المكرمة الملكية السامية بإعادة هيكلة رواتب القوات المسلحة والاجهزة الامنية تاتي في غمرة احتفال المملكة بالعديد من المناسبات الوطنية وفي مقدمتها عيد الاستقلال ويوم الجيش والثورة العربية الكبرى ، وذكرى جلوس جلالة الملك على العرش.

لقد كانت هذه القوات والاجهزة الامنية محط اهتمام ورعاية القيادة الهاشمية على مر العقود الماضية وانها حظيت بأعلى درجات الرعاية منذ تسلم الملك عبد الله الثاني المسؤولية قبل اكثر من عشر سنوات ، وان جلالته وهو رفيق السلاح ، يعرف تفاصيل دقيقة عن الواقع المعيشي للجنود ووضباط الصف والضباط ، وانه رغم كل الظروف الاقتصادية الصعبة ، والاوضاع المالية ، والاستمرار في ارتفاع ارقام العجز في الميزانية الا ان ذلك لم يكن حائلا امام القائد الاعلى للقوات المسلحة للاستمرار في تحسين اوضاع العسكريين ، وعائلاتهم ، من خلال اعادة النظر بسلم الرواتب الاساسية والزيادة السنوية لجميع الرتب ، وبما يحقق لمنتسبيها الحياة الكريمة التي تتناسب مع حجم عطائهم وتفانيهم في اداء واجباتهم ومسؤولياتهم تجاه الوطن .

هذه المكرمة تضاف الى مكارم الهاشميين في توفير التامين الصحي للعسكريين العاملين والمتقاعدين وعائلاتهم وان اكثر من مائة مليون دينار تنفق وان مدينة الحسين الطبية والمستشفيات العسكرية الاخرى تقف شاهدا على حجم الخدمات الصحية المتميزة والتي تكتسب في هذه الظروف اهمية خاصة وتخفف من وطأة الاوضاع الاقتصادية وتكفل اعلى درجات الرعاية الصحية لأكثر من مليون مستفيد .

توفير المقاعد الدراسية في الجامعات لأبناء القوات المسلحة ، واقامة المشاريع الاسكانية ومنح القروض لغايات البناء وبدون فوائد وتخصيص سيارات للضباط والمتقاعدين وبدون جمارك وغيرها من خدمات تربوية وثقافية واجتماعية وفي مقدمتها مدارس القوات المسلحة كلها تجسد حرص جلالة الملك على ايفاء هؤلاء الساهرين على امن الوطن والمواطن حقهم في ان يكونوا بالمستوى المعيشي اللائق .

هذه المكرمة تاتي تقديرا لعطاء منتسبي القوات المسلحة والاجهزة الامنية وادراكا لطبيعة المهام والواجبات التي يقومون بها ، حيث تمت المحافظة على كافة الحقوق والمكتسبات لهم من خلال قانون الضمان الاجتماعي والذي تم تعديله مؤخرا والذي يشمل من هم على راس عملهم اوممن سيلتحق مستقبلا بهذه الاجهزة حيث الاستمرار بتسوية الحقوق التقاعدية وبما هومعمول به حاليا كما ان قرارات اخرى ستتخذ حول استحقاق المعلولية من قبل اللجان الطبية العسكرية الخاصة .

لقد ارست هذه المكرمة السامية في نفوس فرسان الجيش العربي الراحة والاستقرار ، ووفرت لهم الامن الاجتماعي والوظيفي ورفعت وعززت الروح المعنوية لديهم فتميزوا بعطائهم وولائهم واخلاصهم للعرش الذي يسيجونه باهداب العيون .

سيبقى الاردن قويا منيعا وعصيا على الطامعين وقلعة للمحبة والحرية والعطاء والتسامح وانه رغم كل التحديات لم يغيب ابناء القوات المسلحة والاجهزة الامنية عن وجدان وضمير قائد الوطن وان يكون تحسين اوضاعهم المعيشية هاجسه على الدوام .


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   أحمد جميل شاكر   جريدة الدستور