يحيى بن أسعد بن محمد العلم المكنّى بالسعودي موسيقي فلسطيني ولد في القدس، وتوفي في دمشق. وأصل العائلة من المغرب، واستوطنت مدينة القدس منذ ما يزيد على ثمانية قرون. تلقى علومه الابتدائية في مدرسة روضة المعارف الأهلية الخاصة، وفي أثناء دراسته توفي والده، فكفله عمه موسى السعودي الذي تولى الاهتمام به إلى أن اشتد ساعده.
 
ظهرت موهبة يحيى السعودي المبكرة في المدرسة، ولفت انتباه أساتذته بصوته الجميل وهو يؤدي بإتقان التوشيحات الدينية والموشحات الدنيوية، وما إليها من التي كانت سائدة في زمانه، وخاصة أعمال محمد عثمان وقصائد سلامة حجازي  وطقاطيق سيد درويش..
 
في عام 1919، كانت الحرب العالمية الأولى قد وضعت أوزارها، والاحتلال الإنكليزي يسود فلسطين، رفض السعودي متابعة الدراسة، و فضل عليها مزاولة بعض الأعمال الحرة عند بعض معارف أبيه أملاً في الكسب السريع، ودرت عليه هذه الأعمال بعض المال، فاشترى عوداً كان يحلم باقتنائه، وأخذ يتردد على بعض الأندية الموسيقية أملاً في أن تساعده في تعلم العزف على العود. وفي أحد هذه الأندية التقى بعازف العود المعروف روحي الخماش  الذي كان وقتذاك مازال مبتدئاً، وفي مثل عمره، فأخذ عنه بعض النصائح والإرشادات التي مكنته من تعلم العزف وحده ومن دون معلم. وبعد سنوات على ذلك، غدا واحداً من المطربين الواعدين الذين ينتظرهم مستقبل باهر.
 
اكتشف يحيى السعودي بأنه لا يستطيع التعامل مع التدوين الموسيقي (النوطة) فقرر دراستها، واتصل من أجل ذلك بالموسيقي المعلم يوسف بتروني، فدرس على يديه علم التدوين الموسيقي إلى أن أتقن قراءته وغناءه وعزفه، وبذلك اكتملت له المعلومات الموسيقية التي تاق إليها.
 
ظل السعودي، على الرغم من شهرته في الأوساط الفنية في القدس وفلسطين عامة، هاوياً للفن لم يحترف العمل الموسيقي إلا عندما دعي للمشاركة في تأسيس إذاعة القدس رسمياً عام 1936 مع الأساتذة يوسف بتروني، وروحي الخماش، وحنا الخل وغيرهم، فتولى تأسيس الفرقة الموسيقية الشرقية.
 
مارس السعودي عمله رئيساً للفرقة الموسيقية الشرقية في إذاعة القدس مدة اثني عشر عاماً، وتعاون معه عدد من الفنانين منهم عازف القانون الراحل إبراهيم عبد العال، والد عازف الكمان الشهير عبـد الرحمن عبد العال، وعازف الإيقاع باصيل سروة، وولداه سليم سروة عازف قانون، وإميل سروة عازف كمان، وميشــيل عوض عازف كمان الذي توفاه الله في 2004.
 
حزم يحيى السعودي أمره وقرر النزوح إلى سورية عندما صدر ذلك القرار الجائر في أيار عام 1948 الذي قضى بتقسيم فلسطين إلى دولتين. وفي انتظار أن تهدأ الأوضاع ويعود إلى موطنه، لبى دعوة الموسيقي السوري شفيق شبيب  الذي كان يتولى رئاسة الدائرة الموسيقية في إذاعة دمشق، فعينه مراقباً موسيقياًُ عاماًُ، وأسند إليه في الوقت ذاته تدريب الجوقة الغنائية، وإحياء الأعمال التراثية بتسجيلها من قبل موسيقيين ومطربين مختصين.
 
في كانون الأول، عام 1950، افتتحت وزارة المعارف (التربية) المعهد الموســيقي الشــرقـي في دمشق وصدر قرار بتسمية يوسف بتروني مديراً فنياً للمعهد، ويحيى السعودي مستشاراً فنياً ومدرساً لآلة العود ولعلوم الموسيقى الشرقية والموشحات. وباشر المعهد عمله في آذار عام 1951. وبعد أن أغلق المعهد أبوابه عام 1959 ظل السعودي يمارس عمله في الإذاعة السورية فقط، إلى آخر حياته.
 
سجَل السعودي وغنى لإذاعة دمشق ثلاثة أدوار من ألحان سيد درويش: «يا فؤادي ليه بتعشق»، و«الحبيب للهجر مايل»، و«أنا هويت»، وموشحتين هما «يا شادي الألحان» و«اجمعوا بالقرب شملي»، ودوراً واحداً لداوود حسني «سلمت روحك» وموشحة واحدة لمحمد عثمان «لما بدا يتثنى» (وتنسب هذه الموشحة أيضاً للشيخ محمد عبد الرحيم المسلوب)، وأخرى لمجدي العقيلي «لو كنت تدري».
 
لحن السعودي وغنى أربعة أدوار لحساب إذاعة الشرق الأدنى (لندن اليوم): «أول ما شفتك حبيتك» و«طالت ليالي الغرام»، و«يا فؤادي»، و«وكان الفؤاد خالي».
 
ولحن أيضاً عدداً كبيراً من الموشحات من أهمها: «يا ظالمي حقاً يكفيك ما ألقاه» (شعر قديم)، ومن شعر البهاء زهير موشحة «سلم الله على من جاءنا منه السلام»، وثالثة من شعر نزار تغلبي «خمر العيون أديري ما الكأس كانت حراماً» وجميعها من مقام الحجاز كاركرد. ولحن أيضاً من مقام البستنكار موشحة من شعر إبراهيم طوقان «أنشدي يا صبا وارقصي يا غصون»، ومن الشعر الأندلسي القديم «ليت من طير نرمي»، ومن شعر عبد المحسن الصوري «بالذي ألهم تعذيبي من ثناياك العذابا». كما لحن عدداً من الأناشيد للأطفال من أبرزها «نشيد الصباح»، وأناشيد أخرى وطنية قومية من أهمها: «نشيد فلسطين» و«نشيد العروبة».
 
وإلى جانب هذه الأعمال لحن العديد من القصائد والأغاني العاطفية والشعبية الدارجة والطقاطيق التي غناها لـه عدد من المطربات والمطربين المرموقين منهم: كروان، وبهجت الأستاذ (فتى دمشق)، وبدر الدين الجابي، وأحــلام، وياسين محمود، وهيام محمد، وماري جبران.
 
 صميم الشريف
 
يحيى بن أسعد بن محمد العلم المكنّى بالسعودي موسيقي فلسطيني ولد في القدس، وتوفي في دمشق. وأصل العائلة من المغرب، واستوطنت مدينة القدس منذ ما يزيد على ثمانية قرون. تلقى علومه الابتدائية في مدرسة روضة المعارف الأهلية الخاصة، وفي أثناء دراسته توفي والده، فكفله عمه موسى السعودي الذي تولى الاهتمام به إلى أن اشتد ساعده.
 
ظهرت موهبة يحيى السعودي المبكرة في المدرسة، ولفت انتباه أساتذته بصوته الجميل وهو يؤدي بإتقان التوشيحات الدينية والموشحات الدنيوية، وما إليها من التي كانت سائدة في زمانه، وخاصة أعمال محمد عثمان وقصائد سلامة حجازي  وطقاطيق سيد درويش..
 
في عام 1919، كانت الحرب العالمية الأولى قد وضعت أوزارها، والاحتلال الإنكليزي يسود فلسطين، رفض السعودي متابعة الدراسة، و فضل عليها مزاولة بعض الأعمال الحرة عند بعض معارف أبيه أملاً في الكسب السريع، ودرت عليه هذه الأعمال بعض المال، فاشترى عوداً كان يحلم باقتنائه، وأخذ يتردد على بعض الأندية الموسيقية أملاً في أن تساعده في تعلم العزف على العود. وفي أحد هذه الأندية التقى بعازف العود المعروف روحي الخماش  الذي كان وقتذاك مازال مبتدئاً، وفي مثل عمره، فأخذ عنه بعض النصائح والإرشادات التي مكنته من تعلم العزف وحده ومن دون معلم. وبعد سنوات على ذلك، غدا واحداً من المطربين الواعدين الذين ينتظرهم مستقبل باهر.
 
اكتشف يحيى السعودي بأنه لا يستطيع التعامل مع التدوين الموسيقي (النوطة) فقرر دراستها، واتصل من أجل ذلك بالموسيقي المعلم يوسف بتروني، فدرس على يديه علم التدوين الموسيقي إلى أن أتقن قراءته وغناءه وعزفه، وبذلك اكتملت له المعلومات الموسيقية التي تاق إليها.
 
ظل السعودي، على الرغم من شهرته في الأوساط الفنية في القدس وفلسطين عامة، هاوياً للفن لم يحترف العمل الموسيقي إلا عندما دعي للمشاركة في تأسيس إذاعة القدس رسمياً عام 1936 مع الأساتذة يوسف بتروني، وروحي الخماش، وحنا الخل وغيرهم، فتولى تأسيس الفرقة الموسيقية الشرقية.
 
مارس السعودي عمله رئيساً للفرقة الموسيقية الشرقية في إذاعة القدس مدة اثني عشر عاماً، وتعاون معه عدد من الفنانين منهم عازف القانون الراحل إبراهيم عبد العال، والد عازف الكمان الشهير عبـد الرحمن عبد العال، وعازف الإيقاع باصيل سروة، وولداه سليم سروة عازف قانون، وإميل سروة عازف كمان، وميشــيل عوض عازف كمان الذي توفاه الله في 2004.
 
حزم يحيى السعودي أمره وقرر النزوح إلى سورية عندما صدر ذلك القرار الجائر في أيار عام 1948 الذي قضى بتقسيم فلسطين إلى دولتين. وفي انتظار أن تهدأ الأوضاع ويعود إلى موطنه، لبى دعوة الموسيقي السوري شفيق شبيب  الذي كان يتولى رئاسة الدائرة الموسيقية في إذاعة دمشق، فعينه مراقباً موسيقياًُ عاماًُ، وأسند إليه في الوقت ذاته تدريب الجوقة الغنائية، وإحياء الأعمال التراثية بتسجيلها من قبل موسيقيين ومطربين مختصين.
 
في كانون الأول، عام 1950، افتتحت وزارة المعارف (التربية) المعهد الموســيقي الشــرقـي في دمشق وصدر قرار بتسمية يوسف بتروني مديراً فنياً للمعهد، ويحيى السعودي مستشاراً فنياً ومدرساً لآلة العود ولعلوم الموسيقى الشرقية والموشحات. وباشر المعهد عمله في آذار عام 1951. وبعد أن أغلق المعهد أبوابه عام 1959 ظل السعودي يمارس عمله في الإذاعة السورية فقط، إلى آخر حياته.
 
سجَل السعودي وغنى لإذاعة دمشق ثلاثة أدوار من ألحان سيد درويش: «يا فؤادي ليه بتعشق»، و«الحبيب للهجر مايل»، و«أنا هويت»، وموشحتين هما «يا شادي الألحان» و«اجمعوا بالقرب شملي»، ودوراً واحداً لداوود حسني «سلمت روحك» وموشحة واحدة لمحمد عثمان «لما بدا يتثنى» (وتنسب هذه الموشحة أيضاً للشيخ محمد عبد الرحيم المسلوب)، وأخرى لمجدي العقيلي «لو كنت تدري».
 
لحن السعودي وغنى أربعة أدوار لحساب إذاعة الشرق الأدنى (لندن اليوم): «أول ما شفتك حبيتك» و«طالت ليالي الغرام»، و«يا فؤادي»، و«وكان الفؤاد خالي».
 
ولحن أيضاً عدداً كبيراً من الموشحات من أهمها: «يا ظالمي حقاً يكفيك ما ألقاه» (شعر قديم)، ومن شعر البهاء زهير موشحة «سلم الله على من جاءنا منه السلام»، وثالثة من شعر نزار تغلبي «خمر العيون أديري ما الكأس كانت حراماً» وجميعها من مقام الحجاز كاركرد. ولحن أيضاً من مقام البستنكار موشحة من شعر إبراهيم طوقان «أنشدي يا صبا وارقصي يا غصون»، ومن الشعر الأندلسي القديم «ليت من طير نرمي»، ومن شعر عبد المحسن الصوري «بالذي ألهم تعذيبي من ثناياك العذابا». كما لحن عدداً من الأناشيد للأطفال من أبرزها «نشيد الصباح»، وأناشيد أخرى وطنية قومية من أهمها: «نشيد فلسطين» و«نشيد العروبة».
 
يحيى بن أسعد بن محمد العلم المكنّى بالسعودي موسيقي فلسطيني ولد في القدس، وتوفي في دمشق. وأصل العائلة من المغرب، واستوطنت مدينة القدس منذ ما يزيد على ثمانية قرون. تلقى علومه الابتدائية في مدرسة روضة المعارف الأهلية الخاصة، وفي أثناء دراسته توفي والده، فكفله عمه موسى السعودي الذي تولى الاهتمام به إلى أن اشتد ساعده.
 
ظهرت موهبة يحيى السعودي المبكرة في المدرسة، ولفت انتباه أساتذته بصوته الجميل وهو يؤدي بإتقان التوشيحات الدينية والموشحات الدنيوية، وما إليها من التي كانت سائدة في زمانه، وخاصة أعمال محمد عثمان وقصائد سلامة حجازي  وطقاطيق سيد درويش..
 
في عام 1919، كانت الحرب العالمية الأولى قد وضعت أوزارها، والاحتلال الإنكليزي يسود فلسطين، رفض السعودي متابعة الدراسة، و فضل عليها مزاولة بعض الأعمال الحرة عند بعض معارف أبيه أملاً في الكسب السريع، ودرت عليه هذه الأعمال بعض المال، فاشترى عوداً كان يحلم باقتنائه، وأخذ يتردد على بعض الأندية الموسيقية أملاً في أن تساعده في تعلم العزف على العود. وفي أحد هذه الأندية التقى بعازف العود المعروف روحي الخماش  الذي كان وقتذاك مازال مبتدئاً، وفي مثل عمره، فأخذ عنه بعض النصائح والإرشادات التي مكنته من تعلم العزف وحده ومن دون معلم. وبعد سنوات على ذلك، غدا واحداً من المطربين الواعدين الذين ينتظرهم مستقبل باهر.
 
اكتشف يحيى السعودي بأنه لا يستطيع التعامل مع التدوين الموسيقي (النوطة) فقرر دراستها، واتصل من أجل ذلك بالموسيقي المعلم يوسف بتروني، فدرس على يديه علم التدوين الموسيقي إلى أن أتقن قراءته وغناءه وعزفه، وبذلك اكتملت له المعلومات الموسيقية التي تاق إليها.
 
ظل السعودي، على الرغم من شهرته في الأوساط الفنية في القدس وفلسطين عامة، هاوياً للفن لم يحترف العمل الموسيقي إلا عندما دعي للمشاركة في تأسيس إذاعة القدس رسمياً عام 1936 مع الأساتذة يوسف بتروني، وروحي الخماش، وحنا الخل وغيرهم، فتولى تأسيس الفرقة الموسيقية الشرقية.
 
مارس السعودي عمله رئيساً للفرقة الموسيقية الشرقية في إذاعة القدس مدة اثني عشر عاماً، وتعاون معه عدد من الفنانين منهم عازف القانون الراحل إبراهيم عبد العال، والد عازف الكمان الشهير عبـد الرحمن عبد العال، وعازف الإيقاع باصيل سروة، وولداه سليم سروة عازف قانون، وإميل سروة عازف كمان، وميشــيل عوض عازف كمان الذي توفاه الله في 2004.
 
حزم يحيى السعودي أمره وقرر النزوح إلى سورية عندما صدر ذلك القرار الجائر في أيار عام 1948 الذي قضى بتقسيم فلسطين إلى دولتين. وفي انتظار أن تهدأ الأوضاع ويعود إلى موطنه، لبى دعوة الموسيقي السوري شفيق شبيب  الذي كان يتولى رئاسة الدائرة الموسيقية في إذاعة دمشق، فعينه مراقباً موسيقياًُ عاماًُ، وأسند إليه في الوقت ذاته تدريب الجوقة الغنائية، وإحياء الأعمال التراثية بتسجيلها من قبل موسيقيين ومطربين مختصين.
 
في كانون الأول، عام 1950، افتتحت وزارة المعارف (التربية) المعهد الموســيقي الشــرقـي في دمشق وصدر قرار بتسمية يوسف بتروني مديراً فنياً للمعهد، ويحيى السعودي مستشاراً فنياً ومدرساً لآلة العود ولعلوم الموسيقى الشرقية والموشحات. وباشر المعهد عمله في آذار عام 1951. وبعد أن أغلق المعهد أبوابه عام 1959 ظل السعودي يمارس عمله في الإذاعة السورية فقط، إلى آخر حياته.
 
سجَل السعودي وغنى لإذاعة دمشق ثلاثة أدوار من ألحان سيد درويش: «يا فؤادي ليه بتعشق»، و«الحبيب للهجر مايل»، و«أنا هويت»، وموشحتين هما «يا شادي الألحان» و«اجمعوا بالقرب شملي»، ودوراً واحداً لداوود حسني «سلمت روحك» وموشحة واحدة لمحمد عثمان «لما بدا يتثنى» (وتنسب هذه الموشحة أيضاً للشيخ محمد عبد الرحيم المسلوب)، وأخرى لمجدي العقيلي «لو كنت تدري».
 
لحن السعودي وغنى أربعة أدوار لحساب إذاعة الشرق الأدنى (لندن اليوم): «أول ما شفتك حبيتك» و«طالت ليالي الغرام»، و«يا فؤادي»، و«وكان الفؤاد خالي».
 
ولحن أيضاً عدداً كبيراً من الموشحات من أهمها: «يا ظالمي حقاً يكفيك ما ألقاه» (شعر قديم)، ومن شعر البهاء زهير موشحة «سلم الله على من جاءنا منه السلام»، وثالثة من شعر نزار تغلبي «خمر العيون أديري ما الكأس كانت حراماً» وجميعها من مقام الحجاز كاركرد. ولحن أيضاً من مقام البستنكار موشحة من شعر إبراهيم طوقان «أنشدي يا صبا وارقصي يا غصون»، ومن الشعر الأندلسي القديم «ليت من طير نرمي»، ومن شعر عبد المحسن الصوري «بالذي ألهم تعذيبي من ثناياك العذابا». كما لحن عدداً من الأناشيد للأطفال من أبرزها «نشيد الصباح»، وأناشيد أخرى وطنية قومية من أهمها: «نشيد فلسطين» و«نشيد العروبة».
 
وإلى جانب هذه الأعمال لحن العديد من القصائد والأغاني العاطفية والشعبية الدارجة والطقاطيق التي غناها لـه عدد من المطربات والمطربين المرموقين منهم: كروان، وبهجت الأستاذ (فتى دمشق)، وبدر الدين الجابي، وأحــلام، وياسين محمود، وهيام محمد، وماري جبران.
 
 صميم الشريف
 
يحيى بن أسعد بن محمد العلم المكنّى بالسعودي موسيقي فلسطيني ولد في القدس، وتوفي في دمشق. وأصل العائلة من المغرب، واستوطنت مدينة القدس منذ ما يزيد على ثمانية قرون. تلقى علومه الابتدائية في مدرسة روضة المعارف الأهلية الخاصة، وفي أثناء دراسته توفي والده، فكفله عمه موسى السعودي الذي تولى الاهتمام به إلى أن اشتد ساعده.
 
ظهرت موهبة يحيى السعودي المبكرة في المدرسة، ولفت انتباه أساتذته بصوته الجميل وهو يؤدي بإتقان التوشيحات الدينية والموشحات الدنيوية، وما إليها من التي كانت سائدة في زمانه، وخاصة أعمال محمد عثمان وقصائد سلامة حجازي  وطقاطيق سيد درويش..
 
في عام 1919، كانت الحرب العالمية الأولى قد وضعت أوزارها، والاحتلال الإنكليزي يسود فلسطين، رفض السعودي متابعة الدراسة، و فضل عليها مزاولة بعض الأعمال الحرة عند بعض معارف أبيه أملاً في الكسب السريع، ودرت عليه هذه الأعمال بعض المال، فاشترى عوداً كان يحلم باقتنائه، وأخذ يتردد على بعض الأندية الموسيقية أملاً في أن تساعده في تعلم العزف على العود. وفي أحد هذه الأندية التقى بعازف العود المعروف روحي الخماش  الذي كان وقتذاك مازال مبتدئاً، وفي مثل عمره، فأخذ عنه بعض النصائح والإرشادات التي مكنته من تعلم العزف وحده ومن دون معلم. وبعد سنوات على ذلك، غدا واحداً من المطربين الواعدين الذين ينتظرهم مستقبل باهر.
 
اكتشف يحيى السعودي بأنه لا يستطيع التعامل مع التدوين الموسيقي (النوطة) فقرر دراستها، واتصل من أجل ذلك بالموسيقي المعلم يوسف بتروني، فدرس على يديه علم التدوين الموسيقي إلى أن أتقن قراءته وغناءه وعزفه، وبذلك اكتملت له المعلومات الموسيقية التي تاق إليها.
 
ظل السعودي، على الرغم من شهرته في الأوساط الفنية في القدس وفلسطين عامة، هاوياً للفن لم يحترف العمل الموسيقي إلا عندما دعي للمشاركة في تأسيس إذاعة القدس رسمياً عام 1936 مع الأساتذة يوسف بتروني، وروحي الخماش، وحنا الخل وغيرهم، فتولى تأسيس الفرقة الموسيقية الشرقية.
 
مارس السعودي عمله رئيساً للفرقة الموسيقية الشرقية في إذاعة القدس مدة اثني عشر عاماً، وتعاون معه عدد من الفنانين منهم عازف القانون الراحل إبراهيم عبد العال، والد عازف الكمان الشهير عبـد الرحمن عبد العال، وعازف الإيقاع باصيل سروة، وولداه سليم سروة عازف قانون، وإميل سروة عازف كمان، وميشــيل عوض عازف كمان الذي توفاه الله في 2004.
 
حزم يحيى السعودي أمره وقرر النزوح إلى سورية عندما صدر ذلك القرار الجائر في أيار عام 1948 الذي قضى بتقسيم فلسطين إلى دولتين. وفي انتظار أن تهدأ الأوضاع ويعود إلى موطنه، لبى دعوة الموسيقي السوري شفيق شبيب  الذي كان يتولى رئاسة الدائرة الموسيقية في إذاعة دمشق، فعينه مراقباً موسيقياًُ عاماًُ، وأسند إليه في الوقت ذاته تدريب الجوقة الغنائية، وإحياء الأعمال التراثية بتسجيلها من قبل موسيقيين ومطربين مختصين.
 
في كانون الأول، عام 1950، افتتحت وزارة المعارف (التربية) المعهد الموســيقي الشــرقـي في دمشق وصدر قرار بتسمية يوسف بتروني مديراً فنياً للمعهد، ويحيى السعودي مستشاراً فنياً ومدرساً لآلة العود ولعلوم الموسيقى الشرقية والموشحات. وباشر المعهد عمله في آذار عام 1951. وبعد أن أغلق المعهد أبوابه عام 1959 ظل السعودي يمارس عمله في الإذاعة السورية فقط، إلى آخر حياته.
 
سجَل السعودي وغنى لإذاعة دمشق ثلاثة أدوار من ألحان سيد درويش: «يا فؤادي ليه بتعشق»، و«الحبيب للهجر مايل»، و«أنا هويت»، وموشحتين هما «يا شادي الألحان» و«اجمعوا بالقرب شملي»، ودوراً واحداً لداوود حسني «سلمت روحك» وموشحة واحدة لمحمد عثمان «لما بدا يتثنى» (وتنسب هذه الموشحة أيضاً للشيخ محمد عبد الرحيم المسلوب)، وأخرى لمجدي العقيلي «لو كنت تدري».
 
لحن السعودي وغنى أربعة أدوار لحساب إذاعة الشرق الأدنى (لندن اليوم): «أول ما شفتك حبيتك» و«طالت ليالي الغرام»، و«يا فؤادي»، و«وكان الفؤاد خالي».
 
ولحن أيضاً عدداً كبيراً من الموشحات من أهمها: «يا ظالمي حقاً يكفيك ما ألقاه» (شعر قديم)، ومن شعر البهاء زهير موشحة «سلم الله على من جاءنا منه السلام»، وثالثة من شعر نزار تغلبي «خمر العيون أديري ما الكأس كانت حراماً» وجميعها من مقام الحجاز كاركرد. ولحن أيضاً من مقام البستنكار موشحة من شعر إبراهيم طوقان «أنشدي يا صبا وارقصي يا غصون»، ومن الشعر الأندلسي القديم «ليت من طير نرمي»، ومن شعر عبد المحسن الصوري «بالذي ألهم تعذيبي من ثناياك العذابا». كما لحن عدداً من الأناشيد للأطفال من أبرزها «نشيد الصباح»، وأناشيد أخرى وطنية قومية من أهمها: «نشيد فلسطين» و«نشيد العروبة».
 
وإلى جانب هذه الأعمال لحن العديد من القصائد والأغاني العاطفية والشعبية الدارجة والطقاطيق التي غناها لـه عدد من المطربات والمطربين المرموقين منهم: كروان، وبهجت الأستاذ (فتى دمشق)، وبدر الدين الجابي، وأحــلام، وياسين محمود، وهيام محمد، وماري جبران.
 
 صميم الشريف
 
 
 

المراجع

الموسوعة العربية

التصانيف

الأبحاث