في الوقت الذي يصعب على الخريجين من الجامعات ، والباحثين عن الوظائف إيجاد فرصة عمل في القطاع الحكومي ، حيث يعلن ديوان الخدمة المدنية عن وجود أكثر من 130 ألف طلب لديه دون أن يتمكن من تعيينهم ، ينبري القطاع الخاص وبقوة لفتح آفاق جديدة أمام الشباب لإيجاد هذه الفرصة ، دون البحث عن واسطة ، أو اللجوء الى أية وسائل أخرى للحصول على الوظيفة ، فكرة الحصول على العمل أو الوظيفة لم تعد مقصورة على الجهات الرسمية الأخرى التي تعمل في هذا المجال ولم يعد الخريج أو الباحث من العمل مضطرا للوقوف على قائمة الانتظار سنوات وسنوات لحين صدور اسمه في الصحف اليومية أو على اللوحات الداخلية لدورات التوظيف التقليدية ، فقد أصبح بالإمكان ليس فقط الوصول الى جميع قطاعات سوق العمل في موقع المنشأة أو مكاتب الشركة الموظفة بل أصبح بالإمكان جمع العديد من الشركات والمشغلين في مكان واحد وفتح باب المجال للباحثين عن العمل للالتقاء بالمسؤولين عن التوظيف فيها.

بالأمس وبرعاية رئيس الوزراء تم افتتاح معرض إنجاز الثامن للوظائف والتدريب ، والذي يعمل على تهيئة الفرصة أمام الشباب الأردني للحصول على الوظيفة وذلك من خلال الربط المباشر بين الخريجين والباحثين عن وظائف وبين سوق العمل بالإضافة الى توفير خدمات تساعد الباحثين عن العمل على تطوير مهاراتهم وزيادة فرصهم في الحصول على الوظائف التي يبحثون عنها.

مثل هذه اللقاءات المباشرة من شأنها أن تهيء كل الظروف المناسبة لجعل المؤسسات والشركات الخاصة أكثر قدرة على اختيار الأشخاص المناسبين لها لإملاء الوظائف.

كم كان سرور الذين حصلوا على الوظائف بالأمس كبيرا لأنه تم دون أية واسطة.

أكثر من ثمانين شركة بينها شركات كبيرة وضعت قوائم بفرص العمل لديها ، من وظائف إدارية وفنية. فيما كان مندوبو هذه الشركات يستقبلون الباحثين عن العمل.

وإن مؤسسة (إنجاز) القائمة على المعرض وفرت الكوادر اللازمة لتدريب طالبي العمل على تعبئة النماذج وما يتعلق بفنون المقابلات الشخصية.

لقد وجد آلاف الخريجين فرص العمل عندما تم إقامة معارض التشغيل السابقة أو تلك التي أقيمت في جامعاتهم وحضر اليهم أصحاب الشركات واختاروا مباشرة ما يحتاجونه من مهندسين ومحاسبين وخريجي المعلوماتية ، وحتى أصحاب المدارس الخاصة حضروا الى هذه الجامعات وتعاقدوا مباشرة مع أعداد من الخريجين لتدريس اللغات والعلوم المختلفة.

لقد كانت فرصة نادرة للمعوقين بالأمس ولأول مرة أن يحملوا معهم شهاداتهم ويذهبوا الى هذا المعرض شأنهم شأن أي باحث عن العمل وليتم فعلا اختيار العديد منهم ، لكفاءتهم وقدرتهم على العمل وليس من باب الشفقة أو نظرة الإحسان لهذه الفئة.

إننا نتطلع الى المزيد من هذه المعارض والتي نأمل أن تنتقل إلى مدن أخرى وأن يفتح المجال امام المؤسسات والشركات العربية للمشاركة في هذه المعارض وأن تتصل مباشرة مع الباحثين عن العمل.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   أحمد جميل شاكر   جريدة الدستور