كل الارقام تشير الى ان نسبة استهلاك المواطن الاردني لمادة السمك الطازج او المجمد لا تتعدى الثمانية بالالف من كمية الغذاء التي يتبادلها بالرغم من الفوائد العديدة والقيمة الغذائية العالية للاسماك.

هذه النسبة في الدول المتقدمة تزيد عن ثمانية بالمئة وترتفع في العديد من مناطق العالم نظرا لتوفر الاسماك وبأسعار متدنية مقارنة بمواد اخرى.

وبالرغم من الجهود الرسمية لتوفير مثل هذه المادة لسد احتياجات المواطنين من البروتين الحيواني الا ان الجهود ما زالت مبعثرة وان الاردن يفتقد الى اقامة مزارع ناجحة لتربية وانتاج الاسماك الطازجة وغياب الاسس العلمية السليمة لضمان الانتاج المكثف واقامة البرك الصناعية او الاستفادة من مياه البحر الاحمر في تربية الاسماك.

وقد كانت البدايات فاشلة وما زالت تتعثر لان معظم الذين يقومون بتنفيذ هذه المشاريع لا تتوفر لديهم الخبرة اللازمة ولا التأهيل ولا التدريب لتربية وتنمية الثروة السمكية في حين ان دولا مجاورة وصلت الى مرحلة متقدمة في هذا المجال.

ان انتاج الاردن من الاسماك حاليا بما في ذلك صيد الاسماك في العقبة لا يتجاوز عشرات الاطنان سنويا وهو لا يكاد يغطي5 بالمئة من احتياجات الاردن من الاسماك والباقي يتم تغطيته من الخارج وبقيمة استيرادية تزيد على عشرين مليون دينار نحن اولى بها ولو اننا عرفنا كيف ننمي هذه الثروة ونزيد من نسبة الاستهلاك اذ ان ذلك سيوفر المئات من فرص العمل والحفاظ على العملة الصعبة ، وتوفير الغذاء المناسب المفيد وتشجيع الاستثمار في هذا المجال.

نقول هذا الكلام ، ونحن نواجه ارتفاعا مستمرا في اسعار اللحوم الحمراء والدواجن سواء من الانتاج المحلي ام المستورد ، وان الزيادة في استهلاك الاسماك بالاضافة الى قيمتها الغذائية العالية سيخفف من استهلاكنا للحوم بانواعها.

لقد قامت العديد من الدول التي تماثلنا في البيئة وشح المياه بتجارب ناجحة في تربية الاسماك وان المردود المالي لاصحاب هذه الاستثمارات كان عاليا ومجديا من الناحية الاقتصادية.

اننا نأمل من وزارة الزراعة وكليات الزراعة في الجامعات الاردنية عقد ورشات عمل لدراسة واقع تربية وتنمية الثروة السمكية في الاردن واقامة مشاريع نموذجية للاحتذاء بها حال نجاحها واختيار الاماكن المناسبة لها صيفا وشتاء.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   أحمد جميل شاكر   جريدة الدستور