لا يعاود المدمنون الشرب أو التعاطي هكذا فجأة كأنما أُنزل عليهم أمر من الفضاء. إذا كنت تعرف عمّا تبحث، تستطيع أن تلتقط مؤشرات دقيقة وأخرى ليست بالدرجة نفسها من الدقة تشير إلى الخطر في سلوكياتك. وحتى أفكارك يمكن أن تشير إلى المشكلة الوشيكة. مثلاً:
- هل تشعر براحة كبرى لشفائك إلى درجة أصبحت معها شديد الثقة بنفسك؟
- هل أنت تحت وطأة إجهاد شديد و/أو هل لديك صعوبات شديدة في التعامل مع عواطفك؟
- هل ترسل إلى نفسك رسائل مثبطة للهمة، وسلبية مثل “أنا لا أستطيع أن أفعل هذا”، “ما الغاية من ذلك”؟ أو “أليس من الأفضل أيضاً أن أنسحب”؟
- هل تنسحب، ولو قليلاً، من الاجتماع مع أسرتك وأصدقائك الصاحين؟
- هل بدأت بالعودة إلى صحبة أصدقاء الشرب والتعاطي القدامى، أو هل عدت إلى ارتياد أماكن الشرب والتعاطي القديمة نفسها؟
- هل تتجاهل عملية شفائك متأملاً أن يتم الشفاء من تلقاء ذاته؟
إذا كانت إجابتك نعم عن أي من هذه الأسئلة، فأنت على طريق الزلل والانتكاس. الزلل والانتكاس أمران شائعان، إلا أنهما لا يبدأان عندما تمسك بزجاجة المشروب، أو تشعل لفافة، أو حين تصرف المال من أجل كمية من المخدرات. الزلل والانتكاس هما عمليتان تبدأان قبل الإجراء الفعلي بوقت طويل. ولأن الزلل والانتكاس لا يحدثان فوراً، فمن الممكن تحديد الإشارات التي تدق ناقوس الخطر وإيقافها. إذا تعلمت كيف ترى علامات الإنذار، وتعلمت وضع خطط العمل فور رؤيتها، فلن تحيد عن طريق الشفاء.
الزلل والانتكاس، ما الفرق بينهما؟
لا يعني الزلل والانتكاس الشيء ذاته، بالرغم من أن الكلمتين تستخدمان غالباً بالتبادل. الزلل هو انزلاق؛ إنه شرب كأس من الكحول في حفلة عشاء، كأس واحدة من البيرة في لعبة الكرة، تدخين سيجارة ماريجوانا في حفلة. الزلل حلقة موجزة من تعاطي الكحول أو المخدرات والتي لا تشير إلى العودة إلى عادات التعاطي القديمة وإلى نماذج سلوكيات الإدمان. فأنت شربت هذه الكأس الوحيدة من الكحول ولكنك لم تدعُ رفاق الشرب القدامى، ولم تشرب حتى الثمالة. لقد دخنت سيجارة الحشيش تلك، ولكنك لم تتصل بتاجرك القديم، ولم تبدأ من جديد بتخزين مخدراتك في مخبأ سري. إن رأسك غير منشغِل بالتفكير في الشراب والتعاطي بعد الزلل. لكنّك بدلاً من ذلك أنت باقٍ على التزامك بعلاجك.
أما الانتكاس بالمقابل، فهو انغماس كامل في الأفكار المرتبطة بالإدمان وعاداته. فأنت ترتشف تلك الكأس الوحيدة من النبيذ على العشاء، وبعدها بفترة وجيزة تنسل خارجاً لارتشاف بضع جرعات، وأنت تفكّر كم هو جميل أن يستمتع المرء ويحتفل، وأن يشرب خلال العمل في النهار، وأن يكذب على شريك حياته بهذا الخصوص في الليل وأن يتجاهل عمداً اجتماعات مدمني الكحول المجهولين ومدمني المخدرات المجهولين، وهكذا.
هناك اختلاف جلي بين الزلل والانتكاس، ولكن من المهم أن نعي أنهما نقطتان على طريق الاستمرارية نفسها، وهذه الاستمرارية تسير في اتجاه واحد فقط، هو اتجاه الخطر. إننا لا نقول إنه لا بأس بالزلل، وليس من الأفضل أن يعاني المرء من مجموعة من الزلات الصغيرة بدلاً من تحمل انتكاس واحد. وليس حقيقياً أنه يمكن تجاهل الزلل بينما يؤذِن الانتكاس بنهاية كل أمل. الزلل والانتكاس كلاهما إشارتا تحذير يجب أن يواجههما المرء مباشرة. يمكن بالمعالجة السليمة أن تصحح المشكلة، وحتى أن تُستخدم كأساس في تعديل برنامج معالجتك وتحسينه.
مما يستحق التكرار…
لا أستطيع إلاّ التأكيد على هذه النقطة بما فيه الكفاية: لا الزلل ولا الانتكاس يمكن تجاهلهما. ففي أي وقت تشرب فيه الكحول أو تتعاطى المخدرات تضع صحتك على المحك وتعرض حياة الذين يعيشون حولك للخطر.
تذكر دائماً أنك إذا تعرّضت للزلل أو الانتكاس، لا يعني أنك ضعيف وعديم القيمة ولن تتصرف أبداً بشكل سليم. الإدمان مرض طبي مزمن، إنه كالربو وداء السكري، إنه مرض يستمر مدى الحياة، ويجب الاهتمام به وإبقائه تحت السيطرة. فمرضى السكري يقعون أحياناً في الزلل ويهملون أخذ الأنسولين أو يأكلون الكثير من الحلويات. ومرضى ضغط الدم العالي يتجاهلون تعليمات أطبائهم حول أخذ لازيكس والتهام الأطعمة المالحة.
إن أي شخص يعاني مرضاً طبيّاً مزمناً يواجه الزلل والانتكاس، ويجب النظر إلى ذلك كجزء من تقدم وتراجع مسيرة المرض.
تشريح الزلل والانتكاس
لا يبدأ الزلل والانتكاس عندما تشرب البيرة أو تشم المخدر؛ هذه فقط مرحلة العمل في المشكلة. بل إنه ليتأصل قبلها – وغالباً بكثير – في عقلك. وقد يبدأ عند الشعور بصعوبة الاستمرار في حياة الصحو. فمثلاً لعلك:
- تختبر مشاعر مزعجة أو سلبية كالغضب، أو القلق، أو السأم، أو الاكتئاب، أو الشعور بالإثم، أو الوحدة.
- تتشاجر مع الأشخاص الذين تعاشرهم.
- تشعر بنقص الدعم من أصدقائك أو من شبكة معارفك في سبيل الشفاء.
- تكون مرغماً على التعامل مع مشاكل لا تستطيع أن تحلها.
- تشعر بأنك، في الواقع، مرهق جداً.
- تجد من المستحيل تلافي الوقوع في بعض محفزاتك.
- تشعر برغبة ملحة بالتعاطي.
- تضع بنية (أي روتين) حياتك اليومية.
- تشعر وكأنك تحب الاحتفال بشيء ما.
- تجد أن عليك التعامل مع اضطراب نفسي رئيس يعيش معك، وغير معالج بشكل وافٍ مثل الكآبة الرئيسة، بالإضافة إلى إدمانك.
- تعاني ألماً جسدياً لم يستطع الأطباء أن يريحوك منه.
- تجد أنه عليك تناول أدوية تصل بك إلى النشوة، حتى حين يُوصَف لك أخذها بشكل مناسب.
- أن تكون مجبَراً على الاستماع إلى قصص عن معاقرة الكحول وتعاطي المخدرات (حتى في اجتماعات مدمني الكحول المجهولين أو مدمني المخدرات المجهولين).
وبينما تتراكم المواقف أو الأفكار على بعضها، قد تكون الرغبة بالشرب أو التعاطي في طور التنامي، دافعة إياك إلى شفير الخطر.
ربما تكوِّن خطوتك التالية نحو الزلل أو الانتكاس تغيراً غير ملحوظ في موقفك؛ حيث يتسرب إليك الشعور بأنك مسيطر على كل شيء ولا ترى أي مبرر يوجِب عليك الاستمرار باتباع هذه القواعد والقيود كلها. أو ربما يرهقك رئيسك بعمل أكثر ولكنك تخشى طلب استراحة لأنك لا تريد أن تبدو ضعيفاً. قد تراودك أحلام اليقظة قليلاً حول الحصول على الانتشاء ثانية، وتقول في نفسك إنه لا ضير إن تغيبت عن بعض اجتماعات المجموعة، أو ابتعدت عن أفراد الأسرة المزعجين الذين يريدونك دوماً أن تقوم بالشيء الصحيح. (إنهم فقط لا يفهمون مدى صعوبة أن تفعل هذا الشيء الصحيح اللعين دائماً!).
ربما تختلس نظرات سريعة إلى عالمك القديم: حين تقود سيارتك نحو الحانة التي كنت ترتادها، أو تتوق إلى دردشة لطيفة مع رفيق قديم لك في معاقرة الخمر أو تعاطي المخدرات.
استجابت أندريا، مدمنة كحول، بشكل جيد إلى معالجة الإدمان التي تضمنت دواء الأنتابيوز (ديسولفيرام). (يسبب أنتابيوز الغثيان والتقيؤ وتأثيرات جانبية مزعجة أخرى حين يختلط مع الكحول في الجسم). وافقت أندريا على تناول الأنتابيوز لأنها كانت قد مرّت بأوقات عصيبة في الماضي للبقاء صاحية خلال فترة التراجع. كانت الخطة تقتضي أن يعطيها جيم، زوجها، الدواء كل صباح ويراقبها وهي تبتلعه. بقيت أندريا خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من المعالجة صاحية بشكل كامل وبدت على الدرب الصحيح. ولكن، حدث بعد ذلك أن كان على جيم السفر في رحلة عمل طويلة. وما إن أخبر جيم زوجته عن رحلته القادمة حتى بدأت تخيلاتها تحوم حول الشرب. وهذا ينسجم تماماً مع عاداتها القديمة في الشرب حين كانت وحيدة ولكنها قاومت الإغراء. على كل حال، وبالرغم من أنها وعدت جيم بأنها ستتابع أخذ الأنتابيوز في أثناء غيابه، إلا أنها أوقفته بعد ثلاثة أيام. محدثة نفسها قائلة: “إنني بخير، أنا لا أحتاج إلى هذا الدواء”. ثمّ، وبعد يومين كان لدى أندريا رحلة قصيرة بالطائرة في الصباح لزيارة أمها المريضة لتعود في المساء إلى بيتها. لقد كانت هذه نقطة خطر لأندريا لأن لها تاريخاً مع الشرب على الطائرات. وبما أنها كانت تجاهد للبقاء صاحية، فهي بالفعل لم تشرب خلال هذه الرحلة؛ ولكنها قامت بشراء زجاجتين صغيرتين من الفودكا. وفي تلك الليلة، وحين أمست وحيدة في البيت، شربت محتوى الزجاجتين من الفودكا. وبما أن الأنتابيوز كان لا يزال في جسمها فقد عانت من ردود أفعال مزعجة اضطرت معها إلى أن تُنقل إلى غرفة الطوارئ. وأمضت اليومين التاليين متسائلة هل كان عليها أن تخبر جيم بما حدث أم لا تخبره. وكانت في الوقت ذاته قلقة حول رد فعله.
إن هذه نقطة رئيسة: فعملية الزلل والانتكاس تتسم بإشارات تحذيرية متوقعة ومميزة تبدأ قبل معاقرة الكحول والمخدرات بكثير. (في حالة أندريا، ما إن أخبرها جيم بأنه سيسافر في رحلة عمل، حتى ظهرت أول إشارة تحذير: بدأت خيالاتها تدور حول الشرب). تقوم دوافع داخلية قوية بتسيير الزلل والانتكاس من دون رحمة، وهي الدوافع ذاتها التي تجعلك تشرب ماءً من نبع مسمّم بعد أيام أمضيتها في الصحراء من دون ماء، أو تجعلك تلجأ إلى أكل لحم البشر إذا جنحت سفينتك إلى جزيرة بعيدة من دون أي مصادر أخرى للطعام. هذه الدوافع تتحدى المنطق، وقد تكسب حوافز إضافية عن طريق قشرة دماغية مشوشة بالكحول والمخدرات وتشجع التفكير المشوه. ليس المدمن الذي يعاني من الزلل والانتكاس مشاكساً، بل إنه يعاني مرضاً جدّياً يجب معالجته.
مؤشرات الزلل والانتكاس الوشيكَين
الوقاية هي خير طريقة للتعامل مع الزلل والانتكاس. وتعني الوقاية اكتشاف مؤشرات الخلل الوشيك باكراً، واتخاذ خطوات مباشرة لإيقاف تقدّمه. لحسن الحظ، بإمكانك أن ترى الإشارات التحذيرية للزلل والانتكاس الوشيكين بسهولة رؤيتك ضوء سيارة الإطفاء الأحمر اللامع. وبشكل عام، فإن المؤشرات المبكرة هي تغيرات سلبية في المواقف، والمشاعر، والسلوكيات. ونورد فيما يلي تسعة مؤشرات للزلل والانتكاس الوشيكَين، مع أمثلة على كل منها. قد تبدو بعض هذه المؤشرات التحذيرية غير مؤذية وشائعة بشكل واضح، ومن المرجح أن تصيب غير المدمنين بالسهولة نفسها التي تصيب فيها غالباً المدمنين: زيادة في الإجهاد اليومي، وعرقلة في الروتين اليومي، وإهمال مهارات الحياة الصحية. (ألا يهمل الكثير منا بعض القواعد الصحية في الحياة؟) فيما قد يبدو بعضٌ من هذه المؤشرات مزعجاً ولكن ليس بالضرورة مرتبطاً بالإدمان: كتغييرات في السلوك، أو انسحاب من الاجتماع مع الأسرة والأصدقاء الصاحين، أو فقدان القدرة على المحاكمة، أو السيطرة. من الممكن استبعاد هذه المؤشرات باعتبارها مؤشرات للإجهاد والاكتئاب، ولكن علينا أن نتذكر أن الإجهاد والاكتئاب هما نقاطتا إضاءة للزلل والانتكاس. ثم هناك مؤشرات تحذيرية أكثر جدية تضم التغير في الموقف، والرجوع إلى طور الإنكار، والمعاناة من أعراض التراجع المتأخر.
تسعة مؤشرات تحذيرية للزلل والانتكاس الوشيكين
فلنلقِ نظرة على تسعة مؤشرات تحذيرية كي نرى إذا كنتَ في دائرة خطر الوقوع في الزلل أو الانتكاس. في الخطوط الفارغة التي تلي كلّ إشارة تحذيرية، سجّل ملاحظة عن قضاياك الشخصيّة الخاصة. لا توجد إجابات صحيحة أو غير صحيحة هنا. بل جلّ الغاية هو تنبيهك إلى مؤشرات احتمال تعرضك لزلل أو لانتكاس، وحملك على التفكير مسبقاً فيما يمكن أن يدفع بك إلى شفير الهاوية.
1. الإجهاد المرتفع من أحداث الحياة.
أنت مُرهَق جداً، وهو ظرف قد يرتبط بما يلي:
- فقدان أسرتك الثقة بك.
- ضغوطات مالية بسبب سلوكيات الإدمان الماضية.
- ضغوطات في العمل بسبب سلوكيات الإدمان الماضية (مثل التغيّب).
- الاشتياق إلى رفاق الشرب القدامى.
- الاضطرار إلى الاجتهاد في العمل للتعويض عن كل ما فاتك عمله حين كنت تتعاطى.
- عدم امتلاكك وقتاً تسترخي فيه وتتسلى.
ما هي أكثر حوادث الحياة إجهاداً بالنسبة إليك اليوم؟
2. ضياع النظام اليومي:
قد يتعرقل روتينك اليومي حين لا تحصل على كفايتك من النوم أو حين تطيل النوم، أو عندما تهمل وجباتك، وحين تتعرض لإخفاق في العمل أو تنسى مواعيدك. وقد تحدث هذه الأمور لأسباب عديدة، تضم:
- الإجازات.
- العطل.
- رحلة العمل.
- طفلاً مريضاً.
- تغيب زميل مريض عن العمل، وعليك أن تبقى لوقت متأخر كي تنوب عنه في عمله.
ما هو أكثر ما يرجح أن يجعلك تغير روتينك اليومي؟
3. إهمال مهارات التعامل الصحي:
تجد نفسك حينها تتجاهل المهارات التي اكتسبتها في برامج المعالجة وبرامج الاثنتي عشرة خطوة، وبخاصة حين تكون مرهقاً وبأمسّ الحاجة إليها. تتضمن الأمثلة:
- إهمال برنامج التدريبات الخاص بك والمتضمن خمسة أيام في الأسبوع لأنك لا تملك الوقت الكافي.
- نسيان تناول الطعام بشكل مناسب وأخذ الفيتامينات لأنها أمور لا تبدو مهمة.
- عدم حضور اجتماعات مدمني الكحول المجهولين لأنه ما من وقت لها.
- تحاشي راعيك في زمالة مدمني الكحول المجهولين لأنه يكرر الأخبار ذاتها في كل مرة.
- عدم الدخول في أنشطة مع أولادك مساءً لأنك حقاً متعب جداً.
أي مهارات التعامل الصحية قد تشعر بأنك أقرب إلى أن تنساها عندما تشعر بالإجهاد؟
4. تغيرات السلوك:
تبدأ بالتصرف بشكل مختلف، غالباً بعد فترة من الإجهاد. يمكن لهذا الأمر أن يأخذ أشكالاً متباينة، تشتمل على:
- أن تكون نزقاً.
- أن تصبح كثير الاهتياج.
- أن تلوم الآخرين على أخطائك.
- أن تكون متشائماً جداً فيما يتعلق بحلّ المشكلات.
- أن تنكر وجود مشكلة لديك من الأساس.
كيف تتصرف بعد فترة من الضغط أو موقف مجهد؟
5. الانعزال الاجتماعي والانسحاب:
أن تغدو منعزلاً، بأن تنسحب بعيداً عن أسرتك أو عن أصدقائك الصاحين وتعود إلى أصحاب معاقرة الكحول والمخدرات. تضم بعض الأسباب النمطية لهذا الانسحاب ما يلي:
- “إن اتخاذ أصدقاء جدد أمرٌ يتطلب جهداً كبيراً”.
- “لن يحبني الناس صاحياً لأنني ممل من دون بيرة”.
- “سينظر الأصدقاء الجدد إليّ شزراً لأنني مدمن”.
- “ليس لدي أي شيء مشترك مع الناس الصاحين”.
- “الناس الصاحون مُضجرون. إنني بحاجة إلى الخروج للحصول على بعض التسلية والإثارة”.
ما الذي قد يجعلك ترغب بالانسحاب بعيداً عن أصدقائك الصاحين، أو أسرتك أو غيرهم من الأشخاص المؤازرين لك؟
6.  فقدان المحاكمة العقلية، فقدان السيطرة:
إنك تأخذ قرارات غير حكيمة وخيارات لاعقلانية ولا تستطيع أن توقف نفسك أو أن تتراجع عن هذه الخيارات. وهذا شائع خاصةً في الأشهر الثلاثة إلى الستة الأولى من المعالجة. تضم إشارات التحذير من الافتقار إلى المحاكمة العقلية والسيطرة:
- الانصراف للبذخ والتبذير.
- الصراخ في وجه رئيسك.
- الإفراط في تناول السكريات.
- الدخول في عراك مع الزوجة/الزوج.
- رفع دعوى تفريق عن الزوجة/الزوج.
ما المؤشرات التي قد تفيد أنك فقدت قدرتك على المحاكمة واتخاذ القرارات، أو بأنك تقوم بخيارات غير عقلانية؟
7. تغيّر في الموقف:
يتجلى هذا التغيّر في أنك لم تعد تشعر بضرورة مشاركتك في برنامج علاجك. أو أنك تحدث تغييراً في برنامجك اليومي أو مواقف حياتك بحيث تصبح أقرب إلى دروب الشراب وتعاطي المخدرات وإلى الأصدقاء والأماكن أو المواقف المرتبطة بذلك. وقد يتسبب بهذا:
- ثقة زائدة في حالتك الصاحية حديثة التأسيس.
- نقص في الرغبة الملحة لعدة أيام.
- فكرة أن الذهاب إلى المدمنين المجهولين غير مناسبة البتة.
- الانشغال ساعات طويلة بالعمل.
- التركيز على كسب مال إضافي لدفع فواتير ترتبط بإدمانك.
ما الذي قد يدفعك للرغبة بالتوقف عن المشاركة في برنامج شفائك؟
8. تنشيط حالة الإنكار من جديد:
أنت من جديد في حالة إنكار لإدمانك، وربما تنكر أيضاً أنك مجهد (مثلاً، أنت ترفض التحدث عن مشاكلك أو أنك تنكر وجودها). ولكن قد يكون هناك أسباب لتراجعك إلى فخ الإنكار، تشمل هذه الأسباب ما يلي:
- إنك لا تصدق أنك فعلت هذه الأشياء كلها – التي يقولون إنك قد فعلتها – حين كنت مدمناً.
- أنت تلوم الآخرين أو تجد الأعذار بالنسبة إلى تعاطيك السابق.
- أنت لا تعتقد بأنك بحاجة إلى أن تفعل كل ما يصرّ مستشارك أو راعيك على ضرورة قيامك به (أنت تظن أنك تعرف أكثر منه).
- ترفض الاعتراف أو التصديق بأنك تفتقد تعاطي المخدرات.
- أنت وجل من مجابهة الواقع.
ما الأمر الذي يمكن أن يجهدك لدرجة تدخل معها في حالة من الإنكار أو ترفض الحديث عنه؟
9. معاودة أعراض التراجع الجسدية:
أنت تعاني من أعراض التراجع المتأخرة الأولية، التي يبدو أنها غالباً ما تطفو على السطح بشكل خاص حين تكون مجهَداً. وتتضمن هذه الأعراض:
- الأرق.
- المشاكل في الذاكرة.
- الصعوبة في التفكير.
- الافتقار إلى القدرة على التركيز.
- النزق السريع.
- الاهتياج، والنقص في الصبر.
- الرغبات الملحّة.
أيّ أعراض التراجع المتأخر تحديداً قد تدفعك إلى الانتكاس؟
لا تحصل مؤشرات التحذير التسعة هذه التي تهدد بالزلل والانتكاس الوشيكَين على أي ترتيب محدد، فقد تقع منفردة أو مجتمعة. ولكن حضور واحدة منها فقط قد يكون كافياً لتحفيز انتكاس. إنه لأمر حيوي أن تغدو مدركاً لمناطق ضعفك وأن يكون لديك خطة جاهزة بحيث تستطيع التصرف بمجرد أن تستشعر أي مؤشر على متاعب وشيكة.
وإنه بنفس الدرجة من الأهمية أن تتعلم أسرتك وأفراد آخرون في نظام دعمك تمييز هذه المؤشرات. فما إن يتعرفون إليها، حتى يكون في استطاعتهم مساعدتك على تلافي الزلل والانتكاس. وستكون مرتاحاً لمعرفة أنهم يستطيعون مساعدتك، وسيكون أفراد أسرتك والأصدقاء من دون شك سعداء لإسهامهم في مساعدتك على البقاء صاحياً.
الوقاية من الزلل والانتكاس
إن الطريقة المثلى للتعامل مع الزلل والانتكاس هي منعهما من الحدوث في الأصل! يتطلب تحقيق هذا إتقانك لمهارات حياة الصحو، وتلافيك للمحفزات، والذهاب إلى اجتماعات المدمنين المجهولين وإلى الاجتماعات الأخرى بانتظام، مخالطاً أناساً صاحين فقط. وهكذا، كما يجب أن يكون لديك على الدوام خطة جاهزة للأوقات التي تشعر فيها أنك على وشك الانزلاق.
لقد سبق وميّزت محفزاتك وجدولتها، وتعرّفت إلى المؤشرات التسعة التحذيرية للزلل والانتكاس الوشيكين، ودوّنت إشارات التحذير الخاصة بك. والآن دعنا نركّز على المواقف المحددة التي يمكن أن تُولّد لك المشكلات.
تقدير نسبة خطر الانتكاس
إنه لأمر جوهري أن تتأمل في المواقف التي هي الأكثر احتمالاً لدفعك إلى قطاع الخطر. يسجل مقياس توقّع الانتكاس فيما يلي حالات عديدة يمكن أن تحفز شعوراً شديداً بالحاجة إلى الشرب أو التعاطي. انظر إلى الموضوعات واحداً تلو الآخر، وتخيل نفسك في الموقف الذي يتم وصفه. حاول أن تشعر، وتسمع، واحكم ما إذا كان الدافع إلى الشرب والتعاطي موجوداً أم لا، وإذا كان موجوداً فهل كان قوياً أو ضعيفاً. ثم قس قوة الحافز وإمكانية الشرب أو التعاطي من صفر إلى 4 (صفر لا يوجد حافز إطلاقاً، 4 يوجد حافز لا تمكن مقاومته). تصرف بحرية وأضف إلى نهاية اللائحة موضوعات بعينها ترتبط بحالتك.
مقياس توقّع الانتكاس:
مواقف يمكن لها أن تحفز لديك حاجات قوية إلى التعاطي أو الشرب
1. إنني في مكان قد سبق لي أن شربت أو تعاطيت فيه من قبل.
2. إنني مع أشخاص قد سبق أن شربنا أو تعاطينا معاً من قبل
3. لقد استلمت راتبي لتوي.
4. إنني أرى زملائي في العمل وهم يشربون أو يتعاطون.
5. إنني مغادر العمل.
6. إنها ليلة الجمعة.
7. إنني موجود في حفلة.
8. إنني أفكّر في آخر مرة تعاطيت فيها.
9. أشعر بالملل.
10. أشعر بالابتهاج.
11. أصادف حبيباً أو حبيباً سابقاً.
12. إنني أحتسي شراباً.
13. صديقي يعرض عليّ بعض الكحول أو المخدر.
14. أشعر بالحزن.
15. أرى مومساً.
16. إنني أبحث عن معاشرة جنسية.
17. أشعر أنني جذاب ومغر.
18. أتذكر كيف كان الشعور بالانتشاء.
19. أشعر بالغضب.
20. أشعر بالإرهاق.
21. أشعر بالذنب.
22. لقد تعاطيت المخدرات لتوي.
23. لقد كسرت قواعد الامتناع والتقشف لتوي.
24. إنني أستعد للذهاب إلى العمل.
25. إنني متعب.
26. إنني محبط.
27. أرى ملصقاً مناهضاً للمخدرات.
28. أرى غليوناً.
29. خرجت لألعب القمار.
30. لقد حلمت لتوي بالكحول أو المخدرات.
31. إنني أشاهد على المحطات الرياضية.
32. أرتدي ثيابي.
33. إنني أرزح تحت ضغط العمل.
34. أفكّر في المعاشرة الجنسية.
35. أشعر بالغضب تجاه شريك/شريكة حياتي.
36. زوجي/زوجتي تزعجني بشأن شربي أو تعاطيّ.
37. أسرتي تزعجني بشأن شربي أو تعاطيّ.
38. لقد أخبروني لتوهم أن نتيجة فحص بولي كانت إيجابية.
39. لم أشرب أو أتعاطى وبالرغم من ذلك كانت نتيجة فحص بولي إيجابية.
40. إنني أشاهد فيلماً يتعلق بالكحول أو بالمخدرات.
41. أشعر بالقلق.
42. لقد انتقدني أحدهم لتوه.
43. لم أتعاطَ لأمد طويل.
44. أشعر بالتوتر.
45. أحد المقربين إليّ أصيب بمرض عضال.
46. أشعر بالألم.
47. أشعر بأعباء الحياة يثقل كاهلي.
48. إنني في حانةٍ أمضي وقتاً طيباً.
49. لقد تشاجرت مع أسرتي.
50. لقد تعبت من حياتي.
مقاومة الزلل والانتكاس
الآن وقد أصبحت تعرف أي المواقف هي الأكثر احتمالاً في تحفيز الزلل والانتكاس لديك، وتعرف قوة الحاجة المحفزة والاحتمالات القابلة للتطويع، في هذه الحالة، فإنك تستطيع أن تقاوم. بالنسبة إلى بعض الناس، يكون التعامل مع إشارات الزلل والانتكاس الوشيكَين سهلاً جداً، بينما قد يتطلب هذا الأمر من آخرين تخطيطاً وجهداً كبيرين. فيما يلي أربعة اقتراحات لوضع برنامج قوي للوقاية من الزلل والانتكاس محافظةً على صحوك. وهذه ليست المقاربات الوحيدة حتماً للموضوع، ولكنها سبق أن ساعدت أناساً كثيرين ويمكن أن تكون نقطة جيدة للانطلاق.
1. قلل رغباتك الملحّة بإخماد الحوافز
تستطيع الحوافز أن تحث دوافع قوية للشرب والتعاطي، لذا، فمن المهم أن نتعلم إخمادها كلما كان ذلك ممكناً.
2. غيّر مجموعتك الاجتماعية
اجعل معاشرة الأناس الإيجابيين والصاحين حصراً هدفاً لديك. بالرغم من أن هذا سهلٌ إلا أنه يمكن أن يشكل تحدياً لأسباب عدة. بدايةً، قد تشعر بكثير من الذنب والخجل بسبب ماضيك، وبالتالي، فإنّك تتلافى التفاعل مع الأناس السليمين الذين قد لا يفهمونك أو لا يفهمون ما مررت به. ثانياً، قد تكون معتاداً على الأشخاص والأنشطة المتسمة بالفوضوية. وبعد كل هذه الإثارة قد يبدو التعامل مع الأناس الصاحين مضجراً بحق. تذكر على كلّ حال، أنّ لقاء الأناس الصّاحين قد يحفظ زواجك، وعملك، وحتى حياتك. وما إن تنمّي مهارات سليمة اجتماعية بينية مع الأشخاص، فإنك ستجد هذه العلاقات البينية الاجتماعية الأقل فوضوية سارةً تماماً. ختاماً، هناك عامل الخوف، والشعور الذي يولده عجزك عن التفاعل مع الناس الآخرين من دون حماية الكحول أو المخدرات. هذه المسألة يمكن بل يجب حتماً أن تُعالَج ببرنامج معالجة خارجية مركّز و/أو باستشارة فردية.
3. ضع جدولاً لكل يوم
خطط ليومك مسبقاً، شاغلاً اليوم بالعمل و/أو بالأنشطة مع أناس إيجابيين تستطيع أن تثق بهم. لا تترك أي شيء للصدفة، لأن التراجع إلى نماذج العادات السلبية القديمة سهلٌ جداً. في كل ليلة، اكتب جدولاً جديداً لليوم التالي، واملأ وقتك بقدر ما تستطيع بأنشطة معينة. يمكن أن يأخذ جدولك الشكل الآتي:
الجدول اليومي:
7 صباحاً: انهض بنشاط، استحم، ارتدِ ثيابك.
7:30 صباحاً: حضر فطورك، تناوله، ثم غادر إلى عملك.
8 صباحاً – 12 ظهراً: عمل.
12 ظهراً: اذهب إلى منزلك، تناول غداءك، ضع الغسيل في آلة الغسيل، ثم أقفل عائداً إلى عملك.
1 بعد الظهر – 5 مساء: عمل.
5 مساء: غادر العمل واذهب إلى الصالة الرياضية.
6 مساء: اذهب إلى منزلك، حضّر العشاء، تناوله.
6:45 مساء: غادر منزلك متجهاً إلى اجتماع الكحوليين المدمنين (AA).
8 مساءً: تحدث إلى راعيك.
8:30 مساءً: غادر متجهاً إلى منزلك.
9 مساءً: تبادل الحديث مع والدتك ووالدك، اقرأ جريدة، شاهد التلفاز، تفقد ما إذا كان برنامج الغد مكتملاً. ضع ملاحظات حيال المواقف التي قد تشكل محفزات بالنسبة إليك.
11 ليلاً: نظف أسنانك، اذهب إلى فراشك.
4. حدّد المحفزات وقم بتلافيها
ما إن تنتهي من تحضير جدولك اليومي، حدّث لائحة المحفّزات وراجعها، مولياً اهتماماً كبيراً لتلك التي غالباً ما ستَحضُرُك في اليوم التالي. أضف إلى جدولك المحفزات الافتراضية التي يحتمل أنك ستواجهها، وكيف تخطط للتعامل معها.
الجدول اليومي والمحفزات
الوقت النشاط المحفزات المحتملة الخطة لمواجهته
7 صباح انهض بنشاط، استحم، ارتدِ ثيابك لديك عرض تقديمي مهم في العمل اليوم. اتصل هاتفياً بمساعدك في التقديم، وراجعا معاً النقاط المهمة قبل مغادرتك للعمل.
7:30 صباح حضر فطورك، تناوله، ثم غادر إلى عملك.
8 صباح عمل.
8:30 صباح عمل. يتوجب عليك الذهاب إلى قسم الشحن للحصول على معلومات عن بعض التقارير. إنه مكان كنت قد اعتدت على اختلاس رشفات من المشروب فيه. اتصل براعيك قبل ذهابك إلى تلك المنطقة، واحصل منه على بعض الكلام الحماسي المشجع.
9 صباح عمل. الالتقاء بجماعة المبيعات، وكنت قد اعتدت على احتساء المشروب معهم. فلتراجع بطاقات الفلاش وما دوّن فيها عن فوائد البقاء صاحياً.
10 صباح عمل.
12 ظهر تناول الغداء مع جيسون. إنه يحب تناول البيرة مع الغداء. قبل ذهابك، أخبر جيسون أنك ما عدت تشرب بعد الآن، وأنه لا يمكن وجودك بقرب المشروب.
1 بعد الظهر عمل.
2 بعد الظهر عمل.
3 عصر عمل. جائع ومتعب. اذهب إلى مطعم المأكولات الخفيفة واحصل على قارورة ماء ووجبة خفيفة صحية.
4 عصر عمل. لعلك مجهد لأنه يجب تسليم المشروع عند الساعة الخامسة. اتصل بوالدتك لتشجعك وتشحنك حماسةً.
5 مساء غادر العمل، وتوجه إلى الصالة الرياضية لتتمرن قليلاً.
6 مساء عد إلى منزلك، حضر عشاءك، تناوله اعتدت أن تشرب كثيراً مع وجبة العشاء. أخبر والدتك إن كانت تنتابك رغبات ملحة.
6:45 مساء غادر لحضور اجتماع الكحوليين المدمنين.
7 مساء احضر اجتماع الكحوليين المدمنين (AA) قد تستمع إلى كثير من قصص التعاطي. ركز اهتمامك على سلوكيات التكيف ومواجهة المشكلات الصحية التي استخدمها الآخرون.
8 مساء تحدث إلى راعيك. غادر متجهاً إلى المنزل.
9 مساء تحدث إلى والدتك ووالدك، اقرأ في الجريدة، شاهد التلفاز، املأ جدول الغد، من دون المواقف التي قد تتسبب بإحداث محفزات. قد أشعر بالملل. استخدم جهازاً كي يسجل لك البرامج المفضلة تلقائياً، وبذلك يكون لديك الكثير من
البرامج لتشاهدها.
11 ليل أنظف أسنانك، توجه إلى الفراش.

خطة الطوارئ للوقاية من الزلل والانتكاس
من الطرائق التي تتسم بالفعالية والبساطة في آن معاً هي وضع خطة طوارئ للوقاية من الزلل والانتكاس، وهي عبارة عن مجموعة الاستجابات على الحاجة إلى الشرب والتعاطي. بالاستفادة من إجاباتك على مقياس توقّع الانتكاس، ضع في لائحة المواقفَ التي تظن أنك تكون فيها على أعلى درجة من الخطر بالنسبة إلى الزلل والانتكاس. ثم ضع في لائحة أخرى الخطوات التي يمكن أن تأخذ بها لمعالجة هذه الحالات من دون تناول الكحول أو المخدرات. وكمثال على ذلك، تفحص المخطط الذي يلي، والذي وضعته مريضتي هيثر.
مخطط طوارئ هيثر للوقاية من الزلل والانتكاس
خطر الانتكاس الأول: الاشتياق للذهاب إلى الحفلات والشرب حتى الثمالة ومن ثم الانتشاء، والشعور بالملل.
الخطوات التي بإمكاني اتخاذها لأُحسِن التعامل مع هذا الموقف من دون كحول أو مخدرات:
1.       الحفاظ على المشاركة في الاجتماعات والأنشطة بهدف العثور على أشخاص صاحين أو نظيفين من الإدمان لأتعلم منهم ما يفعلونه لحلّ مسألة الملل.
2.       الاتصال براعيّ أو أصدقاء صاحين آخرين عندما يدفعني الملل للتفكير في الشرب حتى الثمالة أو الانتشاء. وسأطلب إليهم أن نلتقي كي نشاهد فيلمَ سينما أو نقوم بنشاط ترفيهي معاً.
3.       وضع خطة تفصيلية لكل عطلة نهاية أسبوع، لأن هذا هو الوقت الذي ينتابني فيه الملل إلى أقصى درجة.
4.       تبنّي هواية جديدة تساعد على إبقائي منشغلة وتجعلني أشعر بأنني في حالة طيبة.
خطر الانتكاس الثاني: الشعور بالأسى والاكتئاب تجاه حياتي والفوضى العارمة التي أحدثتها فيها.
الخطوات التي بإمكاني اتخاذها لأحسن التعامل مع هذا الموقف من دون كحول أو مخدرات:
1.       أن أذكر نفسي باستمرار أن لـمّ شتات حياتي سيستغرق وقتاً، الآن وقد أقلعت عن الكحول والمخدرات.
2.       التركيز على الأمور الإيجابية التي أتمتّع بها؛ ابني وابنتي، زوجي، أصدقائي الطيبين، عملي، وصحتي التي تتحسن.
3.       أن أواظب على أنظمة شفائي، وبشكل خاص عندما أملُّ منها وأرغب بالتواني عن حضور الاجتماعات.
4.       التحدث عما أشعر به، وأن أحصل على مؤازرة من هم في البرنامج.
يوجد هنا نموذج فارغ يمكنك استخدامه لإعداد مخطط الوقاية الخاص بك. جهّز عدة نسخ من النموذج الفارغ بحيث تستطيع تحديث مخططك باستمرار.
ورقة عمل لمخطط الطوارئ للوقاية من الزلل والانتكاس
خطر الانتكاس الأول: ….
الخطوات التي بإمكاني اتخاذها لأحسن التعامل مع هذا الموقف من دون كحول أو مخدرات:
1.       ….
2.       ….
3.       ….
خطر الانتكاس الثاني: ….
الخطوات التي بإمكاني اتخاذها لأحسن التعامل مع هذا الموقف من دون كحول أو مخدرات:
1.       ….
2.       ….
3.       ….
خطر الانتكاس الثالث: ….
الخطوات التي بإمكاني اتخاذها لأُحسن التعامل مع هذا الموقف من دون كحول أو مخدرات:
1.       ….
2.       ….
3.       ….
ماذا تفعل حين تنزلق
إن واجهت فعلاً مواقف زللٍ أو انتكاسٍ ابذل كل ما باستطاعتك كي “توصد الباب في وجهها” على الفور. طبعاً، سيكون صعباً عليك أن تنجز هذا معتمداً على ذاتك حين تكون ممن يشربون ويتعاطون المخدرات، إذ إن مراكز المنطق في دماغك لم تعد في موقع القيادة. في هذا الوقت تحديداً يمكن أن تشكل خطة عمل الزلل والانتكاس (انظر ما يلي) منقذاً لحياتك. خطة عمل الزلل والانتكاس هي عبارة عن لائحة بأشياء تستطيع من خلالها إيقاف الزلل والانتكاس في مساراتهما مباشرة. جهّز عدة نسخ من النموذج التالي ودوّن أسماء وأرقام الهواتف الخاصة بأولئك الذين هم بوضع يستطيعون فيه مساعدتك. ثم ضع النسخ في محفظة الجيب/الحقيبة، أو في السيارة، أو في المكتب، أو في الخزانة، أو في أي مكان آخر بحيث تكون بمتناول يديك في حالات الطوارئ.
خطة عمل الانتكاس


بمن تتصل

الاسم ورقم الهاتف:

أدرج في لائحةٍ أسماء وأرقام هواتف خمسة أشخاص سيدعمونك في سعيك للصحو:

1. …..

2. …..

3. …..

اتصل بواحد من هؤلاء الأشخاص فوراً، وواظب على الاتصال بإلحاح إلى أن
تجد من هو قادر على الحديث إليك ومساعدتك على التمسك بنمط حياتك الصاحي.

ماذا تفعل؟

1. تصرف من فورك: انهض وغادر المكان. فإن كنت في منزلك، فغادره إلى
منطقة محايدة تكون فيها بصحبة أولئك الذين يدعمونك في سعيك للصحو.

2. ضع الأمور في نصابها: ذكّر نفسك بأن زلة واحدة فقط لا تؤدي
بالضرورة إلى انتكاس كاسح. قل لنفسك التالي: “لن أستسلم لمشاعر اللوم والشعور
بالذنب لأنني أعلم أن هذه المشاعر ستمضي بسلام بمرور الوقت”.

3. خذ تدابير وقائية: تفحص تلك الزلة في جلستك القادمة مع معالجك،
وحدد المحفزات وردّ فعلك عليها. واعمل مع معالجك على إرساء خطة لمواجهة مواقف
مشابهة في المستقبل.

تذكّر: إن هذا ما هو إلا انعطاف مؤقت على الطريق إلى الصحو!



قضايا للبحث في آثار الزلل والانتكاس
حتى وإن فعلت كل ما هو مقترح في هذا الفصل، فإنك ستقع أحياناً في الزلل والانتكاس بين الفينة والأخرى. حينها من الأفضل لك عوضاً عن تقريع نفسك بسبب إخفاقك، أن تحصر تركيزك على المستقبل. وما إن ترجع إلى حياة الصحو، فلتتعلّم من التجربة. حوّل كل ما هو سلبي إلى إيجابي باستخدامك هذه الحادثة كفرصة لتتعلم كيفية تلافي الوقوع في الشرك مرة أخرى. حين تعمل مع معالجك أو مستشارك، تفحّص ما حدث، ثمّ عدّل برنامجك. مثلاً، قد تناقشان ما يلي:
- هل تتناول الأدوية المناسبة؟ بالجرعات الصحيحة؟
- هل تذهب إلى المجموعات ذات الاثنتي عشرة خطوة بتواتر كافٍ؟ وهل هي المجموعات الصحيحة؟
- هل تذهب لبرنامج علاج المريض الخارجي بشكل كافٍ؟
- هل تجتمع بطبيبك المعالج مرات كافية؟
- هل تتواصل مع راعيك بتواتر كافٍ؟
- هل تشكل بعض الأنشطة محفزات لك؟ هل يستحسن البحث عن أنشطة أخرى؟
- هل يشكل بعض الأصدقاء محفزاً لك؟ هل أنت بحاجة إلى تجنُّبهم؟ وأن تبحث عن أصدقاء جدد وصاحين؟
قد تجد من الضروري أن تضبط دواءك ضد الإدمان بدقة، أضف دواء نفسياً أو عدّله من أجل أي اضطرابات نفسية مزامنة قد تحدث، وزد حضورك في مجموعة الخطوات الاثنتي عشرة، وتحدث إلى راعيك مرات أكثر، و/أو زِد عدد اجتماعاتك مع مستشارك الخاص بالكحول والمخدرات.
تمهل، واصل ما تفعل، وتعلّم. فهذه أفضل الردود على الزلل أو الانتكاس. وحين تنظر إلى الوراء إلى الزلل والانتكاس، ذكّر نفسك بأنك لست ضعيفاً، فقد كانت هناك مشكلة مع مركب واحد من مركبات كثيرة في برنامج استردادك، مشكلة يمكن إصلاحها. مثلك مثل مريض السكري الذي استخدم الكمية غير المناسبة من الأنسولين وعانى من النتائج الصحية، لقد أخطأت في حساباتك. والآن، حان وقت إعادة تفحص برنامج علاجك وتجديد أدواته للوقاية من الزلات والانتكاسات بعد ذلك.
لست مضطراً إلى أن تكون ضحية
يفكّر كثير من المدمنين وهم في مرحلة العلاج في أن الزلل والانتكاس عندما يقعان، لا يستطيعون مقاومتهما كما يأملون ألا يهدما مسيرة شفائهم. ولكنك تعلم الآن أن الزلل والانتكاس هما جزءان عاديان من المرض المزمن المسمى الإدمان، ولهما مؤشرات مميزة بوضوح تشير إلى الخلل الوشيك. هذا يعني أنك، وبمساعدة نظام دعمك، قادر على التنبه إلى هذه المؤشرات والحصول على مساعدة قبل أن يحل الزلل والانتكاس. وإذا انزلقت فعلاً فبإمكانك العودة بسرعة إلى مسارك. باستخدامك للتقنيات التي تمت مناقشتها في هذا الفصل، فإنك قادر على استعادة السيطرة وإنقاذ صحوك، وحتى إذا بدت الحاجة إلى الشرب والتعاطي غير قابلة للمقاومة.
مراجعة النقاط المفتاحية
- الزلل هو انزلاق، هو لحظة غير مخطط لها. أما الانتكاس فهو مرحلة جوهرية من معاقرة الكحول والمخدرات ترجع في أثنائها إلى مستويات التعاطي وإلى السلوكيات التي كنت تشهدها في أثناء إدمانك الفعلي.
- يمكن أن تكون الحوادث التي تقود إلى الانتكاس غير ملحوظة وتجد لها تعليلاً بسهولة بحيث يمكن أن تشعر وكأن الانتكاس قد حصل بغتة.
- لا يحدث الزلل أو الانتكاس في لحظة ما، بل هما نتيجة عملية قد تستمر عدة أسابيع حتى تتطور.
- بإمكانك تعلُّم كيفية التعرف إلى مؤشرات الانتكاس الوشيك، وينبغي لك فعل ذلك، وهي تبدأ بتغيرات سلبية في المواقف والمشاعر والسلوكيات.
- يمكن للأشخاص، أو الأماكن، أو المواقف، أو المناسبات التي تذكرك بالأوقات التي كنت تشرب أو تتعاطى فيها المخدرات، أن تشكل خطراً على صحوك.
- يمكنك أن تساعد على الوقاية من الانتكاس بتحديد محفزاتك وتلافيها، أو إخماد المحفزات، أو تغيير فئتك الاجتماعية، أو إعداد جدول كل يوم ولكل يوم، أو ابتكار خطة طوارئ للوقاية من الزلل والانتكاس.
- إذا وقعت في الزلل، فتمهل وركّز. ثم اتبع خطة عمل طوارئ الزلل والانتكاس. وذكر نفسك دائماً بأنك تستطيع العودة إلى المسار القويم، وأنه بإمكانك تعلّم الكثير من التجربة.
تأليف: د. هارولد إيرشل

المراجع

موقع طبيب

التصانيف

طب  العلوم التطبيقية  الطبي