كان وراء تطور علاج (IPT) وحي مستخلص من الأعمال التي قام بها باحثون هامون أمثال “ميير” و “ساليفان” و “باولبي” الذين أكدوا على الدور الذي تلعبه أمور كمشكلات التعلق بالأشخاص والعلاقات معهم التي تلعب دورا في ابتداء الاضطراب النفسي. إن الترافق القائم بين الشعور بالضغط وأحداث الحياة وفقدان الروابط الاجتماعية من جهة، وابتداء ومجرى ونتيجة الاكتئاب لدى الراشدين من جهة أخرى قد تم تأكيده عبر العديد من الدراسات المبنية على التجربة. ونبهت بشكل مستمر الدراسات السريرية التي أجريت على الراشدين المكتئبين إلى أهمية الخلل الاجتماعي كمسبب لمرض المكتئبين والمتعافين من الاكتئاب، في حين كان للصداقة والدعم الاجتماعي أثرهما في حماية الأفراد وزيادة مقدرتهم على التكيف أمام المصاعب.
لا يرتبط علاج IPT بأي طراز معين يحدد سببا للاكتئاب، ويؤكد على أن هذا المرض قد يأتي بطرق قد تعمل فيها مجموعات مختلفة من العوامل البيولوجية والنفسية والوراثية والاجتماعية. ومع هذا فإن الاكتئاب -بغض النظر عن أسبابه- يحدث في محيط اجتماعي، وهو قائم على العلاقات بين الأشخاص، يؤثر في حدوثه وفحواه ونتائجه. يهدف علاج (IPT) إلى التأثير على الأعراض الاكتئابية الراهنة والوظيفة الاجتماعية للشخص. ولكنه -كونه تدخلا علاجيا خفيفا يركز على الوضع الراهن للمكتئب- لا يتعرض إلى المرض النفسي للمرء أو شخصيته.
لمحة عامة
- يعتبر العلاج النفسي القائم على العلاقات بين الأشخاص (IPT) –وهو عبارة عن اثنتي عشرة جلسة– مناسبا لعلاج الاكتئاب لدى المراهقين.
- هناك كراس لوصف هذا الشكل من العلاج، ولكن تدريب المعالج هو أمر ضروري.
- لا يعتمد هذا العلاج على أية فرضية تتعلق بمسببات الاكتئاب أو الآليات التي يتم عبرها، ويهدف إلى التخفيف من حدة الأعراض الاكتئابية وتحسين الأداء الاجتماعي للمريض.
- تستخدم في البداية آلية لتثقيف المريض بالشؤون النفسية وتستعرض كل العلاقات الاجتماعية لديه، ثم تحدد غاية العلاج مع الأخذ بعين الاعتبار طبيعة المعاناة لدى المريض.
- ثم يساعد المعالج المريض –في المراحل المتوسطة والنهائية –على حل مشكلات التواصل التي قد يعاني منها وعلى تحسين أو إنهاء علاقاته الصعبة مع البعض، وعلى تحمل الحزن من جراء خسارته الجيد منها وعلى التأقلم مع الجديد منها وعلى تحسين الحلقات الاجتماعية التي تعنيه.
- يعتمد المعالج الأسلوب الفوري خلال فترة العلاج ويقوم بالربط بين قيام أعراض الاكتئاب لدى المريض وزوالها بناء على الأحداث الاجتماعية التي قد تطرأ عليه.
- تبين في الدراسات العشوائية الحديثة عن المراهقين – كما بدا في الدراسات العديدة على الراشدين – أن علاج (IPT) قادر على التخفيف من وطأة الأعراض الاكتئابية وعلى تحسين الأداء الاجتماعي، وأنه أكثر فعالية من العناية الدورية العادية وأن له فعالية علاج السلوك الإدراكي نفسها.
الدور الذي يقوم به المعالج في علاج (IPT-A)
يلعب المعالج دور المدافع عن المريض، ولا يبقى حياديا، فيجب عليه أن يتحدث عن المريض، ويقوم بشرح مشكلاته، ويجد حلولا عملية لها. على المعالج أيضا أن يكون نشيطا غير مستسلم، وأن يقيم اتصالات متبادلة مع عائلة المريض ومدرسته متى دعت الحاجة إلى ذلك. وبشكل مشابه على المعالج أن يشرك الأبوين في نهاية بعض الجلسات – بعد موافقة المريض- كي يسهل الاتصال بينه وبين المريض وبين العائلة. والتركيز هنا هو على الفورية في العمل على علاقات المريض الاجتماعية، وليس على تجاربه السابقة مثلا.
تقنيات (IPT-A)
هناك العديد من التقنيات المستخدمة في علاج (IPT-A) التي قد يتم تطويرها لتلائم مشكلات المريض.
فالتثقيف هو مكون مبدئي هام لهذا النمط من العلاج، ويتألف من توفير معلومات عن الاكتئاب وأعراضه وطبيعته ونتائجه بالنسبة للمريض ومن حوله. ويعتبر هذا التثقيف خطوة هامة على طريق العلاج.
يستخدم المعالج التقنيات الاستكشافية بدون توجيه كي يعترف هو بمصاعب المريض بطريقة داعمة، وكي يجعله يدرك أنه مقبول ومفهوم.
يستخدم التوضيح كي يساعد المريض على إدراك وفهم مشاعره والتحدث عنها، فعلى سبيل المثال إظهار الروابط القائمة بين التصرفات والمشاعر والأفكار بشكل تكون معه مفهومة من قبل المريض. ويستخدم أيضا توضيح التوقعات من علاقات معينة خصوصا للمراهقين الذين تتعرض أدوارهم إلى التغير تحت وطأة الضغوط الناجمة عن النمو التي تتطلب من المراهق ومن أقربائه أن يكيفوا توقعاتهم بشكل مرن، ويبادل بالمثل.
من الممكن استخدام حل المشكلات لمساعدة المريض على التعرض إلى مشكلات وخلافات محددة كمساعدته على توفير حلول مختلفة لها، على سبيل المثال.
يستخدم التشجيع على العاطفة كتقنية تهدف إلى تسهيل التعبير عن الأحاسيس وفهمها والسيطرة عليها. قد يشمل هذا قبول العواطف المؤلمة والتشجيع على تطوير أخرى جديدة.
يتم التوصل إلى تعزيز مهارات التواصل بتقنيات متعددة. بما في ذلك لعب الأدوار إبان جلسات العلاج أو التدريب على توفير المهارات الاجتماعية لدى المراهقين الذين يعانون من عوائق التواصل. ويستخدم تحليل التواصل في الجلسات التي تتم فيها مراجعة فحوى العلاقات الصعبة مع المريض، كي يتم اكتشاف فرضيات خاطئة في العلاقة أو سمات غامضة في التواصل الصامت. قلما تستخدم التقنيات المباشرة لتغيير السلوك في فترات لعب الأدوار أو عندما تقدم المساعدة إلى المريض كي يجد حلولا لمشكلات واقعية. يبقى تطبيق الخطوات السلوكية -إلى حد بعيد- غير توجيهي.
على هذا لا يختلف الموقف العلاجي ومعظم التقنيات العلاجية المستخدمة في (IPT-A) عن تلك الموجودة في أشكال العلاج النفسي الأخرى. يختلف علاج (IPT-A) عن باقي التدخلات في الإستراتيجيات المستخدمة لتطبيق الموقف العلاجي وفي التقنيات المتبعة في المهام المحددة وبالتركيز الدائم على محيط العلاقات القائمة بين الأشخاص. قمنا بتلخيص الأمور المتشابهة والفروق بين علاج (IPT-A) والعلاجين الآخرين في الجدول.
(IPT-A) – (CBT) – العلاج الدينامينفسي


(IPT-A)

(CBT)
العــلاج الدينامينفسي
الاكتئاب ابتدائي وكثير العوامل يعود إلى معتقدات مختلفة ينتج عن الشعور بالذنب والغضب والعداوة
التركيز فوري وعلى العلاقات الفعلية فوري وعلى نظم الإدراك والمعتقدات على التجارب السابقة وعمليات تتم ضمن النفس
الأهداف إزالة الأعراض إزالة الأعراض تغيير الشخصية
البعد الزمني محدد زمني محدد زمني طويل الأمد
المعالج نشيط وداعم نشيط وداعم محايد لا يتدخل
التقنية ليس هناك من تفسير للعلاقة العلاجية ولا فروض منزلية ومزاولة ضمن الجلسة ليس هناك من تفسير للعلاقة العلاجية – إسناد مهام يتم تفسير عملية النقل– ليس هناك من تقنيات ناشطة


CBT: علاج السلوك الإدراكي؛ IPT-A: العلاج النفسي للمراهقين القائم على العلاقات بين الأشخاص.
ملخص علاج  (IPT-A)
بالإمكان تقسيم المراحل التي يتضمنها علاج (IPT-A) إلى المرحلة الابتدائية: (الجلسات 1-4)، والمرحلة المتوسطة: (الجلسات 5-8)، والمرحلة النهائية: (الجلسات 9-12) بالرغم من أن هناك مرونة في عنصر الزمن هذا.
المرحلة الابتدائية
يلخص الجدول الأهداف المرجوة في الجلسات (1-4)، فالهدف الأساس هو تثقيف المريض بماهية الاكتئاب، وكيف يؤثر في حياته، وكيف يمس علاقاته مع المهمين من الآخرين. من المفيد أن يبدأ العلاج بمراجعة الأعراض الاكتئابية لدى المريض ويقيم حدة كل عارض على حدة. يمكن تشخيص الاكتئاب كاضطراب -أو إطلاق اسم عليه- المريض والعائلة من الابتعاد عنه ويساعدهم على الكلام عن تأثيراته. من المفيد أيضا أن يحدد وقت لدور المريض؛ فعلى سبيل المثال تخفيف حجم فروضه المنزلية والأعباء المنزلية الأخرى التي قد تكون ملقاة على عاتقه. يجب أيضا تقييم موضوعات أخرى بعناية كنشوء اضطرابات نفسية مرضية أخرى، (خصوصا إساءة تناول المواد كالعقاقير). على المعالج أن يأخذ بالحسبان إمكانية تناول الأدوية المضادة للاكتئاب في بعض الحالات المنتقاة، وأن يتعرض إلى أمور تتعلق بالدوام المدرسي أو قلة التحصيل الدراسي.
الهدف الثاني هو تحديد الروابط القائمة بين الأعراض الاكتئابية والمحيط القائم على العلاقات بين الأشخاص التي تتم فيه تلك الأعراض. يتم إعداد لائحة بالعلاقات الاجتماعية التي توفر للمعالج رؤية شاملة لشبكات العلاقات الاجتماعية المهمة للمريض. يتم تحديد تلك العلاقات المختلفة وظيفيا وتلك التي تؤمن الحماية والدعم كي يتمكن المعالج من تحديد مشكلات التواصل وتوضيح التوقعات ضمن تلك العلاقات. وهذا يساعد المريض على أن يحدد التغييرات التي يجب أن تتم على بعض العلاقات. يتمكن المعالج -بعد إعداده لائحة بالعلاقات الاجتماعية لمريض ما- أن يقوم دوما بالربط بين الأحداث التي تتم من جراء العلاقات تلك وتقلبات الأعراض الاكتئابية لدى المريض، الأمر الذي يمكنه من استيعاب الكيفية التي يتم بها تأثير العلاقات تلك على اكتئاب المريض. وتمكن تلك اللائحة أيضا المعالج من تحديد مشكلة أو أكثر ستصبح فيما بعد بؤرة للتركيز لباقي فترة العلاج. يجب الاتفاق بين المعالج والمريض على المواطن الرئيسة للمرض وعلى المعالج أن يتأكد من أن دعم العائلة للمريض سيتوفر عند البدء بالعلاج. أما إذا كانت العائلة مختلة وظيفيا إلى حد بعيد، فقد يكون من الأفضل اعتماد طرق أخرى للتدخل غير انفرادية كنقل المريض إلى مصح للمرضى المقيمين، أو اللجوء إلى مراكز الخدمات الاجتماعية.
أهداف المرحلة الابتدائية (الجلسات 1-4) في علاج (IPT-A)
التعامل مع الاكتئاب:
مراجعة أعراض الاكتئاب
إعطاء المتلازمة اسما
تثقيف الطفل والوالد (أو الوالدة) بالاكتئاب
تحديد الدور المرضي الذي سيقوم به المريض
تقييم مظاهر أخرى بهذا الخصوص
ربط الاكتئاب مع محيط العلاقات بين الأشخاص:
إعداد لائحة بالعلاقات الاجتماعية
تحديد التوقعات والمظاهر المرضية وغير المرضية والتغيرات التي يريدها المريض من بين مكونات أخرى
تحديد مواطن المرض:
تحديد الموطن المتعلق بالاكتئاب الراهن
تحديد أهداف العلاج ( مثلا أية مظاهر من أية علاقات تتعلق بالاكتئاب يجب تغييرها)
تقييم الجدوى من معالجة المريض عن طريق علاج (IPT-A)
إنشاء عقد للعلاج
تلخيص فهم المعالج للمشكلات
الاتفاق على أهداف العلاج
مناقشة الأمور العملية
بعد أن تنتهي المرحلة الابتدائية للعلاج يجب أن يتم إنشاء عقد له بين المريض والمعالج يوضح فهم المشكلات الراهنة والأهداف العلاجية المرجوة للمريض وعائلته. يجب عندئذ أن تناقش بشكل مفتوح الأمور الواقعية للعلاج كعدد الجلسات، وطول الواحدة وما يجب عمله عند تعذر القيام ببعضها، ومسائل حول سرية العلاج، والطرق التي سيسلكها المعالج عندما ينوي المريض قتل نفسه مثلا.
المرحلة المتوسطة
تم اختيار بعض المشكلات كالهدف الأساس للمرحلة المتوسطة لعلاج (IPT-A). يلفت النظر هنا الانسجام  القائم بين تلك المشكلات والتحديات العادية التي تتم في فترة المراهقة.
المشكلات القائمة في المرحلة المتوسطة من (IPT-A)
الحزن
الخلافات على الأدوار ولعبها
تحول تلك الأدوار
نقصان العلاقات بين الأشخاص
عائلات الأب أو الأم فقط
يتم اختيار هذا الإحساس -أي الحزن- عندما يتعلق الاكتئاب بشعور مشوه أو متأخر أو مزمن للحزن بسبب وفاة أحد الأشخاص المحببين. يهدف العلاج هنا إلى مساعدة المراهق على الاعتراف بهذا الفقدان، وما ترتب عليه من مشاعر بالخذلان، وعلى إعادة تقييم المساوئ والمحاسن التي نشأت بسبب هذا الفقدان، وعلى أن يخمن باقي العلاقات والشبكات الاجتماعية بشكل أكثر واقعية.
يتم اختيار الخلافات على الأدوار في العلاقات النزاعية وبالتحديد بين المراهق وأبويه أو بين الفتى وصاحبته عندما تكون لتلك العلاقات رابطة تربطها مع الأعراض الاكتئابية القائمة. والأهداف هنا هي إجراء مفاوضات جديدة بين الأطراف المعنية والاعتراف بتغيير الأدوار وتعديل التوقعات القائمة في العلاقات وتغيير أنماط التواصل.
يتم اختيار المشكلة الثالثة (إي تحول الأدوار) عندما تكون هناك علاقة بين أعراض الاكتئاب وبين تغير الأدوار في عملية التطور، إما لأن الأبوين لا يقبلان الأدوار الجديدة التي يلعبها المراهق الآن، وإما لأن المراهق يواجه المصاعب من تلقاء طلبات وتوقعات جديدة. يحدث هذا بشكل نموذجي عندما تتحول العلاقة من كونها علاقة جماعية إلى علاقة ثنائية وظهور العلاقات الجنسية الحميمة أو تحولات معيارية أساس كترك المنزل أو التخطيط لمستقبل عمل مع ظروف غير محتسبة كحمل الأنثى المراهقة.
يتم اختيار المشكلة الرابعة -وهي نقصان علاقات ما بين الأشخاص- عندما يرتبط بدء واستمرار الأعراض الاكتئابية لدى المراهق بفقدان المهارات الاجتماعية والوحدانية التي يمكن معالجتها عن طريق تحليل عملية التواصل الاجتماعي وتدريس المهارات الاجتماعية المعنية.
لقد تمت إضافة المشكلة الخامسة والأخيرة -وهي عائلات الأب أو الأم فقط- تحديدا من أجل نمط علاج (IPT) المتعلق بالمراهقين، آخذين بعين الاعتبار أن العديد من المراهقين الآن يعيشون وسط عائلات هي عبارة عن والد أو والدة فقط (وبعض الأخوة و الأخوات)، أو أنهم قد عانوا من رحيل أحدهم عن المنزل. سيساعدنا هذا الموضوع على التعرض إلى الإحساس بالضياع أو النبذ، وعلى توضيح التوقعات من العلاقة مع الطرف الذي غادر المنزل (الأم أو الأب)، وعلى التفاوض الناجح، والعلاقات المقبولة مع الأبوين الوصيين وعلى قبول الافتراق الدائم بين الأبوين.
المرحلة النهائية
تخصص الجلسات الأربع الأخيرة  لمراجعة التقدم والتغيرات التي تمت في المعالجة ولتقييم الأعراض الباقية من الاكتئاب. على المعالج أن يمهد الطريق إلى إجراء نقاش مفتوح عن نهاية العلاج قبل الجلسة الأخيرة، وعليه أيضا أن يقر بالصعوبات التي قد تنشأ عن إنهاء هذه العلاقة. وقد يستخدم هذا للتوضيح للمعالج المقدرة المستقلة التي نمت عند المراهق. ويجب أيضا التعرض إلى موضوع الانتكاس أو عودة المراهق في المستقبل إلى حالات الاكتئاب، وعليه أن يعلم في هذه المرحلة المتقدمة من العلاج ما الأعراض التي يجب أن يترصدها، والكيفية التي يجب أن يعلم بها عن قرب انتكاس ما محتمل. ويجب أيضا إعداد خطة تضمن له المساندة في حال قرب هذا الانتكاس. ويجب التعرض بعد هذا إلى أمراض نفسية مرافقة لم يركز عليها علاج (IPT-A) وعن أسلوب التدخل الواجب اتباعه حين حصولها.
إشراك الوالدين والمدرسة
كما ذكرنا في المرحلة الابتدائية، يجب إشراك الوالدين منذ بداية العلاج كي نضمن إسهامهما في التقييم والتشخيص لتحسين فهمهما ومعلوماتهما عن الاكتئاب ومظاهره ونتائجه وعلاجه. الأبوان هما أيضا جزء من المرحلة الابتدائية حين يتم إنشاء عقد خاص بين المعالج والمراهق المريض، وعليهما أن يدركا الأهداف العملية للعلاج، وما يجب على المعالج أن يدعه جانبا. ويجب عليهما أيضا أن يطلعا على شؤون الكتمان وكيفية الاتصال بالمعالج عند الضرورة، في حال نشوء احتمال للانتحار مثلا. ويتم أيضا إشراك الأبوين في المرحلة المتوسطة عندما يعمل المعالج مع المراهق على تحقيق أهداف محددة. قد يتم هذا عن طريق بقاء المعالج مع المراهقين والوالدين لفترة ما بعد انتهاء الجلسة لبحث أمور لها صلة بحياة العائلة قد تعيق تقدم العلاج.
يبقى الاتصال المتبادل مع المدرسة عنصرا هاما في عملية التدخل. وقد يضطر المعالج – أو زميل له من الفريق نفسه – إلى شرح حالة الاكتئاب لدى المراهق الذي أخفق في حضور الدروس أو تحقيق نتائج مدرسية مرضية. وقد يضطر إلى التفاوض مع إدارة المدرسة على الخطوات العملية الممكن اتخاذها لتسهيل إعادة حضور المريض تلك الدروس التي كان يرفض حضورها وزيادة الاحتمال في تحقيق نجاح مقبول عندما يبدو الشفاء قريبا.
الدلائل على فعالية علاج (IPT)
لقد تم إجراء عدد من الاختبارات العشوائية المنضبطة والمحكمة التصميم على علاج (IPT) للاكتئاب الحاد واستمرارية نجاحه إن نجح. ففي أوائل السبعينيات من القرن العشرين كان لهذا العلاج ولمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة ذات الفعالية إزاء شروط الضبط في معالجة الاكتئاب الحاد مع نتيجة أفضل إذا تم جمع تناول الأدوية مع العلاج النفسي. بالرغم من أنه كان للتداوي بمضادات الاكتئاب نتيجة أسرع في التخفيف من حدة الأعراض فقد ظهر لعلاج (IPT) نتائج أفضل من الناحيتين النفسية والاجتماعية على المدى البعيد. فقد أظهرت دراسة على مدى ستة عشر أسبوعا لعلاج مئتين وخمسين راشد مكتئب قام بها المعهد الوطني للصحة العقلية أنه كان لعلاج (CBT) وعلاج (IPT) بالإضافة إلى تناول دواء إميبرامين تقريبا نفس المفعول على شروط الضبط. ولكن مع أفضلية بسيطة لعلاج (IPT) في الحالات الحادة. وقد أظهرت دراسة ما بعد التحليل أن ضم العلاج بالعقاقير إلى العلاج النفسي يؤدي إلى نتائج أفضل عندما يكون الاكتئاب شديدا. وبشكل مشابه كان لعلاج (IPT) أثر ضئيل على المكتئبين الراشدين الذين يعانون من مشكلات في النوم، مما يدل على وجود خلل عصبي بيولوجي لديهم. تظهر دلائل البحث المحدودة التي قامت من أجل جدوى الإنفاق للعلاج بالعقاقير مقارنة مع العلاج النفسي لها أفضلية يسيرة للسابق على اللاحق، ولكن الأرقام هنا لا تتوفر بشكل يسمح لنا بأن نستنتج أية خلاصات عن الموضوع، وإن كانت بدائية. وقد تم أيضا اختبار ناجح لعلاج (IPT) كعميل لاستمرار الشفاء لدى الراشدين، وتبين أنه يحسن من الأداء الاجتماعي بعد ستة أشهر من العلاج وأن إضافة العلاج بالعقاقير إليه يؤدي إلى النتيجة الأفضل. وقد تم التوصل إلى نتائج مشابهة عن طريق اختبار لاستمرار الشفاء لمدة ثلاث سنوات لعلاج مؤلف من جرعة من إميبرامين مقارنة مع نمط من علاج (IPT) قليل التردد (جلسة واحدة كل شهر) حيث ظهر أن العلاج اللاحق كان أفضل من دواء الغفل وأكثر فاعلية إن أضفنا التداوي بالعقاقير. كما ظهر لعلاج المكتئبين الأكبر سنا عن طريق جرعة نورتربيتلين بالإضافة إلى علاج (IPT) أثر أفضل من الأثر الذي تخلفه العلاجات الوحيدة الشرط.
بما أن علاج (IPT) هو نمط جديد من العلاجات هناك القليل من الدراسات لإثبات فعاليته. فقد قامت المجموعة من جامعة كولومبيا بوصف أوضاع أربعة عشر مراهقا – متوسط أعمارهم يساوي 5.5 سنة) قبل العلاج وبعده. فقد شفي %95 من هذه العينة الصغيرة من اكتئاباتهم الحادة وأظهروا انخفاضا في معدلات تلك الاكتئابات، بما في ذلك معدلا (Beck Depression Inventory) و ((Hamilton Rating Scale for Depression وقد طرأ تحسن على العديد من جوانب الحياة الاجتماعية لديهم. وقد أظهرت دراسة سنة كاملة تمت على عشرة مرضى من العينة الأولى أن الشفاء قد استتب لديهم. وقد أتم “مفسون” وفريقه دراسة سريرية عشوائية لتقييم فعالية علاج (IPT-A) في دراسة منضبطة. بنيت الدراسة تلك على ثمانية وأربعين مراهقا مكتئبا -تتراوح أعمارهم ما بين اثنتي عشرة وثماني عشرة سنة- أنه قد تم تحويل بعضهم إلى اثنتي عشرة جلسة أسبوعية من علاج (IPT-A) والبعض الآخر إلى المراقبة فقط. وقد أتمت نسبة أكبر من هؤلاء (%88 ضد %46) علاج (IPT-A) مقارنة مع شرط الضبط. وقد نجح %75 من الذين عولجوا عن طريق (IPT-A) في الشفاء مقارنة مع المجموعة الضابطة بنسبة %46. وكانت تصرفاتهم الاجتماعية أفضل. تثبت هذه النتائج فعالية علاج (IPT-A) في علاج المراهقين المرضى بالاكتئاب الحاد.
قارنت دراسة أخرى فعالية علاج (CBT) و (IPT) في 71 مراهقا مكتئبا قد تم تحويلهم إما إلى جلسات (CBT) أو (IPT) أو لائحة الانتظار. أظهرت دراسات ما قبل العلاج وبعده والمتابعة أن علاجي (IPT) و (CBT) قد نجحا في تقليص أعراض الاكتئاب لدى هؤلاء المرضى مقارنة  بهؤلاء الذين أحيلوا إلى لائحة الانتظار. وقد أظهرت تحليلات أخرى أن %82 من المراهقين في مجموعة (IPT) و %59 في مجموعة (CBT) قد عادوا إلى نشاطهم الاجتماعي السابق بعد العلاج، ويدل هذا على أن علاج (IPT) هو أقدر في هذا المعيار الاجتماعي من العلاجات الأخرى القصيرة الأمد. هناك الآن دراسات قائمة لمقارنة فعالية علاج (IPT) مع فعالية الأدوية المضادة للاكتئاب ولتقييم فعاليته في مجموعات من التلاميذ في المدارس.
خلاصة
إن علاج (IPT) هو عبارة عن طريقة قصيرة الأمد (12 جلسة) لعلاج الاكتئاب لدى المراهقين. هناك كراس لهذا العلاج، ولكن تدريب المعالج هو من الأمور الإجبارية. تركز طريقة العلاج على الفورية في العمل وعلى محيط ما بين الأشخاص للمراهق المكتئب ويهدف إلى تخفيف سريع للأعراض الاكتئابية وتحسين الأداء الاجتماعي. وقد أظهرت دوما الدراسات التي تمت على الراشدين فعالية هذا العلاج النفسي كشرط للشفاء من الاكتئاب الشديد ومنع الانتكاس، وأظهرت البحوث على المرضى المراهقين فعالية علاج (IPT) على كل الأشكال الحادة من الاكتئاب.

المراجع

موقع طبيب

التصانيف

طب  العلوم التطبيقية  الطبي