أبـواب الكاتب : بدر السماري: الظهران أغلق الباب جيداً خلفي، أنا ذاهب للصلاة يا بني وسأعود حالاً. خرجت وسمعت صوت دوي باب الحديد ينفجر في أذني.. حسناً، حين أعود، سأوصيه ككل يوم بأن يقفل الباب جيداً بهدوء.. في هذه الأيام، يحتاج الأبناء للتكرار كثيراً. • • • حين كنت أخرج للصلاة مع والدي منذ عقدين أو تزيد قليلاً، لم نكن نكترث بإغلاق الباب أبداً.. في واقع الأمر، كان الباب الرئيسي المؤدي للمجلس مفتوحاً طيلة اليوم وموارباً من بعد العشاء حتى الفجر.. عندما نخرج للصلاة، يتوقف الصبية عن لعب الكرة.. نخرج مشياً من منزلنا في أول الطريق حتى نصل للمسجد في آخر الطريق.. نكون اثنان في البدء وطول الطريق يزداد العدد.. يبدأ الجيران في الخروج فرداً فرداً من بيوتهم المفتوحة أبوابها وينضمون إلينا حتى نصل جماعة ونصلي جماعة في المسجد.. كنا نصل ونصلي سوياً كبشرى يقتات فرحنا على سماعها. بعد الصلاة، نجتمع في فناء المسجد.. نطل على بيوت كل الحي قبل أن يُبنى سور للمسجد.. يعود الصبية للعب، وتخرج النسوة إما للتسوق أو للزيارات الدورية.. تدور فناجين القهوة والقصص والقصائد فتغطي الحي بغيمة شفافة تعكس نور القمر على الجباه المتعبة.. بعد بناء السور والبوابة الحديدية، أصبحنا لا نطل ولا نرى بيوت الحي ولا الصبية ولا النساء ولا القمر.. بعد بضع سنوات، أصبحنا لا نجتمع بعد الصلاة، فقط نصلي. • • • كشريط سينمائي، تجول هذه الصور في خاطري وأنا في طريقي للمسجد.. أصبحت أخرج وحيداً وأصل وحيداً.. لا أرى سوى أبواب (القراجات الأتوماتيكية) تفتح وتخرج السيارات للمسجد.. الأبواب الرئيسية قطعاً موصدة وجلها منذ زمن لم تفتح. - أوووه.. وصلت مبكراً للمسجد مرة أخرى والعامل لم يفتح باب المسجد الرجالي بعد بالرغم من حلول الوقت.. نظرت لباب النساء، وجدته كذلك لم يفتح وأظنه لن يفتح إذ أنني لا أراه موارباً سوى في يوم الجمعة ورمضان.. فتح العامل الباب ودلفنا إلى المسجد للصلاة. • • • كنت آخر الخارجين من المسجد.. خرجت وسمعت صوت دوي باب الحديد ينفجر في أذني.. حسناً، عندما يحين موعد الصلاة القادمة، سأحاول أن أوصيه بأن يقفل الباب جيداً وبهدوء.. في هذه الأيام، نحتاج للمحاولة.

المراجع

www.arabicmagazine.com/Arabic/ArticleDetails.aspx?Id=1795موسوعة الأبحاث العلمية

التصانيف

الأبحاث