يتغير القلب والأوعية الدموية مع التقدم في السن، حتى ولو لم يساهم في ذلك مرض معين. فتصبح عضلة القلب أقل مرونة ويتراجع أداؤها في ضخ الدم، فتبذل جهدا أكبر للقيام بالعمل نفسه. ومن شأن القلب أن يتقلص ويقل وزنه بعض الشيء عما كان عليه في سن الشباب. وقد يطرأ أيضا بعض النقص في عدد الخلايا الناظمة التي تتحكم بحركة القلب.
وتحدث هذه التغييرات في الجهاز القلبي الوعائي تدريجيا. ولكن بالرغم من ذلك، يظل القلب قادرا على تأمين حاجات الجسد. بينما تضعف قدرته على تخطي الإصابات أو مواجهة الحاجات المفاجئة التي تطرأ نتيجة للإجهاد أو المرض.
اعتلال الشريان التاجي
تقل مرونة الأوعية الدموية أيضا مع التقدم بالسن. فمن شأن الرواسب التي تتراكم على جدران الأوعية وهي حالة تعرف باعتلال الشريان التاجي (التصلب العصيدي)، أن تضيق ممرات الأوعية. ويساهم الغذاء غير المتوازن وعامل الوراثة وقلة الحركة وارتفاع ضغط الدم والتدخين في تسريع هذه العملية.
الخناق والنوبة القلبية
تحرم الأوعية الضيقة القلب من الأكسيجين وقد ينجم عنها ألم يعرف بالخناق، يتمثل بألم أو ضغط في الصدر وألم في العنق أو الفك أو الذراع. وفي حال انحصر الأكسيجين عن القلب لأكثر من ساعتين أو ثلاث، يبدأ نسيج عضلة القلب بالموت لحرمانه من الدم. وتسمى هذه الحالة طبيا الاحتشاء العضلي القلبي أو ما يعرف بالنوبة القلبية.
قصور القلب الاحتقاني
قد لا يدرك البعض بأنهم يعانون من مشكلة في القلب حتى تظهر عليهم أعراض قصور القلب الاحتقاني – وهو عبارة عن تعب شديد مصحوب بإجهاد وضيق في التنفس، خاصة عند الاستلقاء. وتنجم هذه الحالة عن ضعف مزمن يصيب القلب الذي يعجز عن ضخ الدم والاستجابة إلى حاجة الجسد منه. وهي غالبا ما تصاحب المراحل المتقدمة من اعتلال الشريان التاجي.
ارتفاع ضغط الدم
عند اقتران قلة مرونة الأوعية الدموية باعتلال الشريان التاجي، يضطر القلب إلى بذل مجهود أكبر لضخ الدم عبر شبكة أقوى من الأوعية. ومن شأن هذه الحالة أن تسبب ارتفاعا في ضغط الدم، مما يدفع القلب إلى العمل بجهد أكبر أيضا. ويمكن لارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل أن يتلف الأوعية الدموية أو الكليتين أو القلب أو الدماغ متسببا بوفاة المصاب. ولسوء الحظ، نادرا ما تظهر أية علامات أو أعراض لهذا المرض.
أعراض النوبة القلبية
تورد المؤسسة الأميركية لعلاج أمراض القلب العلامات التحذيرية التالية التي تنبئ بالنوبة القلبية، علماً أن المصاب قد يشعر بها جميعاً وأن الأعراض قد تظهر وتختفي. اطلب المساعدة الطبية إن عانيت من أي من هذه الأعراض.
● انزعاج ناجم عن ضغط أو امتلاء أو ألم عاصر في وسط الصدر، يدوم لأكثر من بضع دقائق.
● ألم يمتد إلى الكتفين أو الفك أو العنق أو الذراعين.
● ضيق في التنفس أو دوار أو إغماء أو تعرق.
لا تهدر الدقائق الثمينة التي قد تنقذ حياتك خوفاً من أن تكون الأعراض مجرد إنذار كاذب. اطلب رقم الطوارئ لاستدعاء الإسعاف. وفي أثناء ذلك، اجلس أو تمدد وتنفس ببطء وعمق وامضغ حبة أسبيرين ما لم تكن تعاني من تحسس تجاهه. فالأسبيرين يرقق الدم وقد أثبت فاعليته في خفض معدل الوفيات الناجمة عن النوبات القلبية بشكل ملحوظ.
العناية الذاتية
إن اعتلال القلب وارتفاع ضغط الدم لا يؤديان إلى الوفاة بالضرورة،. بل بوسع المصاب اتخاذ بعض التدابير للوقاية منهما أو التعامل معهما.
تعرف على عوامل الخطر
من شأن ارتفاع معدل الكولسترول في الدم والسكري والتدخين والسمنة فضلا عن قلة الحركة والتاريخ العائلي أن تضاعف خطر الإصابة باعتلال القلب وارتفاع ضغط الدم. وفي سن الخامسة والستين يتعادل احتمال الإصابة لدى الرجل والمرأة، بينما يعتبر السود أكثر عرضة للمرضين من البيض أو ذوي الأصول الإسبانية أو الأميركيين الآسيويين.
مارس الرياضة
يمكن للرياضة الهوائية، كركوب الدراجة المتعب أو السباحة أو المشي أو الهرولة، أن تخفض من معدل كولسترول البروتين الشحمي الخفيض الكثافة أو “الضار” وثلاثي الغليسيريد (أو الشحم)، بينما ترفع من معدل كولسترول البروتين الشحمي الرفيع الكثافة أو “النافع”. كما تساعد أيضا على مضاعفة قدرة القلب على ضخ الدم وإبقاء ضغط الدم ضمن المستوى الطبيعي. وتقلص التمارين الهوائية خطر الإصابة بالتصلب العصيدي.
أقلع عن التدخين
فالتدخين يرفع ضغط الدم ويضاعف خطر الإصابة باعتلال القلب مرتين على الأقل.
حافظ على وزن صحي
إن التخلص من الوزن الزائد يساعد على تقليص خطر الإصابة بالنوبة القلبية وارتفاع ضغط الدم
قلل من الملح في الطعام
فالصوديوم الموجود في الملح والأطعمة المالحة يدفع الجسد على حبس السوائل مما قد يرفع ضغط الدم. حاول بالتالي الحد من كمية الصوديوم على أن لا تتعدى 2,400 ملغ يوميا، أي ما يعادل ملعقة صغيرة من ملح الطعام.
تناول أطعمة صحية
ويعني ذلك تقليص استهلاك الدهون والكولسترول والإكثار من الفواكه والخضروات. تناول أيضا أطباقا غنية بحمض الفوليك، كالخضروات الورقية الخضراء والفواكه الحمضية والخضروات المجففة والفول السوداني والحبوب.
استعن بالأدوية
فثمة مجموعة منوعة من الأدوية التي تساعد على الحد من مضاعفات اعتلال القلب وارتفاع ضغط الدم. إذ أظهرت الدراسات أن تناول حبة واحدة من الأسبيرين في اليوم يقلص خطر النوبات القلبية ولكن يستحسن استشارة الطبيب أولا لتعرف إن كان الدواء ملائما لحالتك. وفي حال كانت الأدوية غير كافية للسيطرة على حالات اعتلال الشريان التاجي، قد يقترح الطبيب إجراء عمليات جراحية لإعادة تكوين الأوعية وزيادة تدفق الدم إلى القلب، كجراحتي المجازة والرأب الوعائي.

المراجع

موقع طبيب

التصانيف

طبيب  العلوم التطبيقية  الطبي