ازمات السير الخانقة في العاصمة تعود اسبابها في احيان كثيرة الى الحوادث المرورية التي تقع بين السيارات والتي تكون في معظمها طفيفة ، ولا ينجم عنها الا اضرار محدودة بين المركبتين ، حيث يصر سائق كل حافلة على الوقوف في مكانه بانتظار شرطي السير ، لتكون المفاجأة ان طابوراً طويلاً من السيارات قد توقف في مكانه وان رجال السير الذين حضروا الى مكان الحادث يبذلون جهوداً كبيرة في تسيير حركة المرور بعد ابعاد المركبتين المتسببتين بالحادث من وسط الشارع وإن إعادة الاوضاع الى طبيعتها قد يستغرق اكثر من نصف ساعة تضاف الى الوقت الذي ذهب اثناء الحادث وبعده.

لقد نبه رجال السير ولمرات كثيرة كل الذين يرتكبون الحوادث المرورية بأن يقوموا بتحريك السيارات التي تتعرض للاصطدامات فيما بينها لافساح المجال لحركة المرور وتفادي حدوث اختناقات مرورية.

اطراف الحادث المروري يعتقدون بأن تحريك السيارتين من مكانهما قد يضيع على رجل المرور معرفة المتسبب الحقيقي للحادث ، في الوقت الذي يتناسون فيه بأن وصف الحادث والمشاهدة الحسية للافراد لا تجعل مجالا للتخمين وتأتي نتائج "الكروكة" مطابقة للواقع.

هذا الأمر يحتاج الى المزيد من التوعية بحيث تكون الاولوية القصوى بعد وقوع الحادث المروري هو ضمان استمرارية حركة السيارات وتفادي حدوث ازمة واختناقات مرورية او حتى وقوع حوادث أخرى على خلفية الحالة السابقة ، وان رجال السير سيقومون بتحرير مخالفات للسائقين المتسببين بالحادث نتيجة عرقلة المرور اذا لم يتم نقل السيارتين من وسط الشارع الى طرفه وان تكون هناك حملة اعلامية واسعة لترسيخ هذه المفاهيم وتحت طائلة المسؤولية.

اننا نتطلع الى تغير الاسلوب المتبع في الحوادث الذي تتسبب باضرار مادية بالغة او ان تكون هناك اصابات جسدية اما باقي الحوادث العادية والتي تقتصر على الاضرار بالسيارات والتي تشكل اكثر من سبعين بالمئة من الحوادث فان تحديد المتسبب يجب ان يتم عن طريق شركات التأمين.

هذا الموضوع نأمل دراسته فهو متبع في العديد من دول العالم وله إيجابيات كثيرة اهمها تفرغ رجال السير الى مهامهم الاساسية في تسهيل الحركة المرورية ووضع حد لمرتكبي مخالفات السير.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   أحمد جميل شاكر   جريدة الدستور