تشتمل العوامل الكثيرة التي تؤثر في تقدم المخاض على حجم رأس الطفل، وضعية الطفل، شكل اتساع الحوض ومداه، قدرة عنق الرحم على الترقق والانفتاح، قدرتك على الدفع أو الكبس، قدرتك على الدفع أو الكبس وحالتك البدنية.
حجم رأس الطفل
يمكن لرأس الطفل التقولب حسب شكل الحوض وحجمه، وذلك عند مروره خلال المهبل (قناة الولادة)، ويستطيع الرأس القيام بذلك لأن عظام الجمجمة لا تكون مرتبطة ببعضها البعض في هذا الوقت, ولذلك فإن تحرك الرأس بزاوية غير ملائمة قد يؤثر في موقع الانزعاج وشدته، كما قد يؤثر في طول مدة المخاض.
وضعية الطفل
تكون الولادة أسهل ما تكون عندما يكون الطفل في قناة الولادة بوضعية الرأس أولا، بحيث يكون رأس الطفل منثنيا على الصدر مما يجعل القطر الصغير يأخذ زمام القيادة, ولكن قد لا يكون الأطفال دائما في وضع ملائم؛ فقد تكون رؤوسهم أحيانا بوضعية ليست هي الأفضل, وربما كان المجيء مقعديا بحيث تكون الأليتان أو القدمان هما الجزء القادم, وقد يكون الأطفال بوضع جانبي أو يكون المجيء هو مجيء المنكبين أولا.
شكل اتساع الحوض ومداه
يجب أن يكون الحوض – المكون من ثلاثة عظام تشكل حفرة مجوفة – واسعا بحيث يسمح بمرور رأس الطفل من خلاله؛ ولله الحمد، فإن حجم غالبية الأطفال يتطابق بشكل جيد مع حجم أمهاتهم؛ فعلى سبيل المثال، أولئك النساء ذوات الهيكل الصغير غالبا ما يكون أطفالهن ذوي حجم صغير أيضا, كما أن المشيئة الإلهية تساعد بطريقة أخرى أيضا؛ ففي وقت قريب من النضج تفرز المشيمة هرمونا يدعى الريلاكسين relaxin؛ حيث يساعد ذلك الهرمون على إرخاء أربطة الحوض مما يزيد من عرض الحوض, ويجعلك تشعرين كما لو أنك تتهادين في مشيتك في الأشهر الأخيرة من الحمل؛ وتوفر تلك الزيادة في عرض الحوض عادة، بالإضافة إلى تقولب رأس الطفل، مساحة كافية لرأس الطفل للحركة من خلال الحوض.
قدرة عنق الرحم على الترقق والانفتاح
نادرا ما يكون عنق الرحم غير قادر على الترقق (الامحاء) والانفتاح (التوسع), بينما يكون في غالبية الأحيان قادرا على الانفتاح كما هو متوقع, إلا أن سرعة ذلك التوسع تختلف بشكل ملحوظ.
قدرتك على الدفع أو الكبس
بقدر ما يكون الوضع الفيزيائي جيدا بقدر ما يمكن أن تساعد عضلات البطن التي تستخدم لدفع الطفل إلى الخارج في الضغط, لذا قد يكون الكبس أو الدفع أقل فعالية عندما يكون المخاض طويلا وتكون الأم متعبة.
حالتك البدنية
إذا كنت مرتاحة وبصحة جيدة عند بدء المخاض، فإن ذلك يمنحك قوة أكبر في أثناء حدوث التقلصات, ولكن إذا كنت مريضة أو متعبة أو كان الطور المبكر من مخاضك طويلا فلربما تصبحين منهكة القوى عندما يحين وقت الدفع, وقد يؤثر مستوى الطاقة لديك في كل من قدرتك على التعامل مع الألم والتركيز في أثناء المخاض.
وجهة نظرك عن المخاض
عندما يكون لديك نظرة إيجابية إلى المخاض, إضافة إلى كونك تعرفين بشكل عام ما الذي ينتظرك, وتثقين بفريق الرعاية الصحية, بالإضافة إلى كونك قد أمعنت النظر في الخيارات المتاحة لك، فإن ذلك سيجعلك جاهزة للقيام بدور فعال في أثناء المخاض والولادة, بينما غالبا ما تواجه أولئك النساء اللواتي يشعرن بالذعر والخوف أوقاتا أكثر صعوبة؛ وذلك لأن التوتر يؤدي إلى سلسلة من التفاعلات الفيزيولوجية التي تتعيق في النهاية المخاض.
الدعم المقدم من موظفي المستشفى ومدرب الولادة
إن كل الموجودين في غرفة المخاض، كمقدم الرعاية الصحية والممرضات ومدرب الولادة أو أي شخص آخر تحبينه، سيعملون جميعا من أجل تقديم الدعم لك ومن أجل مساعدتك على البقاء في حالة من الارتخاء في أثناء المخاض؛ ومن خلال وجود أولئك الأشخاص ومساعدتهم إياك، فإنهم بذلك يحسنون من مهاراتك الضرورية للتعامل مع المخاض والولادة, وتبقى علاقتك مع فريق الرعاية الصحية الذي يقدم لك الرعاية أمرا ضروريا, كما أن أولئك المهنيين الطبيين – الذين يقدمون لك الشرح عن أسباب القيام بأي عمل ويوضحون الخيارات المتاحة في جو من الدعم والرعاية – يؤمنون لك بذلك راحة البال، ويعززون من فرص حصول تجربة ولادة أكثر إيجابية.
العقاقير
قد تساعد وتعيق المخاض في الوقت نفسه بعض العقاقير المستخدمة في تخفيف الألم, ويعتقد بعض مقدمي الرعاية الصحية أن تخفيف الألم في وقت مبكر يساعد على توفير راحة أكبر وعلى جعلك أكثر استعدادا للعمل القادم, كما أن كونك أكثر استرخاء بسبب تلك العقاقير يساعدك على التركيز في أثناء الولادة؛ أما إذا بطأت تلك العقاقير من المخاض أو أعاقت قدرتك على الكبس، فإن ذلك سيلغي حتما شيئا من فوائدها, وتذكري دائما أنه يمكنك اتخاذ القرار فقط عندما تحتاجين إلى المساعدة بسبب إزعاج المخاض.
كيفية التعامل مع آلام الظهر الناجمة عن المخاض
قد تعاني بعض النساء من ألم شديد ومزعج في الظهر بسبب المخاض، لا سيما في أثناء طور المخاض النشط والطور الانتقالي, وغالبا ما يحدث ألم الظهر عندما يكون الطفل بوضعية غير ملائمة لدى دخوله قناة الولادة, وربما لا يكون مرور رأس الطفل قبالة عظم الذيل tailbone (عظم العجز sacrum) عند الأم هو السبب في ذلك، حيث يمكن القول ببساطة إن بعض النساء يشعرن بتوتر أكبر في ظهورهن من غيرهن من النساء.
ولتخفيف ألم الظهر الناجم عن المخاض:
• اجعلي مدرب الولادة يقوم بتطبيق ضغط معاكس على أسفل ظهرك عن طريق القيام بتدليك تلك المنطقة أو استخدام الأيدي أو البراجم لتطبيق ضغط مباشر.
• قومي بتطبيق ضغط معاكس عن طريق وضع كرة تنس أو شوبك تحت عظم الذيل (العجز)، إذا كنت قد أحضرت أيا منهما معك.
• اطلبي من مدرب الولادة تطبيق ما ترينه مناسبا لك (لأسفل ظهرك) من حرارة أو برودة.
• قد تقومين بالاستحمام وتسليط رذاذ الماء الدافئ على أسفل ظهرك إذا كان ذلك ممكنا.
• ومن أجل المساعدة على تخفيف الألم يمكنك – إذا رغبت بذلك – طلب إجراء تخدير فوق الجافية epidural anesthesia أو تخدير نخاعي spinal anesthesia.
ما الذي يمكنك القيام به كمدرب للولادة
مهما كانت وظائفك الأخرى, وأيا كنت، سواء أكنت أبا منتظرا أم شريكا أم والدا أم شقيقا أم صديقا، فإن دورك كمدرب ولادة يتطلب منك القيام بمساندة الأم المنتظرة جسديا ومعنويا في أثناء المخاض والولادة؛ وفيما يلي بعض الوسائل التي قد تساعد شريكتك خلال كل طور من أطوار الولادة:
أثناء طور الولادة المبكر
القيام بتوقيت التقلصات
قم بقياس الوقت منذ بدء التقلص وحتى بدء التقلص الذي يليه, وحضر سجلا لذلك, ثم استدع مقدم الرعاية الصحية عندما تحدث التقلصات بفاصل قدره خمس دقائق.
المحافظة على هدوء شريكتك
ربما يشعر كلا الشريكين بالبشائر الأولية عند بدء التقلصات, ولا عجب، فتلك هي اللحظة الأعظم والمنتظرة منذ تسعة أشهر, لذا فإن دور الشريك يكمن في المحافظة على رباطة جأش الأم المنتظرة، ويتطلب ذلك أن يبقى الشريك نفسه هادئا قدر الإمكان, حيث يأخذ الشريكان معا نفسا عميقا, ويقومان بتطبيق طرق الارتخاء التي تعلماها في صفوف الولادة؛ فعلى سبيل المثال، لنفترض أن المرأة تقوم بإرخاء عضلاتها أو أنها تحاول التركيز على إرخاء فكها ويديها, عندها يمكن لشريكها القيام بالتدليك اللطيف لظهرها وقدميها ومنكبيها, كما يمكنه بث الطمأنينة فيها عن طريق بعض الكلمات والحركات التي توحي بأنهما مستعدان لاستقبال طفلهما.
المساعدة في صرف انتباه شريكتك
يمكنك اقتراح القيام ببعض الأنشطة كمشاهدة التلفاز أو المشي قليلا، مما يساعد على صرف انتباهكما عن التفكير في المخاض, وقد تكون بعض الدعابات وسيلة رائعة لصرف الانتباه مع الاستمتاع ببعض الضحك عندما يكون الوقت مناسبا.
سؤال الشريكة عما تحتاج
يمكنك سؤال شريكتك عن الأشياء التي تجعلها أكثر راحة عندما لا تكون متيقنا مما يجب عليك فعله, أما إذا لم تكن الشريكة نفسها تعلم ما تحتاجه من أجل راحتها، فعليك القيام بأقصى جهد لتقديم بعض المقترحات التي تظن أنها قد تحسن من حالة شريكتك, ولكن لا تعتمد أيا من تلك المقترحات إذا لم توافق عليها شريكتك أو كانت تركز على التقلصات الحادثة.
إعطاء التشجيع
قدم التشجيع والثناء لشريكتك في أثناء كل تقلصة, وذكرها بأنه مع مضي كل تقلصة ومرور كل ساعة، فإنها تقترب أكثر من مقابلة طفلها, أما الشيء الذي يتوجب عليك عدم القيام به فهو انتقادها والزعم بأنه لا وجود للألم, وتذكر بأنها تحتاج إلى تعاطفك ودعمك حتى إن لم تكن تشتكي.
الاعتناء بالنفس أيضا
يمكنك تناول بعض الوجبات الخفيفة من أجل الحفاظ على طاقتك, ولكن عليك احترام مشاعر شريكتك، فربما لا ترغب أن تراك تأكل أمامها أو لا ترغب أن تتركها في الفترة المخصصة للأكل؛ وفي حال شعورك بالإغماء في أي وقت من المخاض أو الولادة، يمكنك الجلوس ومن ثم إخبار أي شخص من فريق الرعاية الصحية.
أثناء طور الولادة النشط
المحافظة على هدوء الغرفة
عليك المحافظة على هدوء الغرفة قدر الإمكان عن طريق إغلاق الأبواب وجعل الأنوار خافتة, وقد تشعر بعض النساء بالارتخاء عند الاستماع إلى الموسيقى الهادئة في أثناء المخاض.
مساعدة شريكتك في أثناء التقلصات
تعلم كيفية التعرف إلى وقت بدء التقلصة, فمثلا يمكنك سؤال فريق الرعاية الصحية عن كيفية فهم قراءة مرقب الجنين إذا كان مستخدما لمراقبة شريكتك, كما يمكنك وضع يدك على بطن شريكتك والشعور بذلك التضيق الحاصل في الرحم, ومن ثم تنبيه شريكتك عند بدء التقلصة, ويمكنك أيضا تقديم بعض التشجيع عند تفاقم أو تلاشي التقلصة, كما يمكنك التنفس معها خلال تلك التقلصات الصعبة إذا كان ذلك مفيدا لها, وحاول أن تجعلها تشعر براحة أكبر عن طريق تدليك بطنها أو أسفل ظهرها أو باستخدام الضغط المقابل أو أي طريقة أخرى تعرفها.
وعليك الاستماع إلى رغبات شريكتك، حيث أن بعض النساء يفضلن ألا يمسهن أحد في أثناء المخاض؛ وإذا كانت شريكتك تشعر بعدم الارتياح، يمكنك اقتراح تغيير الوضعية أو المشي – إذا كان ذلك ممكنا – للمساعدة على تقدم المخاض, ويمكنك أن تقدم لها بعض الماء أو رقائق الثلج إذا أرادت ذلك, ويمكنك أيضا مسح حاجبيها بقطعة قماش رطبة وباردة إذا كان يعجبها ذلك.
كن محاميا
حاول قدر الإمكان أن تعمل كوسيط بين شريكتك وفريق الرعاية الصحية, ولا تخجل من طرح أي سؤال عن مدى تقدم المخاض أو أي تفسير للإجراءات المستخدمة أو الحاجة إلى استعمال أي نوع من العقاقير, ويمكنك مناقشة مقدم الرعاية الصحية علانية أو في مكان خاص في الخيارات المتاحة من أجل تخفيف الألم عندما تطلب شريكتك استعمال أي منها, وتذكر أن المخاض ليس اختبارا لمدى تحمل الألم, ولا يعني اختيار المرأة لأي من وسائل المداواة المستخدمة لتخفيف الألم أنها قد أخفقت في المخاض.
الاستمرار في التشجيع
غالبا ما تشعر المرأة بالكثير من الإعياء وعدم الراحة، وربما بشيء من الانفعال، عندما تكون في طور المخاض النشط, لذا – وكما هو الحال في طور الولادة المبكر – عليك أن تقوم بدور مساند ومشجع، كأن تقول لشريكتك بعض الأشياء مثل “لقد قمت بعمل جيد في أثناء التقلصات” أو “إنك تقومين بعمل رائع” أو “إنني فخور بك”.
لا تفهم الأمور بطريقة شخصية
قد تقال في أثناء المخاض بعض الأشياء غير المقصودة؛ لذا لا تفسر أنك معني شخصيا عندما يبدو أن شريكتك غاضبة من محاولاتك المتأنية لتوفير الراحة أو عندما لا ترد على أسئلتك, وتذكر أن مجرد وجودك يمنحها شعورا بالراحة, بل ربما يكون ذلك كل ما تحتاجه شريكتك.
أثناء الطور الانتقالي
الاستمرار في مساعدة شريكتك خلال التقلصات
يعد الطور الانتقالي – عندما يتقدم الطفل خلال قناة الولادة – أصعب الأوقات على الأم, وهو الوقت الذي يتطلب منك تقديم الكثير من التشجيع والثناء على شريكتك, كما أن عليك تذكيرها بأن تواجه كل تقلصة بمفردها دون التفكير بغيرها. ويمكنك التكلم أو التنفس معها في أثناء كل تقلصة إذا كان ذلك مفيدا لها, وعليك التنبه إلى أن بعض النساء لا يرغبن أن يوجههن أي شخص عند اشتداد التقلصات, ولا تنس أن تفسح لها عند الحاجة لذلك, واعلم أن بعض الأمور البسيطة كالإمساك بيدها ومراقبتها بالعين أو ببساطة مجرد قول “أنا أحبك” قد تعبر عما تعجز عنه الكلمات الكثيرة.
تقديم حاجات شريكتك على غيرها
عليك أن تبقى متنبها لحاجات شريكتك طوال فترة المخاض والولادة, إذ قد تقوم بتقديم الماء ورقائق الثلج لها – إذا كان ذلك مسموحا – وربما تقوم بتدليك جسمها, أوقد تقترح عليها تغيير وضعيتها في فترات متقطعة, كما تعمل على إطلاعها على مدى تقدم المخاض ومقدار إجادتها في عملها؛ وتذكر أن اعتناءك بها أكثر ضرورة من تسجيل كل ما يحدث على فلم أو من الاتصال بالأصدقاء والعائلة.
أثناء الدفع أو الكبس والولادة
المساعدة على توجيه عمليتي الدفع والتنفس
يساعد استخدامك بعض الإرشادات التي تلقيتها من مقدم الرعاية الصحية أو مما تعلمته خلال صفوف الولادة على توجيه تنفس شريكتك في أثناء قيامها بالكبس, ويمكنك كذلك سند ظهرها أو الإمساك بأحد ساقيها في أثناء قيامها بالكبس؛ واختصارا، يمكن القول إن ما عليك فعله هو أي شيء قد يساعد شريكتك.
ابق على مقربة من شريكتك
قد تحدث الكثير من الأشياء بسرعة عندما يحين وقت الكبس, أو ربما تضطر شريكتك للكبس المتقطع عدة ساعات؛ لذلك، لا تعتقد أنه بمجرد أن تكون شريكتك مستعدة للكبس، تكون مهمتك قد انتهت، حيث يتولى عند ذلك فريق الرعاية الصحية الأمر, بل إن وجودك أمر ضروري، لا سيما عند اقتراب المخاض من الانتهاء.
راقب تقدم شريكتك
يمكنك أن تمسك بمرآة – إذا كان ذلك مسموحا – عند ظهور رأس الطفل (حدوث التوجان) حتى ترى شريكتك بنفسها مدى التقدم الحاصل, أو يمكنك أن تخبرها بمقدار ما ولد من الطفل.
قطع الحبل السري عند الرغبة
لا ترتعب إذا أتيحت لك فرصة قطع الحبل السري، حيث أنك ستعطى تعليمات واضحة من قبل مقدم الرعاية الصحية عما ستقوم به, ولكن لا تعتقد أنك مكره على القيام بذلك إن لم تعجبك الفكرة.
بعد المخاض والولادة
الاحتفال
استمتع بتوثيق العلاقة مع طفلك الجديد عند وصوله, ولكن لا تنس أن تقدم لشريكتك بعضا من عبارات الثناء المستحقة, وأن تهنئ نفسك أيضا على إتمام تلك المهمة بشكل جيد.
 

المراجع

موقع طبيب

التصانيف

طبيب  العلوم التطبيقية  الطبي