إن عدم تشخيص الأمراض المنتقلة بالجنس وتركها من دون معالجة يؤثر في صحة الحامل وطفلها؛ وتتظاهر أكثر تلك الأمراض – للأسف – بأعراض خفيفة قد لا تلاحظ, لذا فالكثير من النساء لا يدركن أنهن مصابات بالعدوى حتى تظهر المشكلة.

 

تعد الإصابة بالمتدثرة (الكلاميديا) Chlamydia أكثر الأمراض البكتيرية المنتقلة عن طريق الجنس في الولايات المتحدة, ولا تظهر أية أعراض أو علامات للمرض عند 75% من النساء المصابات وعند 50% من الرجال المصابين, وأكثر ما تشيع العدوى في الأعمار دون 25 سنة؛ وإذا تركت المتدثرة من دون علاج فقد تؤدي إلى الداء الالتهابي الحوضي pelvic inflammatory disease (PID) (عدوى الرحم والبوقين) الذي يسبب العقم وألم الحوض المزمن؛ كما قد تسبب المتدثرة عدوى في العينين مما يسبب العمى, وقد ينتقل هذا النوع من العدوى إلى الطفل عند الولادة.
وكما هي الحال في المتدثرة، فإن داء السيلان gonorrhea يعد أحد الأمراض الشائعة والشديدة العدوى من بين الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس, ولا يظهر للمرض كذلك أعراض واضحة؛ ويبقى الدليل الوحيد على المرض هو إصابة شريكك بالجنس الحالي أو الماضي بأعراض المرض وعلاماته, وقد تحدث أحيانا زيادة في المفرزات المهبلية. ويصيب داء السيلان في الغالب النساء في الأعمار ما بين 15 – 19 سنة؛ وإذا لم يكتشف المرض، فقد يؤدي إلى الداء الالتهابي الحوضي وإلى العقم.

 

كان الزهري (الداء الإفرنجي) syphilis في الماضي أحد الأمراض الشائعة المنتقلة عن طريق الجنس؛ ومع أن أعداد الحالات عاودت الارتفاع، إلا أنها تبقى أقل من غيرها؛ ويعد الزهري مرضا بكتيريا خطيرا، إذ إن تركه من دون علاج قد يسبب مشاكل عصبية أو قلبية خطيرة، وربما يؤدي إلى الموت. وينتقل الزهري بسهولة من الأم إلى الطفل في أثناء الحمل, وتحدث أعراض المرض وعلاماته في مراحل مختلفة، مما يجعل اكتشافه في وقت مبكر أمرا ممكنا, وتعد القرحات غير المؤلمة حول المناطق التناسلية الحادثة بعد 10 أيام إلى 6 أسابيع من التعرض للمرض إحدى أهم الأعراض.

 

يوجد الكثير من أنواع الثآليل التناسلية genital warts، منها الصغير غير المرئي, ومنها ما يصعب تجاهله؛ وتظهر الثآليل بعد شهر إلى عدة سنوات من الاتصال الجنسي مع الشخص المصاب, وغالبا ما تظهر في المناطق الرطبة من الأعضاء التناسلية على شكل نتوءات صغيرة بلون اللحم, وقد تظهر عدة ثآليل مجتمعة على شكل زهرة القنبيط؛ وتسبب الثآليل الحكة والحرقة في المناطق التناسلية, وقد تظهر في الفم أو الحلق بعد الاتصال الجنسي الفموي مع الشخص المصاب.

 

ومع أنه يمكن علاج الثآليل التناسلية، فإنها تتطلب عناية طبية جيدة؛ ويسمى الفيروس المسبب للثآليل بفيروس الورم الحليمي البشري Human Papilloma Virus (HPV) والذي يرتبط بشكل قوي مع سرطان عنق الرحم cervical cancer، بالإضافة إلى بعض أنواع سرطانات المناطق التناسلية الأخرى.

 

تدبير الأمراض المنتقلة بالجنس (STDs) في أثناء الحمل
قد تسبب الأمراض المنتقلة بالجنس الولادات المبتسرة والمضاعفات في أثناء الحمل وبعد الولادة, وقد يسبب انتقال العدوى إلى الطفل مشاكل خطيرة.
كما أن المتدثرة غير المعالجة تزيد من خطر حدوث الإسقاط وتمزق الأغشية المبكر, وقد تنتقل المتدثرة إلى الطفل عن طريق قناة المهبل في أثناء الولادة، مما يسبب التهاب الرئة pneumonia أو عدوى العين التي قد تؤدي إلى العمى.

 

وكما في المتدثرة، فإن داء السيلان يزيد من خطر حدوث الإسقاط وتمزق الأغشية المبكر, إضافة إلى احتمال انتقال العدوى إلى الطفل في أثناء الولادة, حيث يصاب بعدوى خطيرة في العين؛ وبما أن داء السيلان قد لا يشخص عند بعض الأمهات، مع بقاء احتمال حدوث عدوى خطيرة في عين الطفل، فإن كل حديثي الولادة يعطون عقاقير للوقاية من هذه العدوى عند الولادة.
إذا كنت مصابة بالزهري، فمن السهل انتقال المرض إلى طفلك، مما يؤدي إلى عدوى جنينية خطيرة، ومميتة غالبا؛ ويكون الخداج والإملاص لدى المصابات أكثر شيوعا، كما قد تظهر لدى الأطفال المصابين بالزهري مشاكل في العينين والأذنين والكبد ونقي العظم والعظام والجلد والقلب إذا لم يتلقوا العلاج المناسب بالمضادات الحيوية.

 

قد تكبر الثآليل التناسلية في أثناء الحمل، مما يسبب صعوبة في التبول, إضافة إلى أن عددا كبيرا من الثآليل قد تنزف بشكل غزير أو قد تؤدي إلى تضيق قناة الولادة، مما يضطر الطبيب إلى إزالتها باستخدام إحدى الإجراءات العديدة بما في ذلك الجراحة. وتختفي الثآليل بعد الولادة في الغالب، وليس من الضروري إزالتها إلا إذا كان انتشارها واسعا؛ قد تظهر لدى الطفل في حالات نادرة جدا ثآليل في الحلق وفي الحنجرة، مما يستدعي إجراء جراحة لمنع حدوث انسداد مجرى الهواء.

 

إن الكثير من الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس يمكن علاجها إذا اكتشفت في وقت مبكر؛ ولذلك، يجب عليك التحري عن هذه الأمراض حتى وإن قمت بذلك في الماضي؛ ويعد التحري عن الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس إجراء روتينيا في الاختبارات السابقة للولادة, ولكن قد لا يتحرى طبيبك عن كل تلك الأمراض إلا إذا طلبت منه ذلك, كما قد يتحرى عن ذلك في شريكك أيضا.

 

يجب عليك استخدام العازل المصنوع من اللاتكس latex أو البولي يوريثان polyurethane في أثناء الجماع، مما يساعد على حمايتك من الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس وعلى عدم انتقالها إلى طفلك.

المراجع

tbeeb.net

التصانيف

طب   الحمل   العلوم البحتة