة في متحف دريسدن Dresden Museum بألمانيا، ولوحة «المأدبة» الموجودة في متحف الأرميتاج بمدينة سان بطرسبرغ في روسيا، والتي يصوّر فيها الحياة المنزليّة ببراعة، ولوحة «الأم ترعى طفلها المريض»، ولوحة «درس الموسيقى» الموجودة في الصالة العالمية بلندن، ولوحة «الفنان وزوجته» الموجودة في متحف الميتروبوليتان للفن بنيويورك… ولوحات أخرى كثيرة تتوزعها المتاحف الأوربيّة.

محمود شاهين
 

المراجع

الموسوعة العربية

التصانيف

الأبحاث