زكي ناصيف ملحن ومطرب لبناني، ولد في بلدة مشغرة بالبقاع الغربي. في السادسة من عمره انتقل مع أسرته إلى بيروت. وفي ذاك الحين بدأت علاقته مع الموسيقى والغناء من خلال استماعه إلى أسطوانات سلامة حجازي ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم. أما بدايته الفعلية مع الموسيقى والغناء فكانت عام 1930 حين تعلم العزف بآلة العود، وبدأ يغني بمرافقة عوده في الحفلات المدرسية والسهرات العائلية. وكان يؤدي أغنيات سلامة حجازي ومحمد عبد الوهاب. وفي أثناء دراسته في مدرسة المخلص تعلم التراتيل البيزنطية، وساعده ذلك على اتساع أفقه الموسيقي.
بدأت المرحلة الأولى المهمة في حياة زكي ناصيف الفنية عام 1936، حين انتسب إلى المعهد الموسيقي التابع للجامعة الأمريكية في بيروت، واستمرت دراسته فيه حتى عام 1939 وتعلم العزف بآلة البيانو وأصول الغناء الأوبرالي. ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية انصرف إلى مزاولة العمل التجاري إلى جانب ممارسة الموسيقى والغناء على سبيل الهواية، حتى لاحت له فرصة مهمة حين تلقى دعوة من صبري الشريف رئيس قسم الموسيقى في إذاعة الشرق الأدنى ليقدم غناءه عبر أثيرها، وكانت تبث برامجها من قبرص، وكان ذلك عام 1950.
بدأت في إذاعة الشرق الأدنى المرحلة الثانية في مسيرة زكي ناصيف، حيث بدأ أولى خطوات التلحين، فلحّن للمطربة سعاد هاشم أغنية «في دنياك يا أسمر»، كما وضع أغنيات عدة خفيفة على ألحان أوربية. ولحن عملاً غنائياً بعنوان «هو وهي» غناه مع فيروز.
بدأت المحطة الثالثة لزكي ناصيف عام 1957 حينما تقرر إقامة مهرجان بعلبك، فكان ضمن مجموعة الملحنين والمطربين الذين شاركوا في المهرجان إلى جانب الأخوين رحباني وفيروز ووديع الصافي وفيلمون وهبي وتوفيق الباشا وغيرهم. ترسخت في المهرجان الملامح الفنية له وخاصة في مجال الغناء الفولكلوري الذي يقدم بمرافقة الدبكة، فوضع فيها ألحاناً عدة، من أهمها لحنا أغنيتي «طلوا حبابنا طلوا» و«يالالاعيني يالالالا»، وقدمهما وديع الصافي بمرافقة فرقة الدبكة اللبنانية. وبعد المهرجان الأول في بعلبك ألّف سعيد فريحة فرقة الأنوار لإطلاق جريدته التي حملت اسم الفرقة نفسها، وضمّت إضافة إلى ناصيف توفيق الباشا وعفيف رضوان وآخرين، وشاركت الفرقة في مهرجان بعلبك سنوات عدة. وقدم زكي ناصيف مجموعة من الألحان للفرقة التي استمرت بمشاركتها في المهرجان حتى توقفه عام 1975.
لحن زكي ناصيف في مسيرته الفنية لكبار المطربين والمطربات في لبنان، وفي مقدمتهم فيروز التي لحن لها قصيدة «يا بني أمي» من شعر جبران خليل جبران. وكان آخر تعاون بينه وبين فيروز عام 1994 حين لحن لها ثماني أغنيات هي: «ع دروب الهوى» و«سحرتنا البسمات» و«من يوم تغربنا» و«فوق هاتيك الروابي» و«أهواك» و«بناديلك ياحبيبي» و«أمي الحبيبة» و«ع بالي القمر». ومن ألحانه لصباح «أهلا بهالطلة أهلا»، ولنصري شمس الدين «وحياتك يا درب العين»، ولوديع الصافي «رمشة عين». ومن الأغنيات التي لحنها وغناها بصوته «راجع يتعمر راجع لبنان».
المراجع
الموسوعة العربية
التصانيف
الفنون لبنان