لفونس دو
لامارتين، هو شاعر وسياسي من فرنسا، يعتبر إحدى لشخصيات الأساسية التي أسست الحركة
الرومانسية في الأدب الفرنسي، ومن أهم الرموز الفكرية في فرنسا في القرن التاسع عشر.
ولد دو لامارتين في بلدية ماكون الفرنسية سنة
١٧٩٠م، لعائلة ثرية أرستقراطية، وباندلاع الثورة الفرنسية سجن أبوه في الفترة
المعروفة تاريخيا ﺑ عصر الإرهاب.
في تلك الفترة كان ألفونس يدرس بمدرسة اليسوعيين
الكاثوليكية، ويعيش حياة رغدة في قصر عائلته، وكباقي أفراد طبقته سافر لامارتين
حول العالم، فزار دولا أوروبية، كما ذهب إلى الشرق الأوسط وزار تركيا ولبنان
وسوريا وفلسطين، وأثرت تلك الرحلات في تكوينه الفكري والعقائدي.
والمثير للانتباه أن لامارتين كان مناصرا للثورة
الفرنسية بالرغم من أصله النبيل، ولم تمنعه مكتسباتها التي ألغت امتيازات طبقته من
الدفاع عن حقوق الفقراء والمطالبة بإلغاء نظام الرق، كما أعلن معارضته لحكم الملك لويس
فيليب، وكان واحدا من قادة ثورة ١٨٤٨م التي قامت ضده، إلى أن إنه تقلد المناصب في
حكومة الثورة ووصل إلى منصب وزير خارجية فرنسا، ثم اعتزل الحياة السياسية مع عودة نابليون
للحكم سنة ١٨٥٢م، وتفرغ للأدب والفن.
نشر لامارتين ديوانه تأملات شعرية الذي يعتبر نهاية
للحركة الكلاسيكية الشعرية في فرنسا، وبداية حقيقية للحركة الرومانسية، وقد حقق
هذا الديوان نجاحا وانتشارا كبيرين بالرغم من كونه الأول له، وقال عنه النقاد إنه
كالثورة الفرنسية للشعر الفرنسي، كما اشتهرت قصيدته البحيرة وعدت من أهم قصائد
العصر الرومانسي، وترجمت إلى الكثير من اللغات. بعد ذلك نشر لامارتين عدة كتب كرحلة إلى الشرق، وجوسلين، وسقوط ملاك، وخشوع شعري، ورواية جرازييلا.
أصبح لامارتين في السنوات الأخيرة من عمره فقيرا
مثقلا بالديون، بعد أن انطوى على نفسه وأصبح يعمل ليل نهار ليوفر قوت يومه، إلى أن
توفي في سنة ١٨٦٩م، ورفضت عائلته تشييع جنازة رسمية له؛ خوفا من أن تستغل من قبل
السلطة الحاكمة. رحل لامارتين وظلت أعماله الأدبية والفكرية تمثل عصرا مزدهرا في
الأدب الفرنسي.
المراجع
hindawi.org
التصانيف
معلومات عامة العلوم الاجتماعية