تعتبر مسألة تنمية الموارد البشرية من أهم اساسيات الإدارة الناجحة في العالم، وكل المؤسسات الأردنية والعالمية المهتمة بتحقيق تقدم في أدائها تعمل على تطبيق هذه المبادئ بشكل جاد، وتجري دائما العديد من الدورات التدريبية للموظفين والمدراء وأصحاب القرار في أساسيات الإدارة والتطبيقات التقنية والمعلوماتية الدقيقة في مجالات العمل.

ولا نبالغ في القول أن مجلس النواب يجب أن يكون من المؤسسات الهامة التي تطبق مبادئ الإدارة الحديثة على النواب، وليس من قبيل المزاح ولا السخرية أن نطالب بعقد دورات تدريبية جادة للنواب الجدد والقدامى أيضا في العديد من المجالات حتى يكونوا على إطلاع ودراية بتفاصيل العمل النيابي الأساسي وكذلك القضايا الفنية والتقنية والإدارية التي يتعاملون معها في القطاعات المختلفة.

أن الكفاءة والمعرفة هي السلاح الأقوى لمواجهة التحديات، والنواب شأنهم شأن اي شخص يقوم بعمل عام ومنتج يجب ان يكونوا على دراية واسعة بتفاصيل مسؤولياتهم، ولذلك فإن فكرة عقد الدورات التدريبية للنواب ليست انتقاصا من كفاءتهم بل عاملا مساعدا لتطويرها.

هنالك حوالي 90 نائبا جديدا، تتباين قدراتهم ومعارفهم وثقافاتهم القانونية والسياسية والتشريعية، وهي المقومات الرئيسية لعمل النائب الناجح، وهذا شئ طبيعي ولا داعي لإنكاره والخجل منه. وبدلا من أن يمضي النائب الجديد وقتا طويلا في التعلم والتدرب على أساسيات العمل النيابي وارتكاب الأخطاء التي لا بد منها يمكن أن يخضع لدورات تدريبية لتطوير المهارات.

المواضيع التي يمكن أن تتضمنها الدورات متعددة، ومنها تفاصيل العمل النيابي ودور النائب في البرلمان، ودورة دراسية معمقة حول الدستور الأردني وحول التاريخ السياسي في الأردن. ودورة أخرى في صياغة القوانين وتعديلها، ودورة في الثقافة الوطنية السياسية. وهناك حاجة أيضا إلى دورات متخصصة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية وأهم التحديات التي تواجه التنمية في الأردن، إضافة إلى مهارات المعلوماتية والاتصالات الحديثة.

وربما يكون من المفيد جدا حضور لعدة مؤتمرات فنية وإدارية تعقد في الأردن لأن هذه فرصة ذهبية لا تقدر بثمن للنواب لإطلاع عن كثب على طبيعة القضايا الوطنية والتي تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد والتنمية في الأردن. صحيح أن النواب يتسابقون للمشاركة في مؤتمرات وورش عمل في كافة اصقاع الأرض للاستفادة من تجارب الدول الأخرى ولكن الأولوية هي للعمل الوطني الداخلي.

النائب ليس مجرد شخص بارع في اجتذاب التأييد، ويمتلك القاعدة العريضة من المؤيدين والأموال والعشيرة، فهذه المرحلة انتهت مع انتهاء الحملة الإنتخابية والمطلوب من النائب الآن أن يكون شخصا واسع الإطلاع والثقافة والمعرفة ليكون قادرا على اتخاذ القرار الصحيح بناء على اعتبارات علمية دقيقة وموثقة لا بناء على المزاج والمصالح. ولهذا فإن خضوع النواب للدورات التدريبية مسألة هامة يجب النظر في تطبيقها، كما أن النائب الجاد هو الذي يحاول الاستفادة من كل فرص الإطلاع والمعرفة الجديدة وأن يحيط نفسه بمجموعة من المستشارين المثقفين لتزويده بالنصح في القضايا الهامة وماهية القرارات والمواقف التي يجب اتخاذها لأن المسؤولية كبيرة وحملها يتطلب العلم والمعرفة.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة  باتر محمد علي وردم   جريدة الدستور