(1844 ـ 1908)
نيكولاي ريمسكي ـ كورساكوف Nicolay Rimsky-Korsakov مؤلف موسيقي روسي، ولد في تيكفين وتوفي في ليوبنسك. نشأ في عائلة عريقة عرفت بثقافتها وعشقها للموسيقى. بدأ دراسة الموسيقى بإشراف أساتذة محليين عندما كان في السادسة من عمره. واستجابة لرغبة العائلة التحق بمدرسة المرشحين لدخول الكلية البحرية في سان بطرسبرغ. ومنذ عام 1859 تابع دراسة الموسيقى بأسلوب يفتقر للمنهجية على يد كاني Canille، وتعرف على مؤلفات باخ J.S.Bach وبتهوفن وشومان ومندلسون وشوبان، وقدمه أستاذه للمؤلف الموسيقي بالاكيريف M.Balakirev الذي صار أستاذه فيما بعد، والذي شجّعه على تأليف سمفونية تحت إشرافه. والتقى كورساكوف في منزل بالاكيريف برفاق المستقبل مثل موسورغسكي Mussorgsky، وكوي Cui. أبحر كورساكوف عام 1862 في رحلة بحرية دامت ثلاث سنوات تعرف فيها على ثقافات وموسيقى الشعوب، وعاد إلى سان بطرسبرغ لينهي تأليف سمفونيته الأولى التي قدمت بنجاح كبير، الأمر الذي أقنع الموسيقي الشاب بالتخلي عن زي البحرية والتفرغ للتأليف الموسيقي. وفي عام 1868، انضم بورودين A.Borodin إلى حلقة بالاكيريف لتكتمل حلقة «الخمسة» التي ضمت مؤلفين فاقت حماستهم للموسيقى القومية والتجديد، خبراتهم ومعارفهم النظرية في أصول الفن الموسيقي. وفي العام ذاته، قدم كورساكوف سمفونيته الثانية التي وطدت شهرته في عالم الموسيقى.
عُين كورساكوف عام 1871 أستاذاً للموسيقي والتوزيع الأوركسترالي [ر. الفرقة الموسيقية] في معهد سان بطرسبرغ. وليقينه التام بنواقص علمه الموسيقي، شرع في إعادة النظر بدراسته الموسيقية بالتعمق في أبحاث الفوغة Fugue، والطباق (الكونتربوان) Counterpoint، والمباشرة بسلسلة مهمة من المراسلات الدراسية مع تشايكوفسكي. وفي الأعوام 1876ـ1878 قام كورساكوف بجمع عدد كبير من الأغاني والألحان الشعبية الروسية مكتشفاً الطقوس الوثنية المتأصلة في أعماق الموسيقى الروسية، كما انكب على مراجعة مخطوطات أوبرات M.Glinka الأمر الذي عمق معارفه في فن تأليف الأوبرا، وألف منها «ليلة شهر أيار» May Night (عام 1878)، و«عذراء الثلوج» (عام 1881).
وفي عامي 1887ـ1888 ألف ثلاثة من أشهر مؤلفاته الأوركسترالية : «نزوة إسبانية» Spanish Caprice، وافتتاحية «عيد الفصح في روسية»، و«شهرزاد». وبدأ كورساكوف عام 1890 بتأليف أوبرات مرحلته الأخيرة التي جاوزت العشر أوبرات نذكر منها «مْلادا» (عام1890)، و«سادكو» (1896)، و«تْسارسالتان» (1900)، و«مدينة كيتيج الخفية»، و«الديك الذهبي» (1907). كما ألف كتاباً في الانسجام (الهارموني) Traité d Harmonie.
الأسلوب
لم يجد كورساكوف قصص أوبراته في الرواية الرومنسية، بل في الحكاية الشعبية إذ المشاعر تنبعث في غاية الصفاء والبراءة، ولم يسعَ لإقامة المواقف الدرامية الجبارة، بل خلق مشاهد موسيقية لحكايات شعبية خرافية حرّك فيها دمىً بشرية في غاية العذوبة والوداعة.
برع كورساكوف وأتقن الكتابة والتوزيع الأوركستراليين، وتمكن من توظيف قدراته في التلوين الأوركسترالي الخلاب لتصوير القصص والأساطيرالوثنية للوطن الروسي الخالد. ووسم بطابعه جيلاً كاملاً من موسيقيي نهاية القرن التاسع عشر في روسية، وعدّ الأب الروحي لمدرسة موسيقية روسية ضمت شخصيات متعددة الاتجاهات مثل غلازونوف Glazunov، وسترافينسكي Stravinsky، وليادوف Liadov.
أهم المؤلفات:
1ـ أعمال أوركسترالية: شهرزاد، ونزوة إسبانية والسمفونية الثانية.
2ـ أعمال أوبرالية: عذراء الثلوج، وسادكو، والديك الذهبي.
3ـ إتمام تأليف ومراجعة: أوبرا «الأمير إيغور» لبورودين، وأوبرا «بوريس غودونوف» لموسورغسكي.
المراجع
الموسوعة العربية
التصانيف
الأبحاث