ما منهم لك معتاض ولا خلف |
فكَيف يَصبُر عنهمُ قلبُك الكَلفُ |
إن جَارَ صَرفُ اللَّيالِى في فِراقِهمُ |
فليسَ عنهُمْ، على الحَالاتِ، مُنْصَرَفُ |
هم الهوى إن تناءوا عنك أو قربوا |
هم المنى أقبلوا بالود أو صدفوا |
لا تعتذر بالنوى إن الهوى أبداً |
سِيَّانِ فيه التَّدانِي، والنَّوى القُذُفُ |
فالشَّوقُ تُطوى لَه الأرضُ الفَضاءُ، كَما |
تطوى إذا استوعبت مضمونها الصحف |
جَاهرْ بوَجْدِك واعصِ الَّلائمِين، وَبحُ |
بِحُبِّهم، إنّ كْتمَان الهوَى تَلَفُ |
فَكاتِمُ الحُبِّ إن لم يَقْضِ من كَمدٍ |
فإنه لإصابات الردى هدف |
كَسَاتِر النَّارِ في أثْوابِه غَرَراً |
بها، تُحرِّقُه يَوماً وتنكَشِفُ |
هَل يَخْتَفي الحبُّ، أو يُغنى الحُجودُ، إذا |
تحدثت بالهوى أجفانك الذرف |
كم من هوى للمغالي فيه رتبة من |
نَالَ المَعَالِي، وفي إسرَافِه شَرفُ |
ويح المفارق لا صبر يؤازره |
ولا تشتت شمل الحيي يأتلف |
يزيده يأسه منهم بهم شغفاً |
وقلَّما يتَلاقَى اليأسُ والشَّغَفُ |
على شَفَا جُرُفٍ من شَوقِه، وأَرى |
أن سَوف يَنْهَارُ من وجدٍ به الجُرفُ |
يا غافلين عن القلب الذي كلموا |
بَيْنِهِم، وعَنِ الطَّرفِ الذى طَرَفُوا |
تَفديكُم مُهجتى، لا أرتَضى لكُمُ |
فداء جسمي وهو الناحل الدنف |
حاشاكم من جوى قلبي ولوعته |
عليكُمُ، وحَشاً للوَجْدِ تَرتجِفُ |
لَن ألُومُ! ومَن ذَالي يَرّق إذا |
شكوت بَثِّي، أو أَرْدَانَى ِ اللَّهَفُ |
أنا الذي شط عن أحبابه ثقة ً |
بصبرِه، وهو بالتَّفرِيط مُعترفُ |
فارقتُهمْ، وهُمُ عصرُ الشَّباب، ومَا |
من الشَّباب ولاَ مِن عصرِه خَلَفُ |
وحيثُ كانُوا، وشطَّتْ دَارُهُم، فَلَهم |
منّي هوًى بُسَوِيْدَا القلب مُلتَحِف |