موريس كانتان دي لاتور Maurice Quentin de La tour مصور ورسام باستيل pastelliste فرنسي. ولد في منطقة سان كانتان Saint-Quentin وتوفي فيها، لأب كان مرتلاً في كنيسة البلدة. غادرها وعمره خمسة عشر عاماً إلى باريس، حيث عمل وتعلم في مرسم المصور جان جاك سبويد J.J.Spoede فن الرسم والتعتيق. وتعلم، في الوقت نفسه، تقانة الرسم بأقلام الباستيل متأثراً بأعمال أحد فناني البندقية المقيمين في باريس وهو روزالبا كارييرا R.Carriera.
قُبل في الأكاديمية الفرنسية في عام 1737 بسبب براعته في الرسم، بعد أن عرض بعض أعماله، مثل لوحتي الباستيل؛ الأولى «لوحة مدام بوشيه» وهي زوجة الفنان، والثانية «صورته الشخصية» الموجودة في متحف الفن والتاريخ بجنيڤ Genève، وقد اشتهر بهذه اللوحة لبراعته في إظهار نفسية الفنان المنطلقة، ووجهه المتأمل الذي لا يخلو من بسمة ساخرة.
رسم بالأسلوب ذاته كثيراً من اللوحات لوجوه إنسانية، مثل لوحة لصديقه الأب أوبير Abbé Huber (1742)، وأظهر أن الرسم بأقلام الباستيل هو الوسيلة الأنجع في رسم الوجوه. وفي عام 1741 عرض في معرض الصالون لوحة «الرئيس رييو» Rieux الموجودة حالياً في مجموعة خاصة بجنيڤ، وهي عمل ضخم وجميل قياسه 210×150سم. أروع أعماله هي لوحة «مدام بومبادير» Pompadour الموجودة في متحف اللوڤر. وبعد هذين العملين صار موريس دي لاتور من الشخصيات الاجتماعية والفنية المهمة في باريس بل في فرنسا كلها. وسرعان ما كُلف رسم لوحة للملك لويس الخامس عشر وزوجته الملكة عام 1748، واللوحة من مقتنيات متحف اللوڤر، كما رسم لوحة «المارشال دي ساكس» Maréchal de Saxe (1748)، ولوحة شخصية للكاتب المعروف جان جاك روسو Jean- Jacques Rousseau موجودة حالياً في متحف اللوڤر.
عمل موريس دي لاتور على توخي الأمانة في رسم الوجوه، وكان بارعاً في إظهار الملامح الدقيقة، والكشف عن نفسية الشخص المرسوم، فترك بذلك صوراً حقيقية لكثير من الشخصيـات التاريخيـة المعاصرة له، ولتلك الشخصيـات المقربـة منه كلوحـة الراقصـة الشهيرة «لا كمارجو»، ومغنية الأوبرا «الآنسة فل» Mademoiselle Fel التي كانت معلمته. والاثنتان من معارفه منذ كان شاباً في بلدته.
ولمهارته الفنية هذه صار رجلاً ثرياً. ووفاء منه لبلدته سان كانتان قدم إليها كثيراً من الخدمات والتبرعات لمجموعة من المؤسسات العلمية والثقافية، وأحدث مدرسة مجانية لتعليم الرسم. وقد كرّمته بلدته تكريماً شعبياً ورسمياً عام 1782.
في عام 1784 أصيب دي لاتور بمرض عصبي أنهكه، فقام أخوه بالاعتناء به ورعايته حتى وافته المنية. وبعد وفاته قدم أخوه كل لوحاته للمؤسسات التي أقامها في بلدته، بقي منها اليوم ثمانون عملاً في متحف أنطوان لوكويه.
المراجع
الموسوعة العربية
التصانيف
الأبحاث