تخفيض رواتب الوزراء بمعدل عشرين بالمئة ، نعتبره البداية العملية للتوجه الحكومي لضغط النفقات ، ومواجهة الأوضاع الاقتصادية الصعبة. لكن هذا الامر يجب ان يتبعه خطوات اخرى قد تكون صعبة لكن لا بد من اتخاذها الان او في المستقبل.

بداية لا يجوز وتحت اي ظرف من الظروف منح كل من تم اختياره نائبا في المجالس النيابية السابقة راتبا تقاعديا يزيد عن الف وخمسمئة دينار شهريا حتى ولونجح في انتخابات تكميلية اوان المجلس لم يتم دورته في اربع سنوات.

هذه الرواتب التقاعدية وبحسبة بسيطة تبلغ نحوعشرة ملايين دينار سنويا ، يضاف لها قيمة التأمين الصحي الذي يحصل عليه النائب السابق وان هذه العطايا لا توجد في دول اخرى ، حتى ان عضوالكونغرس الامريكي اوالنواب البريطاني يحصل على كافة امتيازاته ورواتبه خلال الدورة التي يعمل فيها وليس له اي راتب تقاعدي ، لان كل نائب منهم يعود الى مصدر عمله السابق قبل انتخابه ، وهذا ما يجب تطبيقه عندنا.

من ابواب تخفيض النفقات وقف هذا الهدر الكبير بالاموال نتيجة الاحالات على التقاعد المبكر وفي مختلف الدوائر الرسمية والحد من التوسع في الوظائف والقضاء تدريجيا وعلى مدى السنوات القادمة على ظاهرة الترهل الوظيفي.

بند الاثاث والسيارات ما زال يحتل عندنا مكانة من الانفاق العام ، وانك تصاب بالذهول عندما تسمع بان مكاتب المسؤولين تستورد في معظمها من الخارج وبمبالغ طائلة ، في الوقت الذي يمكن فيه الزام جميع الوزارات والدوائر الحكومية ، بشراء الاثاث المحلي وحتى تكليف مؤسسة التدريب المهني ، التي اثبتت منتجاتها تفوقا ، في مجال صناعة الاثاث المكتبي ، وان الذين يتعاملون مع هذه المنتجات من مكاتب وخزائن وطاولات ومقاعد يدركون انها من النوعية الجيدة واننا بذلك ندعم الصناعة المحلية ونضع حدا للانفاق غير المبرر على شراء الاثاث المستورد.

موضوع السيارات الحكومية لا بد من ضبطه ايضا ووضع حد لشراء المزيد من السيارات الحديثة والمكلفة ايضا عند الصيانة ، الامر الذي يتطلب انشاء كراج موحد لصيانة وتصليح السيارات الحكومية وباشراف مؤسسة التدريب المهني ، بعد توفير الكوادر اللازمة.

الهدايا التي تقدم للوفود التي تزور الاردن يجب ان تكون من الصناعات الاردنية التقليدية وليس من المنتجات الاجنبية ، حتى ان مركز السلط للحرف التقليدية استطاع ان يعرض منتجاته في احد( المولات) التجارية الكبيرة والتي وجدت اقبالا من السياح والزوار للحصول على هدايا تذكارية لدى عودتهم الى بلادهم ، كما يمكن حصر الهدايا التي تحملها الوفود الرسمية ، في زياراتها الى الخارج بالصناعات التقليدية المختلفة من خشب وموزاييك واملاح البحر الميت كما فعلت مؤسسة الموانئ التي حصرت هداياها بمنتجات العقبة فقط وخاصة الزجاجات الرملية الملونة.

نخسرعشرات الملايين من الدنانير سنويا نتيجة الفاقد من مياه الشرب والتي تزيد عن اربعين بالمئة ، كما نخسر مبالغ كبيرة نتيجة الهدر الكبير في استهلاك الطاقة والمياه.

ضبط النفقات له ابواب كثيرة ، لكننا قدمنا بعض الامثلة عليها وشكرا لمجلس الوزراء الذي بدأ بنفسه في اجراءات التخفيض على رواتب اعضائه ، لكننا نامل ان تكون هناك المزيد من الخطوات الأخرى وفي كل الاتجاهات.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   أحمد جميل شاكر   جريدة الدستور