أحسن المجلس الأعلى للسكان بإصداره وثيقة سياسات الفرصة السكانية في الأردن كإحدى الوثائق الوطنية لإستشراف المستقبل.
بإختصار بسيط تعني عبارة "الفرصة السكانية" أن الأردن مقبل على تحول ديمغرافي في التركيبة العمرية للسكان ، حيث تصبح الفئة القادرة على العمل والإنتاج هي الشريحة الأوسع من المجتمع بما يقارب نحو سبعين بالمئة ، حيث يبلغ ذروته في عام ,2030
الفئة القادرة على العمل كما تقول الوثيقة تتراوح أعمارها من 15 64 سنة بينما يشير الواقع الحالي الى تدني نسبة المنتجين مقارنة مع نسبة المعالين من الصغار ، وكبار السن.
وثيقة الفرصة السكانية ستؤتي ثمارها الأولى بداية عقد الثلاثينات إذ ستدخله ذروة التحول الديمغرافي حين تتجاوز نسبة من هم في سن العمل من سكانه نسبة المعالين منهم بدرجة كبيرة حيث سيكون حوالي سبعين بالمئة من سكان الاردن في سن العمل بينما ستنخفض نسبة الاطفال بين السكان من %36 حاليا الى %25 بحلول عام 2030 والى %22 في منتصف القرن الحالي في حين لا تتجاوز نسبة كبار السن 10 بالمئة في عقد الخمسينات.
الفرصة السكانية ستمنحنا منافع عديدة تدفع بمعدلات نموه الاقتصادي بالارتفاع وان التاثير سيكون ايجابيا في مستوى معيشة المواطنين ويسهم في ارتفاع دخل الاسرة ومستوى الادخار لديها إضافة الى اتاحة مصادر اضافية لتمويل المشاريع الاستثمارية نتيجة ارتفاع مستوى المدخرات الخاصة وبالتالي زيادة حجم الاستثمار المحلي.
إن عدم إستثمار الفرصة السكانية ستصاحبها تأثيرات سلبية على الحالة الإقتصادية والإجتماعية تكمن في زيادة معدلات البطالة والفقر ، وزيادة معدلات الإعالة.
إننا نامل من جميع الوزارات والدوائر الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني الأستعداد للإستفادة من هذه الفرصة السكانية وجني ثمارها عن طريق تنفيذ السياسيات الخاصة بمختلف المجالات.
المجلس الاعلى للسكان مطالب بالتركيز المباشر على نشر التوعية اللازمة وفق خطة اعلامية مدروسة تشمل كل الوسائل المتاحة وذالك بهدف ايصال ما ورد في استراتيجية الوطنية للفرصة السكانية الى كافة شرائح المواطنين ، واننا بحاجة الى خطاب اعلامي متطور وبأدوات عصرية يمكنها الاحاطة بكافة زوايا الموضوع وعدم حصره بقضية الصحة الانجابية فقط واننا نذكر كيف استطاع التلفزيون الاردني من خلال حلقات "حتى لا ننساكم" ان يحدث تغيرات في بعض مفاهيم الثقافة المجتمعية حول العديد من القضايا السكانية والمعوقين والصحة الانجابية من خلال استفتاءات التي جرت قبل وبعد كل حلقة.
"الفرصة السكانية" يجب ان تجد الدعم المالي اللازم لايصال مفهوم الى كل مسؤول وكل مواطن اينما كان وان تكون للمدرسة والجامعة والمدرسة وللمسجد وللكلمة المكتوبة والمسموعة والمرئية النصيب الاوفر في شرح ابعادها.
والفوائد التي ستنعكس على الوطن والمواطن اذا ما تم الاستفادة من هذه الفرصة السكانية كما حدث في بعض الدول في شرق اسيا وفي مقدمتها ماليزيا.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة أحمد جميل شاكر جريدة الدستور