رغم ان قانون السير ومنذ عدة عقود يضع فيه المشرع مادة صريحة تنص على ضرورة تسهيل مرور سيارات الاسعاف والانقاذ وسيارات الاطفاء الا ان الواقع يشير الى وجود ثغرة كبيرة في التنفيذ وان ذلك يعتمد على سلوك المواطن والسائق قبل ان يكون هناك اي تشريع اونظام اوقانون.
تشعر بالاحباط في بعض الاحيان وانت ترى سيارة الاطفاء وقد توقفت وسط مئات السيارات وان احدا من سائقي السيارات في بداية الشارع اووسطه ، اوقرب سيارة الاطفاء لا يكلفون انفسهم عناء تسهيل مرور سيارة الاطفاء وينتظرون ان يهبط عليهم رجل السير اوسيارة الشرطة حتى ان بعض سائقي السيارات الذين يقومون بالتوجه الى شوارع فرعية لافساح المجال امام سيارة الاسعاف اوالاطفاء بالمرور نرى ان السائقين الاخرين يسدون الطريق ويأخذون مكانهم وتضيع فرصة تقدم سيارة الاسعاف الى الامام.
قبل ايام اصيب احد المواطنين بأزمة صدرية حادة وتم طلب سيارة الاسعاف من احد المستشفيات الخاصة الى منزله وبالفعل تحركت السيارة من جبل عمان الى منطقة اللويبدة ، وبعد وضع المريض في حالة الخطر بسيارة الاسعاف كاد سائقها يفقد اعصابه وهو ينادي عبر ميكرفون السيارة بأن يتم افساح الطريق له رغم الصوت العالي الذي تطلقه سيارة الاسعاف الا ان احدا لم يحرك ساكنا ، وان مثل هذه الحالات المرضية الخطيرة تعتمد على الوقت حيث تقاس حياة المريض بالدقيقة والثانية ، وان هذا المواطن كاد يفقد حياته لولا لطف الله ووصوله الى المستشفى وغرفة الانعاش في اخر اللحظات.
اننا نأمل ان يتم تنظيم حملة اعلامية لتسهيل حركة سيارات الاسعاف والشرطة والانقاذ ، وسيارة الاطفاء وحتى السيارة العادية التي تنقل مريضا الى المستشفى اومصابا بحادث سير.
لوان السائق الذي لا يتجاوب مع نداء وصوت سيارة الاسعاف علم ان والده في هذه السيارة اوان سيارة الاطفاء ستذهب الى منزله المشتعل بالنيران فهل يبقى غير مبال ، ولا يعمل على تسهيل حركة سيارة الاسعاف اوالانقاذ؟، اننا نأمل ان نرتفع جميعا الى اعلى درجات المواطنة وان نتحلى بأعلى درجات الانسانية ونحن نصادف مرور مثل هذه السيارات التي تتحرك لانقاذ مريض اوجريح اواطفاء محل اوبيت.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة أحمد جميل شاكر جريدة الدستور