إذا رزقت بطفل ذكر، يمكن أن يكون من القرارات التي قد تواجهينها بعد الولادة مباشرة موضع ختانه؛ والختان Circumcision إجراء جراحي يجرى لإزالة أو استئصال الغطاء الجلدي عن نهاية القضيب؛ وتساعدك معرفة الفوائد والمخاطر الصحية المتوقعة لهذا الإجراء على اتخاذ القرار الصائب بشأنه.
مسائل يجب أخذها بالحسبان
مع أن الختان شائع نسبيا في الولايات المتحدة، فهو ما يزال أمرا خلافيا؛ وهناك بعض الأدلة على أن الختان يمكن أن يكون ذا فوائد طبية، لكن الإجراء لا يخلو أيضا من مخاطر.
وعليك أن تضعي في حسبانك القيم الدينية والاجتماعية عند اتخاذ هذا القرار؛ فالختان عند بعض الشعوب، مثل المسلمين واليهود، من الشعائر الدينية، بينما يمثل البعض الآخر جزءا من النظافة الشخصية أو الرعاية الصحية الوقائية؛ وقد لا يرغب بعض الوالدين برؤية أولادهم مختلفين عن أفراد عائلاتهم أو أقرانهم.
يشعر بعض الناس شعورا قويا بأن الختان تشويه للمظهر السوي للطفل، بينما يشعر آخرون بأن من الخطأ ختان الولد عندما يكون صغيرا جدا لا يعرف معنى ذلك؛ وهناك بعض ثالث يرى أن الختان غير ضروري.
وعندما تقررين ما هو الأفضل لك ولابنك، ضعي في حسبانك الفوائد والأخطار الصحية المتوقعة اللاحقة.
كيف يجرى الختان؟
عندما تقررين ختان ولدك، اطلبي من مقدم الرعاية الصحية النصيحة حول السماح بالختان أو تفضيل القيام به؛ كما يستطيع طبيب الطفل الإجابة عن الأسئلة الخاصة بهذا الإجراء، والمساعدة على الترتيب لذلك في المستشفى أو العيادة.
يجرى الختان عادة قبل أن تغادري أنت وولدك المستشفى، كما يجرى الختان أحيانا في عيادة خارجية؛ ويستغرق الإجراء نفسه نحو 15 دقيقة، ويكون ذلك عادة قبل الإطعام الصباحي.
يوضع الطفل عادة على صينية مع تقييد ذراعيه وساقيه؛ وبعد تنظيف القضيب والمنطقة المحيطة، يحقن مخدر في قاعدة القضيب؛ ويوصل ملقاط خاص أو حلقة بلاستيكية بالقضيب، وتزال القلفة، ويطبق مرهم مثل الهلام المعدني (الوذلين) petroleum jelly، ثم يلف القضيب بالشاش بشكل رخو.
وبعد الختان، يكون من الجائز غسل القضيب خلال شفائه، ويمكن – خلال الأسبوع الأول – أن يظهر مخاط مصفر على الجلد، وهو أمر طبيعي؛ ويجب تطبيق الوذلين على نهاية القضيب لمنع التصاقه بالحفاظ؛ وقد يستغرق شفاء القضيب نحو 7 – 10 أيام.
من النادر جدا حصول مشاكل بعد الختان، لكن ينبغي الاتصال مباشرة بطبيب الطفل إذا عانى من عدم القدرة على التبول بشكل طبيعي أو إذا استمر النزف أو عند الاشتباه بالعدوى.
الفوائد المتوقعة للختان
ترى الأبحاث أن الختان ذو فوائد صحية، بما في ذلك:
●   نقص خطر عدوى السبيل البولي. رغم أن خطر عدوى السبيل البولي في السنة الأولى من العمر منخفض، ترى الدراسات المختلفة أن عدوى السبيل البولي يمكن أن تكون أكثر بعشرة أضعاف في الأطفال الذكور غير المختونين منها في المختونين؛ كما أن الأولاد غير المختونين يكونون أكثر ميلا إلى دخول المستشفى بسبب عدوى السبيل البولي الشديدة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العمر؛ ويمكن أن تؤدي عدوى السبيل البولي الشديدة في المرحلة الباكرة من الحياة إلى مشاكل كلوية لاحقا.
●   نقص خطر سرطان القضيب. مع أن هذا النمط من السرطان نادر جدا، يبدي الرجال المختونون نقصا في وقوع سرطان القضيب أكثر من الرجال غير المختونين.
●   نقص ضئيل في خطر الأمراض المنقولة جنسيا. بينت بعض الدراسات نقص خطر العدوى بفيروس العوز المناعي البشري human immunodeficiency virus (HIV) وفيروس الورم الحليمي البشري human papillomavirus (HPV) في الرجال المختونين.
وما تزال الممارسات الجنسية المأمونة أكثر أهمية بكثير في الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا من الختان.
●   الوقاية من مشاكل القضيب. يمكن أن تؤدي قلفة القضيب أحيانا إلى تضيق يصعب أو يستحيل رده، وتدعى هذه الحالة الشبم (تضيق القلفة) phimosis؛ وعندئذ، قد يصح الختان ضروريا لمعالجة المشكلة؛ كما قد يقود تضيق القلفة إلى التهاب رأس القضيب (التهاب الحشفة balanitis).
●   تسهيل التصحح (النظافة). يمكن الختان من غسل القضيب بسهولة؛ لكن حتى بوجود القلفة، يكون من السهولة المحافظة على النظافة؛ وتلتصق القلفة عادة بنهاية القضيب في الوليد، ثم تتمدد تدريجيا إلى الخلف خلال الطفولة الباكرة؛ ولذلك، لا بد من غسل المنطقة التناسلية لطفلك بلطف بالماء والصابون؛ ويمكن بعد ذلك – عندما تنكمش القلفة تماما – توجيه ولدك إلى غسلها بشكل مناسب بجرها بلطف إلى الخلف وتنظيف نهاية القضيب بالماء والصابون.
الأخطار المحتملة للختان
يعد الختان بصورة عامة إجراء مأمونا، وتكون الأخطار المتعلقة به ضئيلة؛ فقد وجدت دراسات عديدة أن معدل المضاعفات العام للختان يتأرجح حول 2%؛ ولكن الختان لا يخلو من بعض الأخطار والمآخذ المتوقعة، بما في ذلك:
●   أخطار الجراحة الصغرى. تحمل كافة الإجراءات الجراحية، بما فيها الختان، بعض الأخطار، مثل النزف المفرط والعدوى؛ كما قد تقطع القلفة قليلا أو كثيرا أو لا تشفى بشكل ملائم؛ فإذا اتصلت القلفة المتبقية بنهاية القضيب من جديد، يمكن أن يحتاج الأمر إلى جراحة صغرى لتصحيح ذلك؛ ولكن حدوث مثل هذه المضاعفات غير شائع.
●   الألم خلال الإجراء. لا يؤدي الختان إلى ألم، ويستعمل التخدير الموضعي عادة لإحصار الإحاسيس العصبية، ولا بد من الحديث إلى الطبيب للوقوف على نمط التخدير الممكن استعماله.
●   صعوبة استعادة الوضع السابق. يكون من الصعب، بعد معظم حالات الختان، استعادة الحالة السابقة للختان.
●   التكلفة. لا تغطي بعض شركات التأمين كلفة الختان؛ فعندما تفكرين به، يمكن أن ترغبي بالتحقق من تغطيه شركة التأمين لتكلفة الختان.
●   عوامل معقدة. يمكن أن يحتاج الأمر في بعض الأحيان إلى تأجيل الختان، كما هي الحال عندما يولد الطفل خديجا؛ كما ينبغي تجنب الختان في بعض الحالات، كما هي الحال حينما تكون فتحة الإحليل urethral opening عند الطفل بوضعية شاذة على جانب أو قاعدة القضيب (المبال التحتاني hypospadias)؛ وتعالج هذه الحالة جراحيا، ويمكن أن تتطلب إصلاح القلفة؛ وتشتمل الحالات الأخرى التي يمكن أن تحول دون الختان على المرض المترافق بحمى شديدة والأعضاء التناسلية الملتبسة ambiguous genitalia ووجود قصة عائلية للناعور.
لا يؤثر الختان في الخصوبة أو يمنع الاستمناء masturbation؛ ولم يثبت ما إذا كان الختان يعزز المتعة الجنسية أو يقللها عند الرجال أو شريكاتهن؛ وما تزال الأبحاث على الختان مستمرة، ولا بد من المزيد من الدراسات للتحقق من بعض الدعاوى الخاصة بهذا الإجراء؛ ولكن مما يسر أن النتائج السلبية نادرة وبسيطة غالبا مهما يكن اختيارك.
العناية بالولد المختون
بعد أن يختن مولودك، يمكن أن تبدو نهاية قضيبه دامية خلال الأسبوع الأول من الإجراء، أو يظهر مخاط مصفر أو تتشكل جلبة حول المنطقة، وهذا جزء سوي من الشفاء؛ كما أن مقدارا صغيرا من النزف أمر شائع في أول يوم أو يومين.
قومي بتنظيف منطقة الحفاظ بلطف، وطبقي القليل من الوذلين على نهاية القضيب عند تغيير كل حفاظ، لأن ذلك يحول دون التصاق الحفاظ بالقضيب خلال الشفاء؛ وفي حال وجود ضماد، غيريه مع كل حفاظ. وتستعمل في بعض الأحيان حلقة بلاستيكية بدلا من الضماد، وتبقى الحلقة على نهاية القضيب إلى حين شفاء حافة الختان، ويكون ذلك خلال أسبوع عادة؛ وتسقط الحلقة من تلقاء نفسها، ومن الجائز غسل القضيب خلال شفائه.
يندر حصول مشاكل بعد الختان، لكن لا بد من تتصلي بمقدم الرعاية الصحية لطفلك في الحالات التالية:
· عندما لا يستطيع طفلك التبول بشكل سوي خلال 6 – 8 ساعات من الختان.
· عند استمرار النزف أو الاحمرار حول نهاية القضيب.
· عند تورم نهاية القضيب.
· عند خروج نجيج (مفرزات) كريه الرائحة من نهاية القضيب أو ظهور قرحات متجلبة Crusted sores (ذات قشور) تحتوي على سائل.

المراجع

موقع طبيب

التصانيف

طبيب  العلوم التطبيقية  الطبي