في أيام العطلة الصيفية، ينتشر أبناء القرى في البراري للبحث عن متعة للعب، إذ في أيامنا لم تكن المتعة في المولات، لسبب بسيط هو انه اكبر مول في القرية كان دكانة «ابو مفلح» رحمه الله.
للعب «القلول» خاصية لم يكن يتقنها سوى فهد.. الذي «يعاين» على القل فيصيبه.. كنا نتعجب لقدرة «فهد» على اصابة القل.. فهد بطبيعته كان يتفنن في اصابة الهدف، لكنه كان يرفض اللعب بطريقة «الدوّيد».
طريقة «الدوّيد» لمن لا يعرفها هي طريقة ابتدعها هواة اللعب ومبتدئية للتعلم من كبار اللعيبة، فهي تقتضي ان تكون الخسارة «دوّيد»، اي كلام فاضي، دون خسارة لأي لاعب.
اللعب بالقل الحلبي، كان فنا لا يتقنه سوى «ياسر».. ذلك ان اصابة الهدف تحتاج الى حرفة، وتحتاج الى «قنص».. وتحتاج الى «مناورة» للوصول الى الهدف المنشود.
في العادة ينقسم اللاعبون الى مجموعتين، مجموعة تختار اللعب بطريقة «الدوّيد»، ومجموعة اخرى تختار اللعب بطريقة «التخسير» اي اللعب على القلول، الفرق بين المجموعتين هو ان الاولى تنتهي بلا مشاكل، اما الثانية، فيتخللها شد للأعصاب، وخسائر فادحة من القلول.
أما القدرة على «الوزّ».. والوزّ لمن لا يعرفة هي حرفية اللاعب من الاقتراب من الهدف قبل اطلاق القل بإتجاه الهدف، وهي قدرة فائقة يشهد بها الجميع لـ»حموده» الذي يتقن هذا الفن ولا يسجل على نفسه اي نقطة، فطريقته بـ»الوزّ» طريقة خاطفة وسريعة وغير مرئية في نفس الوقت.
ولذلك فـ»حموده» في الغالب هو الذي يفوز بقلول المجموعة، فبعد ان يستولي عليها يضعها في تنكة حليب صدئة، يقوم شقيقه الاصغر «خلودة» بالمحافظة عليها.
«خلودة» وبرغم صغر سنه الا انه فطن وشرس، يقوم بالجلوس فوق تنكة الحليب الفارغة حتى لا يفقد منها قلا واحدا.
في كل يوم ومنذ الصباح الباكر، يبدأ اللعب، اما دوّيد، واما تخسير، لكن المجموعتين تبقيان هما هما، فلا جماعة الدوّيد تذهب بإتجاه التخسير ولا العكس.
قد يقول قارئ: لماذا دوشتنا بقصة القلول فأقول: تذكرت كل ما جاء سابقا وانا اراقب كلمات النواب في جلسة مناقشة الموازنة..
بقي ان أعترف لكم.. أنني كنت انا من جماعة «الدوّيد».
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة الدكتور حسين العموش جريدة الدستور