غدة البروستاتا هي غدة صغيرة تحيط بأعلى مجرى البول في الرجال، وهذه الغدة لها وظائف هامة حيث تشكل إفرازاتها جزءا هاما من مكونات السائل المنوي. وتبدأ الغدة في النمو التدريجي عند مرحلة البلوغ وهو نمو طبيعي ولكن بعد سن الأربعين تبدأ الغدة في بعض الرجال في النمو الزائد مكونة ما يعرف بالتضخم الحميد للبروستاتا حيث تبدأ في تكوين ورم حميد حول مجرى البول وتبدأ هنا الأعراض والشكوى من المريض. وتظهر هذه الأعراض في عدة صور فقد تؤثر في عملية التبول وخصوصا بالليل حيث تحرم المريض من النوم الهادئ، وقد تؤثر في التحكم فيبدأ المريض بالشعور بأنه لابد من أن يذهب إلى الحمام فورا ولا يستطيع تأجيل التبول وأحيانا إذا حاول التأجيل يفلت منه البول وأحيانا يحدث العكس حيث يشعر المريض بضعف قوة التبول تدريجيا وإذا استمر الوضع يتطور ليحدث الاحتباس البولي. وأحيانا لا تظهر أية أعراض ولكن البروستاتا المتضخمة تمنع إفراغ البول بشكل كامل وتسبب ضغطا ارتجاعيا يؤدي مع مرور الوقت إلى الفشل الكلوي وتسبب البروستاتا أيضا بعض المضاعفات مثل زيادة معدل الالتهابات البولية وسرعة القذف والحصوات البولية وخاصة في المثانة والنزيف الدموي في البول. ويبدأ علاج المرض بالتأكد من أن المرض حميدا وليس خبيثا بعمل فحوصات خاصة بالدم بالإضافة إلى موجات صوتية من الشرج على البروستاتا، كما يتم التأكد من تأثير البروستاتا على عملية التبول بعمل قياسات لقوة اندفاع البول على جهاز ديناميكية التبول. وعلاج البروستاتا في الماضي كان إما الاستئصال الجراحي أو الاستئصال بالمنظار الكهربائي ويعتمد اختيار أيهما على حجم البروستاتا فإذا كانت أكبر من 60 – 90 جم كانت الجراحة هي الأفضل وإذا كانت أقل من ذلك فإن المنظار هو الاختيار ولكن وجد أن هناك العديد من المضاعفات لهذا الأسلوب حيث يحدث ضعف جنسي وعدم تحكمه في التبول بنسبة 5 – 8 % من الحالات بعد استعمال المنظار وذلك نتيجة تلف بالأعصاب الواصلة للعضو أو صمامات التبول من التيار الكهربائي. كما أن الإستئصال بالمنظار يحدث نزيفا أثناء العملية مما يؤدي إلى نقل دم والمعروف أن نقل الدم في بعض الأحيان يكون وسيلة لنقل الإلتهاب الكبدي أو الإيدز، كما يحدث خلال الإستئصال بالمنظار امتصاص للسوائل المستخدمة مما يؤدي إلى خفض نسبة الأملاح في الدم والمخ مما يؤدي في بعض الأحيان إلى حالة هذيان وغيبوبة قد لا تؤدي إلى الوفاة مما يعرف بtur syndrome. لذا كان ابتكار استخدام الليزر في جراحة علاج تضخم البروستاتا حيث لا يؤدي إلى المضاعفات السابقة. فالليزر هو شعاع ضوئي مركز يؤدي إلى ارتفاع في درجة حرارة الجزء المسلط عليه وتبخره : لذا فهو لا يؤدي إلى الضعف الجنسي أو فقدان التحكم البولي لأنه ليس تيارا كهربائيا يصيب الأعصاب، وهو لا يؤدي إلى حدوث ارتجاع السائل المنوي حيث يقوم بالحفاظ على عنق المثانة كما أنه يقوم بتجليط الدم في الأوعية الدموية قبل تبخير الانسجة المتضخمة فلا يحدث نزيف دم ولا يحدث امتصاص للسوائل وبالتالي لا يحتاج المريض إلى نقل دم على الإطلاق كما لا يحدث tur syndrome في حالة استعمال الليزر وبالتالي يمكن استعمال الليزر لعلاج المرضى ذوي الحالة الصحية المتدهورة مثل مرضى القلب ومرضى السكر ومرض سيولة الدم وحتى المرضى الذين يأخذون أدوية لمنع تجلط الدم يمكن علاجهم باستخدام الليزر لذا شكل استخدام الليزر ثورة في علاج البروستاتا حيث لا يسبب كل مضاعفات المنظار أو الجراحة. وأصبحت عملية ليزر البروستاتا تجري تحت مخدر موضعي أو نصفي ويخرج المريض في نفس اليوم إلى منزله أو ثان يوم على أكثر تقدير وتتولى استخدامات الليزر في الكثير من الأمراض و الأورام لتجعل التدخل أسهل وأكثر أمانا للمريض، وفي نفس الوقت تقلل مدة وتكلفة البقاء في المستشفى مما يوفر لكل من المريض والمستشفى.

المراجع

sehha.co/art/details-2792.htmlالموسوعة الطبية العربية

التصانيف

حياة