قد تستغربين في أول مرة تشترين فيها حليبا اصطناعيا من تلك الأنواع الكثيرة المتوفرة, لذا يفضل استشارة مقدم الرعاية الصحية لاختيار النوع الأفضل؛ وبالنسبة لمعظم الأطفال، يكون النوع المدعم بالحديد والمعتمد على حليب البقر هو الخيار الأفضل.
كما تتوفر أنواع كثيرة خاصة من الحليب الاصطناعي، كتلك التي تحتوي على بروتينات الصويا soy وحلامات البروتين protein hydrolysates؛ ولا تستخدم تلك الأنواع إلا بعد استشارة مقدم الرعاية الصحية، إذ إنها تستخدم في حال وجود مشاكل هضمية معينة.
وتعد الأنواع المدعمة بالحديد ضرورية لمنع حدوث فقر الدم anemia وعوز الحديد iron deficiency والذي قد يؤدي إلى بطء النمو؛ ويمكن القول – بشكل عام – بأن خطر حدوث عوز الحديد غير كبير في الأشهر الأولى من حياة الطفل، ولكنه قد يحدث في وقت متأخر من السنة الأولى, ونذكر هنا بأن عوز الحديد كان مرضا شائعا في عمر 6 – 10 أشهر قبل أن تصبح إضافة الحديد إلى الحليب أمرا روتينيا.
يمكن أن يكون حليب الرضع على ثلاثة أشكال: مسحوق powder أو سائل مركز أو سائل جاهز للإرضاع؛ وفي كل من المساحيق أو السوائل المركزة، نحتاج إلى إضافة كمية معينة من الماء؛ وتكون المساحيق الجافة – بشكل عام – هي الأقل كلفة، بينما تقدم الأنواع الجاهزة للإرضاع ملاءمة أكبر.
وإذا قررت استخدام القارورة في إرضاع طفلك الحليب الاصطناعي بدلا من حليب الثدي، فإنك ستحتاجين إلى شراء التجهيزات الضرورية للبدء بذلك؛ فمثلا، قد تحتاجين إلى أن يكون في متناول يدك – عندما تأخذين طفلك إلى المنزل من المستشفى أو مركز التوليد الذي ولدت فيه – حليب اصطناعي وقارورة وبعض الحلمات.
كما يجب عليك إعلام الفريق الطبي الذي يقدم لك المساعدة برغبتك في استخدام القارورة في الإرضاع، إذ إن ذلك الفريق قد يزودك بمعدات الإرضاع من القارورة، بالإضافة إلى الحليب الاصطناعي في أثناء فترة الإفاقة بعد الوضع, كما قد يعلمك الفريق كيفية إرضاع طفلك من القارورة؛ ومع ذلك، يجب ألا تهملي تحضير لوازمك الخاصة.
الثدي أو زجاجة الرضاعة: نصائح حول مسألة إرضاع الطفل
قد تشعرين في بادئ الأمر كما لو أنك لا تقومين إلا بإرضاع طفلك؛ ولكن، في حقيقة الأمر، يعتمد عدد مرات إرضاعك لطفلك على مدى جوعه، بحيث تختفي كل رضعة في الرضعة التي تليها؛ ويمكن القول بشكل عام بأن الأطفال الذين يرضعون من الثدي يحتاجون إلى الإرضاع حوالى 8 – 12 مرة كل 24 ساعة، أي بعد كل 2 – 3 ساعات؛ أما الأطفال الذين يرضعون حليبا اصطناعيا، فإنهم يحتاجون إلى الرضاعة ما بين 6 – 9 مرات كل 24 ساعة – أي كل 3 – 4 ساعات – وذلك في الأشهر الأولى القليلة من الحياة.
وبالطبع، فإن الطفل لن يحتاج دائما إلى هذا القدر من الإرضاع؛ فكلما نما الطفل، قل عدد مرات الإرضاع تدريجيا، وزادت كمية الحليب التي يرضعها الطفل في كل مرة؛ ويبدأ ظهور نموذج وروتين معين للإرضاع عادة بعد الشهر الأول أو الثاني من الحياة, ومن المتوقع أن يستيقظ الوليد للرضاعة بشكل روتيني مرة أو مرتين في الليل, كما أن الطفل قد يحتاج إلى كميات أكبر من الحليب في أثناء فترات النمو المفاجئ.
ومن النصائح المهمة حول مسألة إرضاع الطفل: الإرضاع حسب الطلب وترك الطفل يحدد سرعة الإرضاع:
الإرضاع حسب الطلب
إن فكرة إرضاع الطفل حسب الطلب تتلاءم مع مسألة نموه وتطوره، فالطفل يستيقظ لفترات قصيرة, كما أن جهازه العصبي يكون غير ناضج بشكل كامل، لذلك فهو لا يستطيع التفريق بين شعور وآخر, هذا بالإضافة إلى أن حجم معدة الرضيع صغير جدا – بحجم قبضته تقريبا – ويتراوح الوقت اللازم لإفراغها ما بين 1 – 3 ساعات.
ويتطلب الإرضاع حسب الطلب من الأم أن تكون مرنة، وأن تفهم إيحاءات طفلها؛ فمثلا، يجب أن تبحث عما يدل على أن الطفل مستعد للرضاعة، كأن يقوم الطفل بحركات مص بفمه أو لسانه (التجذير rooting), أو أن يمص قبضته أو أن يصدر أصواتا قليلة – وبالطبع – عندما يبكي، لأن الشعور الذي يحدثه الجوع غالبا ما يسبب بكاء الطفل؛ ويجب على الأم أن تكون قادرة على التمييز بين البكاء بسبب الحاجة إلى الطعام أو بسبب آخر كالألم والتعب والمرض؛ ومن الضروري جدا إرضاع الطفل جيدا لدى شعوره بالجوع, لأن ذلك مما يساعد الطفل على معرفة أي نوع من الإزعاج يسببه الجوع، وأن ذلك الجوع يمكن إشباعه بالمص؛ ولكن إذا لم يستجب للطفل بالشكل المطلوب، فإن ذلك قد يجعله منزعجا بشدة، مما يجعل من محاولة إرضاعه في هذا الوقت برهانا على إحباطه بدلا من إرضائه.
ترك الطفل يحدد سرعة الإرضاع
على الأم أن تحاول عدم استعجال طفلها في الرضاعة، بل عليها أن تتركه يحدد بنفسه مقدار ما سيرضعه وسرعة ذلك، مع الأخذ بالحسبان أن الكثير من الأطفال يفضلون الرضاعة المتأنية تماما مثلما يفضل البالغون التأني في طعامهم؛ وإنه لمن الطبيعي أن يرضع الطفل للحظات، ثم يتوقف عن ذلك، ثم يأخذ قسطا من الراحة ويتشاغل قليلا ليعود بعد ذلك إلى الرضاعة مرة أخرى؛ وقد تجد أن بعض الولدان يرضعون بكفاءة وسرعة، ويتنقلون في غضون دقائق بين الثديين، بينما تجد آخرين يفضلون الحصول على رضعات خفيفة ولكنها أكثر تكرارا, وهناك بقية أخرى – خاصة الولدان – قد تغفو في أثناء الإرضاع، بحيث يرضعون بنشاط في البداية ثم يغفون بسلام ليستيقظوا بعد ذلك ويعودون للرضاعة والغفو مرة أخرى، وهكذا تتكرر العملية طوال جلسة الرضاعة.
كما أن الطفل قد يشير عند اكتفائه من الرضاعة؛ إذ إنه عندما يشبع نهمه، يتوقف عن المص ويغلق فمه أو يستدير بعيدا عن الحلمة؛ كما أنه قد يدفع الحلمة خارج فمه بلسانه أو قد يقوم بتقويس ظهره عند محاولة الاستمرار في إرضاعه؛ ولكن مع ذلك، قد يكون الطفل في بعض الأحيان لا يفكر في الرضاعة بل يحتاج إلى التجشؤ أو أنه في منتصف تغوطه, لذا يجب محاولة إعطاء الثدي أو القارورة مرة أخرى بعد قليل من الانتظار.
قد يقتنع الطفل، في بعض الأحيان، بمص قارورة أو ثدي فارغين؛ وإذا أردت في مثل تلك الحال أن يترك طفلك الحلمة، فيمكنك وضع إصبعك الصغيرة بلطف بين لثتيه.
ولا تتوقعي أن يرضع طفلك بالكمية نفسها يوميا، إذ يختلف الأطفال في مقدار ما يأكلونه وخصوصا في مراحل النمو المفاجئ، فالطفل في هذه الأوقات يحتاج إلى كمية أكبر ومرات أكثر من الرضاعة لدرجة قد يبدو معها كما لو أنه لا يشبع؛ وفي مثل تلك الأوقات، قد تحتاجين إلى تقديم ثدييك أو القارورة إلى طفلك بشكل أكثر من المعتاد.
ولكن أكثر الأطفال – ولله الحمد – يرضعون بمقدار كاف للتماشي مع نموهم السريع؛ وفي هذا المجال، يوجد الكثير من الطرق التي تخبر الأم بأن طفلها يأخذ كفايته من الرضاعة؛ فعند الإرضاع من الثدي مثلا، ومع أنه لا يمكن تقدير كمية الحليب التي يحصل عليها الطفل بدقة، إلا أنه توجد بعض العلامات التي تشير إلى مقدار رضاعة طفلك ومدى كفايتها؛ فمثلا، يمكنك الانتباه إلى مدى امتلاء ثدييك ومتانتهما قبل الإرضاع ومقدار ليونتهما وتفريغهما بعده, كما يمكنك رؤية بلع طفلك للحليب وسماعه وكيفية انحرافه بعيدا عن الثدي عندما يحصل على كفايته.
وسواء أكان الطفل يرضع حليب الثدي أم حليبا اصطناعيا، فإن مقدار الزيادة في وزنه تظل العلامة الأكثر فائدة في تقدير ما إذا كان الطفل ينال كفايته من الرضاعة أم لا؛ ولكن، لا بد من التذكير بأن أكثر الأطفال يخسرون بعض الغرامات من أوزانهم بعد الولادة مباشرة, ومن ثم يستعيدون ذلك وشيئا إضافيا أيضا في غضون أسبوعين؛ وعلى العموم، يمكنك وزن الطفل عند مقدم الرعاية الصحية إن لم تكوني متأكدة مما إذا كان طفلك يكسب أو يخسر وزنا؛ وهنا، قد يحثك مقدم الرعاية الصحية على تكرار زيارته بعد أيام قليلة من الولادة، أو ربما تقومين بذلك بنفسك, وتذكري أن تثقي بغريزتك دائما في تقدير ما إذا كان طفلك لا يرضع جيدا.
ومن العلامات الأخرى الجديرة بالتقدير، والتي تدل على النمو الطبيعي لطفلك، مقدار استهلاك طفلك للحفائظ؛ إذ يجب أن يبلل الطفل 6 – 8 حفائظ وأن يتغوط مرة إلى ثلاث مرات وربما أكثر يوميا في الأسابيع الأولى القليلة من الحياة؛ ويتغوط الرضيع الذي يرضع من الثدي عادة أكثر من الرضيع الذي يرضع حليبا اصطناعيا, كما أن قوام البراز يختلف أيضا، إذ إن الرضع الذين يرضعون من الثدي يميل برازهم إلى أن يكون أصفر ذهبي اللون وأقل متانة، بينما يكون براز الرضع الذين يرضعون حليبا اصطناعيا أسمر اللون وذا قوام طري وربما متين؛ وعليك ألا تترددي في مراجعة مقدم الرعاية الصحية إذا كان طفلك يتبول أو يتغوط بشكل أقل من المتوقع.
تشتمل الأدوات الضرورية للإرضاع من القارورة على ما يلي:
● قوارير سعتها أربع أونصات أو نحو 118 مل (أمر اختياري، ولكنه مفيد في البداية).
● قوارير سعتها ثمان أونصات (234 مل).
● 8 – 10 حلمات, بالإضافة إلى حلقات الحلمات وأغطيتها.
● كوب للقياس.
● فرشاة للقارورة.
● حليب الرضع الاصطناعي, وهنا نذكرك بمناقشة نوع الحليب الذي يجب استخدامه مع مقدم الرعاية الصحية لطفلك.
وبالإضافة إلى شراء الأدوات اللازمة للإرضاع من القارورة، يجب الاهتمام بالمواظبة على الصفوف التي تهتم برعاية الولدان وذلك قبل الولادة؛ ومع أنه غالبا ما تقدم بعض المعلومات حول الإرضاع كجزء من صفوف الولادة، ولكن يظل من الحكمة أن تحضري بعض الصفوف حول موضوع الإرضاع من القارورة أو أن تقرئي عن ذلك قبل ولادة طفلك, وذلك لكي تجيدي طريقة القيام بذلك، وهذا إن لم تكوني قد أرضعت طفلا من القارورة من قبل إطلاقا.
البدء بالإرضاع
يمكن أن تكون القوارير المستخدمة في الإرضاع مصنوعة من الزجاج أو البلاستيك أو من البلاستيك المبطن, ويفضل استخدام القوارير البلاستيكية عندما يصبح الطفل قادرا على الإمساك بالقارورة, وذلك كإجراء أمان، حيث تصمم بعض أنواع القوارير ليكون شكلها مناسبا ليد الطفل.
ويكون للقوارير حجمان عادة، هما: أربع وثمان أونصات؛ ولا يعني ذلك الحجم بالضرورة مقدار الحليب الذي سيرضعه طفلك في الرضعة الواحدة، بل ربما يحتاج إلى كمية أقل أو أكثر من ذلك.
وأما بالنسبة للحلمات، فيتوفر في الأسواق الكثير من أنواعها, ولا يشكل ذلك فرقا بالنسبة لغالبية الأطفال, ولكن يجب ألا تختاري لطفل مكتمل حلمة طرية جدا مخصصة لاستعمال الخدج، بل يجب أن تكون الحلمة التي يستعملها نظامية؛ ويفضل عدم استخدام أكثر من نوعين من الحلمات في قوارير طفلك، إذ إن ذلك قد يربك طفلك.
ومن الضروري أن يتدفق الحليب من الحلمة بالسرعة المناسبة، إذ إن التدفق السريع أو البطيء جدا للحليب قد يتسبب في جعل طفلك يبلع كمية كبيرة من الهواء، مما قد يؤدي إلى حدوث إرباك للمعدة, ويستدعي الحاجة المتكررة للتجشؤ؛ لذلك، عليك اختبار تدفق الحليب عن طريق قلب القارورة وحساب عدد القطرات في وقت معين، إذ يفضل أن يكون ذلك بمقدار قطرة لكل ثانية؛ ولحل المعضلة السابقة، فإن الحلمات في هذه الأيام أصبحت تصنع بأحجام تناسب الأطفال بعمر ثلاثة أشهر وستة أشهر… وهكذا، مما يجعل مقدار تدفق الحليب مناسبا لعمر الطفل.
تحضير الرضعة
مهما كان نوع الحليب الاصطناعي الذي اخترته، فإن الإعداد والتبريد المناسبين أمران ضروريان، وذلك لضمان الحصول على المقادير الغذائية المناسبة والمحافظة على سلامة الطفل.
ويتحقق ذلك إذا علمنا أن الولدان لديهم خطوط دفاعية قليلة ضد الباكتيريا, كما أن الوليد يحتاج إلى بعض الوقت حتى يبني مناعة كافية, لا سيما إذا كان الطفل لا يرضع من الثدي الذي يحتوي الحليب فيه على أضداد لا يحتوي عليها الحليب الاصطناعي؛ ولهذا السبب، فمن الضروري تقليل خطر تلوث الحليب بالباكتيريا عن طريق التحضير والتخزين الآمنين.
ومن أجل ذلك، يجب أن تغسلي يديك قبل لمس الحليب الاصطناعي أو أي من الأدوات الضرورية لإعداده, كما أن كل تلك الأدوات التي تستخدم في قياس أو مزج أو تخزين الرضعة يجب غسلها بالماء الساخن والصابون، ومن ثم شطفها وتجفيفها قبل كل استعمال؛ وليس من الضروري تعقيم القوارير والحلمات ما دام أنك تغسلينها وتشطفينها بشكل جيد؛ ولا تنسي – بعد الاستخدام – أن تنظفي القوارير والحلمات وأدوات التحضير بالماء الساخن والصابون, ويمكن استخدام فرشاة لتنظيف القارورة، بحيث تحك الحلمات بشكل جيد لإزالة أية بقايا للحليب, ومن ثم تشطف جيدا, ويمكن أيضا استعمال غسالة الصحون لتنظيف القوارير والحلمات.
ويجب غسل أو مسح قمة علبة الحليب الاصطناعي بمنشفة قبل فتحها, ويمكن استغلال تلك العلبة في تخزين الحليب السائل المركز بحيث تغطى بإحكام وتوضع في الثلاجة، إذ يمكن – بشكل عام – تخزين الحليب المحضر أو المركز في الثلاجة لمدة لا تزيد على 48 ساعة؛ وبعد ذلك، يجب التخلص من الفائض.
وسواء أكنت تستخدمين حليبا اصطناعيا على شكل مسحوق أو سائل مركز، تذكري أن تضيفي دائما الكمية المناسبة من الماء والمحددة على الغطاء, وتذكري أيضا أن المقاسات الموضحة على القوارير قد تكون غير دقيقة, لذا قيسي كمية الماء قبل إضافتها إلى الحليب، لأن استعمال كمية قليلة أو كبيرة من الماء قد يضر بطفلك؛ فإذا كانت الرضعة مخففة جدا، فهذا يعني أن طفلك لن يحصل على غذاء كاف لمتطلبات النمو ولسد رمق الجوع؛ أما إذا كانت الرضعة مركزة جدا، فإن ذلك قد يسبب إجهادا لجهاز الطفل الهضمي ولكليتيه، وقد يتسبب في حدوث التجفاف عند الطفل.
وليس من الضروري من الناحية الغذائية تسخين الرضعة, وإنما قد يفضل بعض الأطفال ذلك؛ ولتسخين الرضعة، توضع القارورة في وعاء من الماء الساخن لعدة دقائق, ثم ترج القارورة وتختبر درجة حرارة الحليب بوضع بعض القطرات على ظاهر اليد؛ ويجب عدم استعمال المكروويف لتسخين القارورة، لأن ذلك يمكن أن يتسبب في سخونة زائدة قد تحرق فم طفلك, كما يجب عدم وضع الكمية المتبقية من الرضعة المسخنة في الثلاجة، بل ينبغي التخلص منها.
ويفضل، بشكل عام، تحضير الرضعة عند الحاجة إليها، وليس في وقت سابق؛ ولكن، ربما ترغبين في تحضير قارورة أو اثنتين ومن ثم وضعهما في الثلاجة من أجل استخدامهما في الليل، مما يجعل الإرضاع في الليل أكثر يسرا وسهولة.
الاهتمام بمسألة الماء
من المقبول استخدام المياه التي تأتي من مزود محلي آمن في تحضير رضعات الطفل؛ أما إذا كان مصدر المياه في المنزل من الآبار، فيجب أن تفحص تلك المياه من قبل قسم الصحة العمومية المحلي للتأكد من عدم احتوائها على الملوثات كالنترات nitrates أو المعادن الثقيلة كالرصاص lead؛ ويمكن استعمال المياه المعلبة إذا كان لديك قلق بشأن مصدر المياه.
ويجب استعمال ماء بارد أو بدرجة حرارة الغرفة لتحضير الرضعة, كما يجب عدم غلي الماء لأن ذلك قد يزيد من تراكيز المعادن والشوائب الموجودة بشكل طبيعي في الماء.
وضعية الطفل والقارورة
إن أول خطوة في الإرضاع من القارورة تكمن في أن تكوني وطفلك بوضع مريح؛ لذلك، اختاري المكان الهادئ الذي لا يشغلك فيه أنت أو طفلك أي شاغل, ثم احملي طفلك على ذراع واحدة وأمسكي بالقارورة باليد الأخرى, ثم اجلسي على كرسي مريح؛ ويفضل أن يكون الكرسي ذا مسندين للذراعين عريضين ومنخفضين؛ ويمكنك وضع وسادة في حضنك تحت الطفل لكي تسنده, ثم قربي طفلك منك جيدا ولكن ليس لدرجة كبيرة، مع إبقائه محمولا على ذراع واحدة بحيث يكون رأسه مرتفعا قليلا ومستقرا في نقطة عطف المرفق؛ ومن الجدير بالذكر أن تلك الوضعية شبه المستقيمة تساعد على جعل البلع أكثر سهولة.
وفي هذا الوقت، يمكن القول بأنك مستعدة لبدء الإرضاع، ولكن بقي أن تساعدي طفلك لكي يكون مستعدا لذلك أيضا؛ فباستخدام حلمة القارورة أو أحد أصابع اليد التي تحملين بها طفلك، ربتي بلطف على خد طفلك بالقرب من فمه في الجهة الأقرب إليك، مما يجعل طفلك يستدير نحوك فاتحا فاه في أغلب الأحيان, ومن ثم اجعلي الحلمة تلامس شفتي أو زاوية فم طفلك ليفتح بذلك طفلك فمه، ويبدأ بالمص تدريجيا.
ولدى إرضاع الطفل، يجب وضع القارورة بزاوية ميلان قدرها 45 درجة، حيث تحافظ هذه الزاوية على الحلمة ممتلئة بالحليب, ولا تغفلي عن إمساك القارورة بشكل جيد خلال رضاعة طفلك؛ وعندما ينام الطفل في أثناء الرضاعة، فقد يعني هذا أنه قد نال كفايته من الحليب أو أن الغازات المتراكمة قد أدت إلى شبعه؛ وفي مثل هذه الحالة، أبعدي القارورة ثم اجعلي طفلك يتجشأ, ثم عاودي الرضاعة مرة أخرى.
احملي طفلك دائما في أثناء الإرضاع, ولا تسندي القارورة أبدا بطفلك، لأن ذلك قد يؤدي إلى تقيؤ الطفل وإتخامه؛ وبالإضافة إلى ذلك، يجب ألا تعطي طفلك القارورة أبدا إذا كان مستلقيا على ظهره, لأن ذلك قد يؤدي إلى حدوث عدوى في الأذن.
وبالرغم من أن طفلك ليس له أسنان في الوقت الحالي، إلا أنها تنمو في الوقت الحالي أسفل اللثة, لذا لا تعتادي على وضع طفلك في فراشك وهو ممسك بقارورته, لأن الحليب الاصطناعي قد يبقى فترة من الوقت في فم الطفل عندما يخلد إلى النوم في أثناء الرضاعة, مما يطيل من فترة بقاء السكر الموجود في الحليب، وهذا ما يشجع على نخر الأسنان.
لماذا لا يستخدم حليب البقر بمفرده؟
إن أفضل أنواع الحليب بالنسبة للطفل في السنة الأولى من العمر هو حليب الثدي أو الحليب الاصطناعي؛ أما بالنسبة لحليب البقر الذي يباع في المحلات معلبا في دوارق أو علب، فإنه يعد أيضا غذاء جيدا للأطفال, ولكن ليس قبل عمر سنة، وذلك للأسباب التالية:
· إن حليب البقر لا يناسب أمعاء الرضيع وكليتيه، إذ إنه يحتوي على ثلاثة أمثال كميتي الصوديوم والبروتين التي يحتاجها الطفل, لذا يجب ألا يشرب الرضع حليب البقر لئلا يصابوا بالمرض.
· قد يتسبب حليب البقر في حدوث استجابة أرجية (تحسسية), كما أن الرضيع لا يستطيع هضمه بسهولة.
· لا يحتوي حليب البقر على الكمية المناسبة من الدهون والتي تفي بحاجات الطفل.
وفي الحقيقة، يجب القول بأن حليب الثدي أو حليب الرضع الاصطناعي هما الغذاء الوحيد الذي يحتاجه طفلك في الأشهر الستة الأولى من العمر, ولا يجب إعطاء الطفل في القارورة شيئا من الحبوب في هذا الوقت, كما يجب عدم إعطاء الماء والعصير في القارورة قبل أن يبلغ الطفل عمر ستة أشهر أو أكثر من ذلك, إلا حينما يوصي مقدم الرعاية الصحية بذلك.
وأخيرا، نقول إنه يجب عليك ألا تترددي في سؤال مقدم الرعاية الصحية عن أي شيء يشكل عليك فيما يتعلق بموضوع الإرضاع من الزجاجة.
المراجع
موقع طبيب
التصانيف
طبيب العلوم التطبيقية الطبي