من غير المعقول أن تتجاهل العديد من الوزارات والدوائر الحكومية والمؤسسات العامة وحتى الخاصة مطالب المعوقين في حياة كريمة يكفلها لهم الدستور الأردني وكافة القوانين ، وأن يكون هناك ممارسات خاطئة بحقهم.
إحدى الكفيفات اللواتي يحملن درجة الدكتوراه وتقوم بالتدريس تتحدث عن صعوبات كثيرة تواجه المعوقين ليس من حيث توفر التسهيلات البيئية أوالبرامج في المدرسة أوالحصول على الرعاية الصحية فتقول إنها تعاني معاناة كبيرة عندما تتسلم راتبها الشهري من البنك حيث يطلب منها أن تقوم بالتعريف عن نفسها من خلال شاهدين لا صلة لهما بها.
هذه الكفيفة تقدم بطاقتها الشخصية الصادرة عن دائرة الأحوال المدنية ومثبت عليها صورتها ، لكنها لا تستطيع استلام راتبها إلا من خلال معرفين اثنين ، وهذا ما يتنافى مع الحد الأدنى لحقوق الإنسان.
هذه البنوك تمتنع أيضاً عن إصدار بطاقة الصراف الآلي بحجة المخاوف من سرقة هذه البطاقة بينما الأمر ينطبق على أي إنسان سواء كان كفيف أوغير كفيف ، وهذا أمر لا يمكن تبريره بحجة المحافظة على حقوق المعوق أوالكفيف.
أحد المكفوفين يقول أنه فوجئ بقرار من إحد البنوك بعدم الموافقة على منحه قرضاً رغم انه موظف في إحدى الدوائر الحكومية وكان التبرير المؤلم بأن أدارة البنك ترى أن إمكانية وفاة المعوق أكثر من غيرة وبالتالي فأنها لن تغامر بمنحة القرض.
مدير يحمل درجة الدكتوراه ويعمل في أحدى المؤسسات الرسمية أصيب بحادث سير الأمر الذي جعله يستعمل المقعد المتحرك حيث فوجئ بموظف في إحدى شركات الطيران في مطار الملكة علياء الدولي يمنعه من صعود الطائرة لأنة يجب أن يكون له مرافق ، هذا المدير ابلغ الموظف بأنه لا يمكنه إصطحاب أحد معه لأنه متوجة إلى نيويورك لحضور مؤتمر دولي يتعلق بحقوق المعوقين وأنه لا يستطيع الحصول على التأشيرة بسهوله لأي شخص يرافقه ، أوأن يلتزم بتسديد نفقات سفره.
هذا الأمر وصل إلى مراجع عليا إلى أن تمت الموافقة على سفرة بعد أن تعهد أحد الركاب بأن يكون مرافقه على الطائرة.
أسراء طالبة حقوق متفوقة في جامعة مؤتة بمستوى السنة الأولى حصلت على معدل %93 في الثانوية العامة ولديها إبداعات متعددة منها الخطابة والشعر ، لكنها كفيفة ، تقدمة إسراء بطلب إلى المعهد القضائي حيث تكون ضمن برنامج قضاة المستقبل والذي يتيح لمتفوقين الثانوية العامة الدخول فيه والدراسة في الأردن أوفي الخارج على نفقة وزارة العدل إضافة إلى إيفاد أوائل الجامعات في الحقوق لإكمال دراستهم في الخارج وثم العودة للدراسة في المعهد لتأهيلهم كقضاة.
المعهد رفض طلب إسراء بحجة إنها كفيفة ولا أدري على ماذا استندوا في رفضهم ذلك حيث لا يوجد أي نص قانوني يمنع إسراء من أن تكون مشمولة بهذا البرنامج.
إننا نتطلع إلى المزيد من الوعي وعلى كافة المستويات على اعتبار أن المعاق هو إنسان يتمتع بكافة الحقوق والواجبات وأن يتم إزالة كل العقبات من أمام المعوقين بما في ذلك حصولهم على حقهم في الوظيفة خاصة وهناك أعداد كبيرة من المعوقين من حملة الدكتوراه والماجستير ولديهم القدرة على ممارسة عملهم بكفاءة عالية.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة أحمد جميل شاكر جريدة الدستور