يعمل القلب على ضخ الدم إلى جميع أنسجة الجسد عبر شبكة من الأوعية الدموية يبلغ طولها 60,000 ميل. ويزود الدم الأنسجة بالأكسجين وبالمغذيات الضرورية للصحة.
وتحدث مشاكل القلب في العضلة القلبية والصمامات وجهاز التوصيل الكهربائي وغلاف القلب والشرايين التاجية (وهي الشرايين التي تزود عضلة القلب نفسها بالدم). ويركز هذا الفصل على مشاكل الشرايين التاجية. وهذه المشاكل هي المسؤولة عن النوبات القلبية التي تؤدي إلى وفاة 225.000 أميركي سنويا.
فمع التقدم في السن، تتكون أحيانا رواسب دهنية في الشرايين التاجية في القلب مسببة حالة تسمى داء الشريان التاجي. وقد يحدث تصلب عصيدي (أي تصلب للشرايين) في شرايين في مناطق أخرى من الجسد أيضا. ومع تضيّق الشرايين التاجية أو انسدادها، يتقلص تدفق الدم إلى عضلة القلب أو يتوقف.
وحينما لا تتلقى عضلة القلب كفايتها من الدم، يشعر المصاب بألم أو بضغط (ذبحة) في الصدر. وعندما يحتجز الدم طويلا في الشريان التاجي (من 30 دقيقة إلى 4 ساعات) فإن الجزء الذي يغذيه هذا الشريان في العضلة يموت نهائيا. ويعرف موت عضلة القلب طبيا بالاحتشاء العضلي القلبي أو بالنوبة القلبية.
وتنجم النوبة القلبية عادة عن انسداد مفاجئ لشريان قلبي بخثرة دموية. وتتكون الخثرة عادة في شريان ضيقته الترسبات الدهنية.
النوبة القلبية: التحرك بسرعة قد ينقذ حياة المريض
تحدث النوبة القلبية عندما تنسد الشرايين التي تغذي القلب بالدم والأكسجين.
يتفاوت ألم النوبة القلبية. وقد تكون الأعراض غير محددة، وخاصة عند النساء. أو قد تعاني من إحساس عاصر في الصدر مصحوبا بتعرق غزير. وقد يمتد الألم إلى الكتف والذراع وإلى العنق والفك.
تسبب النوبة القلبية عامة ألما في الصدر لأكثر من 15 دقيقة. غير أنه من شأن النوبة القلبية أيضا أن تكون “صامتة” غير مصحوبة بأي أعراض. واستنادا إلى الإحصاءات فإن حوالى نصف ضحايا النوبة القلبية يصابون بأعراض تحذيرية قبل ساعات أو أيام أو حتى أسابيع من النوبة.
وقد أحصت المؤسسة الأميركية لأمراض القلب الإشارات التحذيرية التالية للنوبة القلبية. ولكن اعلم بأنك قد لا تصاب بها على الإطلاق وبأن الأعراض قد تظهر وتختفي.
= انزعاج ناجم عن ضغط أو امتلاء أو ألم عاصر في وسط الصدر يدوم لأكثر من بضع دقائق.
= ألم يمتد إلى الكتفين أو العنق أو الذراعين أو الظهر أو الفك.
= دوار، إغماء، تعرق، غثيان.
= بعد سن 65، فإن أكثر شيوعا هو قصر النفس.
فكلما عانيت من عدد أكبر من هذه الأعراض، ازداد احتمال كونك مصابا بنوبة قلبية. وسواء شككت بنوبة قلبية أو اعتقدت بأنه مجرد عسر هضم، تحرك على الفور:
= اطلب رقم الطوارئ.
= اجلس بهدوء أو تمدد إن شعرت بإغماء. تنفس ببطء وعمق.
= امضغ حبة أسبيرين إن كنت لا تتحسس تجاهه. فالأسبيرين يرقق الدم ويقلص معدلات الوفاة بشكل ملحوظ. وإذا كان لديك أقراص نيتروغليسرين، ضع واحدة منها تحت لسانك.
وفي حال كنت مع شخص يعاني من ألم في الصدر، اتبع الخطوات المذكورة أعلاه. وإن شعر المصاب بالإغماء أو فقد الوعي، باشر عملية الإنعاش القلبي الرئوي.
وبمجرد وصول الضحية إلى مركز طبي، يتم إعطاؤه عقاقير مذيبة للتخثر أو إخضاعه لجراحة تدعى الرأب الوعائي. وتقوم هذه العملية على توسيع الشريان المسدود للسماح للدم بالتدفق بحرية أكبر إلى القلب. وإن تأخر إعطاء العقاقير المذيبة للتخثر أو إجراء جراحة الرأب الوعائي لأكثر من ساعتين، تتقلص فرص النجاح بشكل ملحوظ.
ما هو خطر إصابتك بنوبة قلبية؟
يعتبر تدخين السجائر وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكولسترول في الدم بعضا من أبرز عوامل الخطر للإصابة بداء الشرايين التاجية. ويزداد احتمال الإصابة بنوبة قلبية أو الوفاة إثر نوبة خلال السنوات العشر المقبلة مع كل عامل خطر لديك. قدر خطر الإصابة الذي تتعرض له بجمع النقاط الموجودة في مختلف الفئات أدناه.
تقليص خطر اعتلال القلب
إن كثيرا من عوامل خطر الإصابة بداء الشريان التاجي يمكن تفاديها عبر إحداث بعض التغييرات أو التعديلات في أسلوب المعيشة. إليك ما يجب فعله لتقليص الخطر:
=  امتنع عن التدخين. إن كنت من المدخنين، فإن خطر إصابتك باعتلال في القلب هو أكبر بمرتين على الأقل من غير المدخنين.
=  خفف من ارتفاع ضغط الدم .
=  قلص مستوى الكولسترول.
=  قم بالإجراءات الضرورية للسيطرة على داء السكر.
=  حافظ على وزن صحي.
=  مارس الرياضة.
=  خفف من توترك.
من شأن العوامل المذكورة أن تتفاعل مع بعضها بعضا للتأثير على خطر الإصابة باعتلال الشريان التاجي. وكلما ازدادت عوامل الخطر، تعاظم خطر حدوث نوبة قلبية.
والواقع أن السيطرة على عوامل الخطر غالبا ما تشتمل على استعمال الأدوية. غير أنه من الممكن عادة تخفيف احتمال الإصابة بشكل ملحوظ عبر اتباع نظام غذائي سليم وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. وفي بعض الأحيان تزيل هذه التدابير الحاجة إلى العقاقير.
وإضافة إلى التغذية السليمة والرياضة المنتظمة أظهرت الدراسات أن ما يلي قد يقلص احتمال الإصابة بنوبة قلبية. ناقش مع الطبيب كيفية استعمال هذه العوامل لتخفيف الخطر.
الأسبيرين: غالبا ما ينصح به لمنع النوبات القلبية. فالأسبيرين يقلص من ميل الدم إلى التخثر عبر إضعاف نشاط الصفيحات، وهي جزيئات خلوية في الدم تلتصق ببعضها لتشكيل خثرة. ومن شأن الأسبيرين أن يقلص الخثرة أو حتى يمنعها من تسبيب نوبة قلبية. وهو غير مكلف، كما أنه آمن عامة ويسهل تناوله. فحبة واحدة من أسبيرين الأطفال (التي تعادل ربع حبة عادية القوة من أسبيرين البالغين) كافية لتخفيف خطر النوبة القلبية بشكل ملحوظ. وقد أظهرت إحدى الدراسات بأن الأسبيرين يقلص خطر النوبات القلبية بنسبة 25%. غير أن إحدى الدراسات التي أجريت مؤخرا وجدت بأن الأسبيرين لم يؤثر في خطر حدوث نوبة قلبية لدى النساء. إسأل الطبيب حول تناول الأسبيرين بانتظام.
الفيتامينات: كان ينصح في الماضي باستعمال الفيتامين ه لفائدته المحتملة للقلب. ولكن الدراسات الحديثة لم تجد له أي نفع في هذا المجال ولم يعد يوصى به لمنع النوبات القلبية. أما الفيتامين ج فلم يتم حتى الآن تأكيد فاعليته في تخفيف احتمال التعرض للنوبة القلبية.
وثمة فيتامين آخر هو حمض الفوليك، قد يكون ذا فائدة في حالة ارتفاع خطر الإصابة باعتلال القلب. بأية حال، من الأهمية بمكان مناقشة موضوع استعمال الفيتامينات مع الطبيب للتأكد من أنك تستعمل الفيتامين المناسب بالجرعات المناسبة.
زيت السمك: أثبتت الأحماض الدهنية أوميغا – 3 الموجودة في زيت السمك بأنها تقلص خطر الموت القلبي المفاجئ. ومن شأن الطبيب أن يصف لك هذا المكمل إن كان خطر الإصابة مرتفعا لديك. يوصى عموما بتناول 1000 ملغ (غرام واحد) يوميا.
عقاقير موصوفة تقلص خطر الإصابة: إن سبق وتعرضت لنوبة قلبية أو أخبرك الطبيب بأنك تعاني من اعتلال الشريان التاجي، من شأن أدوية أخرى أن تقلص احتمال اعتلال القلب أو حدوث نوبة. تحدث إلى الطبيب حول عقاقير تخفيف مستوى الكولسترول Beta blockers ومثبطات ACE وأنزيم تحويل الأنجيوتنسين Angiotensin-Converting Enzyme. وعلى غرار الأسبيرين، تبين بأن هذه الأدوية تقلص خطر حدوث نوبة قلبية وقد تكون ملائمة لحالتك.
المصدر: مايو كلينيك

المراجع

موقع طبيب

التصانيف

طب  العلوم التطبيقية  الطبي