نجاح اول سيدة لانتخابات غرف التجارة في المملكة ولأول مرة وحصولها على اعلى الاصوات نعتبره بادرة صحية ومؤشرا على حدوث تغييرات جذرية في تفكير هذه الشريحة الواسعة من التجار ، ويؤكد من جديد ان الانسان الكفؤ هو الاقدر على الوصول الى الموقع اذا ما كانت القاعدة التي تنتجه مسلحة بالمصلحة العامة..وتبتعد عن اية اعتبارات اخرى.

ريم مضر بدران ، اول سيدة اردنية تصل الى هذا الموقع ، وتحتل المرتبة الاولى في عدد الاصوات رغم ان عدد النساء اللواتي يحق لهن التصويت في الانتخابات التجارية كان محدودا ، اي انها نجحت بأصوات الرجال ، وان القطاع التجاري يحسب اموره دائما من منطلق الارباح والخسائر ، لذلك كان دعمه للسيدة بدران على انها كفاءة وطاقة ، وانها من خلال مواقعها السابقة حققت الشيء الكثير وساهمت في التنمية وانها عندما كانت المدير العام لمؤسسة تشجيع الاستثمار ساهمت في حل مشاكل العشرات من المستثمرين ورجال الاعمال والتجار ، رغم ان تحقيق النافذة الاستثمارية الموحدة كان ضربا من الخيال لان كل مسؤول في اية وزارة يرغب بان يتوسط لديه المستثمر ، او يبقى على اتصال معه ، حيث كان يفرض عليه بعض الشروط لانجاز معاملاته آملا ان يوظف احدا من اقاربه او ذويه ، او يقوم بشراء قطعة ارض له لتنفيذ مشروعه.

في الجلسات التي كانت تعقد على مستوى وزاري كانت ريم بدران تدافع عن وجهة نظرها بكل قوة وجرأة ، وتغير الكثير من التوجهات التي لا تتلاءم ومصلحة الاستثمار في البلد وتحريره من اية قيود.

نجاح ريم بدران ، لا نعتبره فوزا ونصرا للمرأة الاردنية فحسب ولكنه نقطة تحول في اختيار الكفاءات القادرة على خدمة القطاع الذي تمثله.

اننا نأمل ان يوظف هذا الانجاز الذي تحقق للمرأة الاردنية ، بان يتم البحث عن العناصر المؤهلة والكفؤة في القطاع النسائي بصورة خاصة ودفعها الى الانتخابات النيابية ، او الانتخابات البلدية ، او لمختلف النقابات المهنية او الطبية او العمالية ، لتكون مقنعة للجميع بعملها وقدراتها ، واننا على يقين بان المستقبل سيحمل معه تغيرات كثيرة وجذرية ، بحيث يتم الانتهاء من تخصص الكوتات النسائية للنواب والبلديات وغيرها ، وتصبح المرأة منافسة للرجل بمؤهلاتها وقدرتها على العطاء والخدمة العامة.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   أحمد جميل شاكر   جريدة الدستور