الذَكـَـر هو كل كائن حي يعطي أعراساً (خلايا تناسلية) صغيرة الحجم، تعطي لدى اندماجها مع أعراس أنثوية، كائنات جديدة تشبه الأبوين.
ويتميز الذكر عن الأنثى بصفات وراثية وشكلية وفيزيولوجية ونفسية تميزه عن الأنثى عند البلوغ. ويكون الذكر منفصلاً عن الأنثى في الحيوانات وبعض النباتات (أحادية المسكن monoeceous)، لكن في بعض النباتات يكون الذكر والأنثى محمولين على كائنين مختلفين (ثنائية المسكن dioeceous).
الجنسية الوراثية
يتحدد الجنس وراثياً بزوج من الصبغيات (الكروموزومات) الجنسية gonosomes توجد في المجموعة الصبغية لكل فرد، ففي المجموعات التي يكون فيها الذكر متخالف اللواقح (متخالف الأعراس) heterogames يتألف هذا الزوج من صبغيين مختلفين هما الصبغي X والصبغيY، لذلك يمَثَّل هذان الصبغيان في هذه الحالة بالرمزXY. ويختلف حجماهما بحسب المجموعات. فقد يساوي الصبغي X الصبغي Y، كما في البرمائيات، أو قد يكون أطول منه، كما في الثدييات، أو أصغر، كما في ذبابة الخل Drosophila. أما في معظم الديدان الخيطية وبعض الحشرات فيختزل الصبغيان الجنسيان لديها إلى صبغي X واحد، لذلك يمثل الصبغيان الجنسيان عندها بالرمز XO، علماً أن الذكر، وليس الأنثى،عند الطيور وبعض المجموعات الحيوانية الأخرى يكون متخالف اللواقح.
الشكلية الجنسية الثنائية
يتم التفريق بين الذكر والأنثى عادة بمجموعة من الصفات تسمى الصفات الجنسية. فالديك يتميز عن الدجاجة بعُرفه البارز وألوانه الزاهية ورياشه الملونة والإصبع الزائدة على رجله وصياحه المميز. وعند الإنسان يمتاز الرجل عن المرأة بالتوزع الغزير لشعره على الجسم وبحوضه الضيق وغدده الثديية الضامرة وصوته الأجش.
وتظهر الشكلية الجنسية الثنائية عند طفيليات بعض الحيوانات بشكل آخر يتمثل بقزامة الذكر نسبة للأنثى وتعلّقه بها، كما في القشريات والديدان.
وتدعم الشكلية الجنسية الثنائية هذه ثنائية جنسية خلوية. إذ أن خلايا الذكور تحمل كتلة من الكروماتين المغاير heterochromatin تظهر في الخلية بشكل جسيم صغير يسمى جسيم بار Barr يتوضع على النوية أو على الغشاء النووي.
ويميز في الحيوانات عادة نوعان من الصفات: (1) صفات جنسية تتعلق بالجسم، وتسمى الصفات الجنسية الثانوية الجسمية، و(2) صفات جنسية أساسية تتعلق بالأعضاء التناسلية، وتسمى الصفات الجنسية الأساسية المُنْشِئَة.
الصفات الجنسية الثانوية الجسمية: وتتمثل بالصفات التي تميز الذكر عن الأنثى، مثل الصفات التي ذُكِرَت سابقاً. والموجودة أيضاً لدى الكثير من اللافقاريات. فالذكر عند رأسيات الأرجل له ذراع متميزة عما هو لدى الأنثى، وبطن ذكر السرطان ضيق بينما هو عريض لدى الأنثى، ولبعض ذكور الحشرات قرون ريشية، ولذكور الطيور رياش زاهية اللون.
الصفات الجنسية الأساسية المُنْشِئَة: وتتمثل بالمناسل أو الغدد التناسلية (الخصيتين عند الذكر والمبيضين عند الأنثى)، وبالأعضاء الملحقة بها التي تسهم في عملية التكاثر (المجاري التناسلية وأعضاء الاقتران).
وتكون هذه الصفات في البداية غير متمايزة، إذ يتحدد الجنس لحظة الإلقاح بالصبغيين الجنسيين X وY، ففي المراحل الأولى من التكون الجنيني يكون الجنين ذا إمكانات غير متمايزة، وتكون بداءات كل من الجهازين الذكري والأنثوي موجودة. فالمنسل يتشكل من العرف التناسلي في البريطوان من قشرة cortex محيطية لها إمكانات أنثوية، ومن لب medulla مركزي له إمكانات ذكرية. ويبدأ التمايز الجنسي لدى الرجل في الأسبوع الثامن من حياة الجنين، فيتنامى اللب ويتحول إلى خصية تتألف من قنوات منوية تتألف من أنابيب منوية تتشكل فيها النطاف، بينها مجموعة من الخلايا تسمى خلايا ليديغ Leydig تفرز هرمونات ذكرية، وتضمر القشرة. أما قناتا فولف Wolff اللتان ستتحولان عند الذكر إلى قناتين ناقلتين للنطاف، فتتوضعان إلى الأنسي من الكليتين المتوسطتين mesonephros (أو قناتي موللر Muller)، اللتين ستتحولان عند الأنثى إلى قناتي فاللوب Fallop والرحم وجزء من المهبل.
دور الهرمونات الذكرية
يفرز الفص الأمامي من الغدة النخامية هرمونين، هما، (1) الهرمون المنشط للجريب follicle-stimulating hormone (FSH) الذي ينشط جريبات المبيض عند الأنثى، وينشط تكون النطاف والأنابيب الناقلة للنطاف عند الذكر. و(2) هرمون التلوتن luteinizing hormone (LH) الذي ينشط، عند الأنثى، الجريبات المبيضية وينظم تحرر البيوض الناضجة من الجريب المبيضي وتشكل الجسم الأصفر وتحرر الهرمونات الأنثوية، كما ينشط عند الذكر الخلايا الخلالية (خلايا ليديغ) في الخصية الهرمونَ الذكري التستوستيرون testosterone.
وهكذا تظهر الوظيفة الجنسية عند الذكور نتيجة للتأثير المشترك لهرموني الغدة النخامية اللذين ينظمان إفراز الهرمون الذكري، الذي ينظم بدوره تشكل الأعضاء التناسلية الناقلة والصفات الجنسية الثانوية.
تجدر الإشارة إلى أن تأثير الهرمونات الذكرية تسيطر عليها أيضاً إفرازات المهاد hypothalamus الموجودة في الدماغ، من خلال تأثير هذه الأخيرة أولاً على إفراز الغدة النخامية ومن ثم على الخصية.
المراجع
الموسوعة العربية
التصانيف
الأبحاث