الرئيسات Primatea رتبة من الثدييات تنتمي إليها أنواع القردة بأشكالها المختلفة والليمور.
صفاتها العامة وحياتها
تتميز الرئيسات بزيادة نمو دماغها نسبة لوجهها مقارنة بالفقاريات الأخرى، والذي يتناسب مع زيادة معدل ذكاء أفرادها، وبخاصة نمو القشرة المخية التي يقابلها نمونفسي يميز أفراد هذه الرتبة. كما يتميز الدماغ بتكيّفه مع تنسيق التقلص العضلي الذي يبدو واضحاً في زيادة نموالمخيخ مقارنة بباقي أقسام دماغ الثدييات. كما تمتاز الثدييات بجبهية توضّع العينين، الأمر الذي يُمَكِّـنُ من الرؤية المجسمة ثلاثية الأبعاد، وبشبكية العيون التي تحوي العصي والمخاريط، التي تُمَكِّن من الرؤية الملونة. أضراسها مربعة الشكل، متوجة بأربع حدبات تساعد في سحق غذائها من حشرات وأوراق شجر وثمار وغير ذلك.
الأطراف مزودة بخمسة أصابع، والمشية أخمصية القدم، وأطرافها متكيفة مع الحياة على الأشجار ممثلة باستقلال عظم الزند عن الكعبرة في الساعد، واستقلال القصبة عن الشظية في الساق، مما يساعد في حركات الكب والاستلقاء، وبتقابل الإبهام مع باقي الأصابع، وبنمو عضلات الأصابع لتأمين القيام بالحركات المختلفة، وبتسطح نهايات أصابعها، وتحول مخالبها إلى أظافر مسطحة.
وهناك ميزة مهمة تتمتع بها الرئيسات، هي تحررها من فصول التكاثر بولادة أعداد قليلة من الأفراد، غالباً مولوداً واحداً، وبالعناية الفائقة للأم بوليدها، أدت إلى قيام نوع من العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، الأمر النادر في الزمر الحيوانية الأخرى.
تصنيف الثدييات
تقسم رتبة الرئيسات إلى رتيبتين، هما رتيبة طلائع القردة Prosimii التي تضم الليموريات والآي آي aye-aye والرسغيات، ورتيبة القردة Simiae (أوإنسانيات الشكل) Anthropoidea.
الليمور Lemur catta
الرسغي Tarsus sp
1ـ رتيبة طلائع القردة: تبرز في هذه الرتيبة بدايات صفات الرئيسات، مثل كبر الدماغ والجمجمة، والصغر النسبي للحيزوم، والأظافر. ويميز فيها خمسة فصائل تضم أفراداً صغيرة الحجم، شجرية الطباع على الأكثر. معظمها يعيش في المناطق الاستوائية من العالم القديم منتشرة بين إفريقيا حتى جزر الفيليبين، ماعدا أستراليا. وقد تنوعت أفرادها في مدغشقر كثيراً. أهم هذه الفصائل:
ـ الليموريات Lemuridae: وهي أكثر الرئيسات بدائية، صغيرة الحجم طويلة الجذع والذيل، ولبعضها حيزوم بارز يشبه حيزوم الكلب (لأن الشم لازال مهماً لديها) مغطى بالشعر مثل باقي الجسم. وقد بدأت طواحنها تميل إلى الشكل المربع، وتتطور أطرافها نحوالالتقاط، كما تحولت مخالبها إلى أظافر (الشكل ـ1).
ـ الرسغيات Tarsii: وهي تبدي مزيجاً من صفات بدائية وأخرى متطورة، فالجنس الوحيد فيها Tarsius sp. (الشكل ـ2)، الذي يوجد في الفيليبين وبورنيو وسومطرا، أرجله طويلة، وخاصة عظام الرسغ، مما يساعده في القفز، ونهايات أصابعه متسعة مشكلة وسائد تساعد الحيوان على الارتكاز الجيد. عيون الحيوان واسعة لتلائم الرؤية الليلية. لكنه يحتفظ بصفات أجداده من حيث التغذي بالحشرات والذيل الطويل، لكن وجهه المسطح وجمجمته الكروية، والمشيمة القرصية تجعله أقرب إلى القردة الحقيقية الأكثر تطوراً. لذلك يعد الرسغي «مستحاثاً حياً» له الصفات التركيبية التي تجعل منه أرومة وأصلاً للسلالات التطورية. ولهذا توضع الرسغيات في قاعدة الرئيسات، ومع ذلك فإن التخصصات التي تميزه تحول دون عدّه أصلاً لسلالات الرئيسات الأخرى.
2ـ رتيبة القردة: لمعظمها وجه مسطح مجرد من الشعر، عيونها صغيرة لكنها ذات رؤية ثلاثية الأبعاد نموذجية. وأفرادها قادرة على الجلوس لتفحص الأشياء بيديها. وهي تضم الأنواع المختلفة من القردة والشامبانزي والغوريلا.
التاريخ الجيولوجي للرئيسات
ظهرت أقدم الرئيسات المعروفة اليوم في بدايات الإيوسين من الحقب الرابع، وأخذت بالتمايز منذ ذلك الحين. أما أصلها فيجب التفتيش عنه في الكريتاسي، أي في أواخر الحقب الثالث، ومن المحتمل أن بعض الثدييات الصغيرة من آكلات الحشــرات قد تطورت وأعطت، بشكل متوازٍ، آكلات الحشرات الحالية والرئيسات الحالية ورتب أخرى مثل الخفافيش والقوارض. والواقع تشاهد لدى بعض آكلات الحشرات الحالية، كما فــي السناجيب الآسيوية Tupaidae، صفات مماثلة لصفات الليموريات، لدرجة حمل بعض الباحثين على تصنيف هذه الزمرة مع الرئيسات. فـ توبايا Tupaia الذي يعيش في الملايو والفيليبين تنتهي أصابعه بمخالب بدلاً من الأظافر التي تميز الرئيسات.
المراجع
الموسوعة العربية
التصانيف
الأبحاث