يبدو ان دائرة الحراج التابعة لوزارة الزراعة لم تعد قادرة على القيام بالحد الادنى من واجباتها ، وان معظم المناطق تشهد تراجعا في المحافظة على الثروة الحرجية والتي كانت قبل عقود من اولى الاولويات.

بعد ايام نحتفل بعيد الشجرة ، وتطلع علينا وزارة الزراعة وادارة الحراج باعداد الاشتال التي ستقوم بزراعتها في مناطق مختارة ، بما في ذلك موقع الاحتفال الرئيسي في محافظة العاصمة والتي تقدر عادة بمئات الالاف من الاشتال.

وبدراسة معمقة لاعداد الاشجار التي تمت زراعتها خلال العقدين الماضيين فقط ، والتي تقدر بملايين نجد ان اعداد الاشجار التي كتبت لها الحياة لا تزيد في اي حال من الاحوال عن عشرين الى ثلاثين بالمئة من الكمية المزروعة ، ولهذا اسباب عديدة تبدأ بسوء اختيار المنطقة التي سيجري بها الاحتفال والتي تكون غير صالحة للزراعة ، مثال ذلك مئات الدونمات التي زرعت بمناسبة اعياد الشجرة حول منطقة مطار الملكة علياء الدولي ، والتي لم يكتب الحياة الا للاشجار التي تمت زراعتها قرب المطار وباشراف مباشر من ادارة المطار.. وليس من وزارة الزراعة ، ودائرة الحراج والتي عجزت عن توفير الرعاية ومبادىء الري لهذه الاشتال لتنمو وتحول الاراضي المحيطة بالمطار الى واحة خضراء.

وفي العديد من المناطق التي تم اختيارها للاحتفال بعيد الشجرة في الاعوام الماضية سواء في محافظات الجنوب ، وعند جامعتي مؤتة والحسين بن طلال ، وفي محافظة المفرق ، وغيرها كانت نسبة الاشتال التي لقيت العناية حتى نمت واصبحت في عداد الاشجار وتشكل جزءا من الثروة الحرجية لا تزيد عن عشرين بالمئة ، وهذا يجعلنا نتساءل عن اسلوب عمل دائرة الحراج ، وهل ينتهي دورها عند زراعة الاشتال وانتهاء الاحتفال بعيد الشجرة والتقاط الصور التذكارية ام ان لديها الخطط للعناية المستمرة بهذه الاشتال والاشجار؟ ولماذا لا تقوم بتسليم قطع الاراضي التي يتم زراعتها بالاشتال الى الجهات التي يمكنها متابعة العناية بها؟ وما دور كليات ومعاهد الزراعة وحتى مؤسسات المجتمع المدني في متابعة العناية بالاشجار.

كان مطوف الحراج في الماضي يقوم بواجبه على اتم وجه ، ويمنع الرعي ، او الاعتداء على الاشجار ويحيل الى المحاكم ، ويوجه رجال الشرطة الى اي مكان يتم اقتلاع شجرة منه بينما نجد ان مطوف الحراج ومن ورائه دائرة الحراج لا يتابعون عمليات تكسير الاشجار واستعمالها كوقود في الشتاء حتى ان خسائرنا من هذا الامر تقدر بمئات الاطنان سنويا ، وان الثروة الحرجية التي عملنا على تنميتها خلال الخمسين عاما الماضية مهددة بالخطر.

وموضوع الثروة الحرجية ، ومتابعة العناية بالاشجار التي يتم زراعتها في اعياد الشجرة يجب ان تحتل الاولوية لدى المسؤولين في وزارة الزراعة وان تكون هناك استراتيجية واضحة المعالم ، وان يتم وضع حد لكل من يستهتر بالشجرة او يعرض ثروتنا الحرجية للحرائق او الاقتلاع والنهب.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   أحمد جميل شاكر   جريدة الدستور