بالرغم من ظنك بأن عظامك ما زالت محافظة على صلابتها وقوتها وأنها لم تتغير، فإنها تمر في الواقع بتجدد مستمر وتستجيب لما يطلب منها. وتبلغ العظام كتلتها القصوى بين الخامسة والعشرين والخامسة والثلاثين. أما في السنوات التالية فتبدأ بالتراجع تدريجيا حجما وكثافة. ومن نتائج هذا التقلص أن طول الجسد يقل، بينما تصبح العظام أكثر هشاشة وعرضة للكسور.
والمشاكل المتعلقة بالعظام والمفاصل هي من النوع المزمن إجمالا الذي يتفاقم مع مرور الوقت. ومعظمها لا يهدد حياة المرء ولكن من شأنه أن يدخل تغييرا كبيرا في نمط حياته وأن يؤدي به إلى العجز الجسدي.
وتفقد العضلات والأربطة والمفاصل شيئا من قوتها ومرونتها مع التقدم في السن. فإن أمضيت حياة نشطة، ستفقد عضلاتك في سن الستين بعضا من القوة التي كانت لها من قبل، فتضعف مرونتك وتصبح ردات فعلك التلقائية أكثر بطئا فيما تقل قدرتك على التنسيق. وقد تحتاج على الأرجح إلى وقت أطول للوصول إلى المكان الذي تقصده.
أما إن كنت تعاني من مرض يستنفد طاقتك أو من توعك يؤثر على حركتك، فقد تشعر بعجز أكبر. فمن شأن التهاب المفاصل وترقق العظم مثلا أن يسببا بطء ببطء ملحوظا في نشاطك، خاصة إن كنت قليل الحركة قبل إصابتك بهذه الأمراض.
التهاب المفاصل
التهاب المفاصل بمعظمه هو عبارة عن تلف المفصل بكل بساطة. وتعتبر الوراثة والنظام الغذائي والوزن الزائد والإصابات والأمراض المفصلية السابقة من العوامل المحتملة التي تساهم في ظهور هذه الحالة، فضلا عن استعمالنا اليومي لمفاصلنا.
ويصيب التهاب العظم المفصلي، الذي يدعى أيضا التهاب المفاصل التولدي أو اعتلال المفصل التولدي، أكثر من 80 بالمئة من كبار السن بدرجة معينة. ويسبب عادة ألما وتيبسا يبدأ في العمود الشوكي وفي المفاصل الكبرى، كالوركين والركبتين، التي تحمل ثقل الجسد. وقد تظهر العوارض في مكان آخر أيضا، كمفاصل الأصابع. وكاستجابة طبيعية لألم المفصل، يقلل المصاب من تحريكه، فيستعمل عضلات منطقة الألم بشكل أقل مما يؤدي إلى تقلص تلك العضلات وفقدانها قوتها تدريجيا.
أما التهاب المفاصل الروماتزمي فهو مرض ذاتي المناعة، يهاجم فيه جهاز مناعة جسمك نفسه. وفي معظم الحالات يصيب المرض، الذي يعد أقل شيوعا من مرض التهاب العظم المفصلي، مفاصل الرسغين واليدين والقدمين والكاحلين. وتسبب النوبة الأولى والتهيجات اللاحقة تورما وألما في المفاصل التي تصبح مؤلمة عند اللمس ودافئة. وبالرغم من أن التهاب المفاصل الروماتزمي يتخذ شكلا مزمنا في أغلب الحالات، إلا أن حدته غير ثابتة وقد يظهر ويغيب. ومن شأن المرض أن يظهر في أي سن، إلا أنه غالبا ما يتطور بين العشرين والخمسين من العمر. وهو يصيب من النساء ضعف ما يصيب من الرجال تقريبا.
ترقق العظم
ينجم ترقق العظم عن فقدان العظام تدريجيا لمحتواها المعدني فتصبح أكثر رقة وضعفا وعرضة للكسور. وخلافا لمشاكل العظم والمفاصل الأخرى، لا تصاحب المرض أية عوارض في البداية. ومن شأن الإصابة بكسر في العظم أن تكون أولى الدلائل على وجوده. كما أن نقصان طول الجسد هو إشارة أخرى.
وتشير الإحصاءات إلى أن هذا المرض يتسبب بأكثر من مليون كسر عظمي سنويا، معظمها في العمود الشوكي أو الورك أو الرسغ. وتعتبر الكسور الناجمة عن ترقق العظم أكثر شيوعا لدى النساء منها لدى الرجال بمعدل الضعف تقريبا. ولكن ببلوغ الخامسة والسبعين، يصاب ثلث الرجال بدرجة معينة من المرض.
ومن شأن بعض الكسور، كتلك التي تصيب الورك مثلا، أن تحد كثيرا من استقلالية المصاب أو تتسبب حتى في وفاته. وبالرغم من أن الجراحة هي حل فعال لإصلاح العطب، إلا أن فترة الشفاء طويلة واحتمال حدوث مضاعفات تهدد حياة المريض وارد أيضا. والواقع أن معدل الوفاة في غضون سنة من كسر الورك يتراوح بين 12 و20 بالمئة.
العناية الذاتية
الجأ إلى الراحة، استعمل المسكنات والحرارة
تساعد الراحة والمسكنات والحرارة عادة على تخفيف ألم المفصل والعضلات. ومن شأن الأسيتامينوفن (Tylenol) والعقاقير غير الستيروييدية المضادة للالتهاب، المختصرة بـ NSAIDs، en-SAYDS، كالإبوبروفين والنابروكسين، أن تكون بغاية الفاعلية. أما إن لم يتجاوب ألم المفاصل والعضلات مع هذه الأدوية فيتوجب عليك مراجعة الطبيب الذي قد يلجأ إلى جيل جديد متوفر اليوم من مسكنات الألم الموصوفة ويعرف باسم مثبطات COX-2 Celebrex, Vioxx, Mobic. كما يمكن للحقن أو لجراحات المفصل، جراحة استبدال مفصل الورك مثلا، أن تكون ناجحة وتؤدي إلى الشفاء.
مارس الرياضة بانتظام
إن الحفاظ على النشاط هو السلاح الأفضل لمحاربة ترقق العظم وفقدان القدرة على الحركة نتيجة التهاب المفاصل. فذوو الحالة الجسدية الجيدة يشفون بصورة أسرع من غيرهم بعد التعرض لحادث أو مرض. وتساعد النشاطات التي تتطلب حمل وزن الجسد، أي كل نشاط تقوم به على قدميك ويستلزم من العظام حمل ثقل الجسد، فضلا عن تمارين القوة، على حماية العظام وتقويتها. وتعتبر التمارين الهوائية التي تمارس في الماء أكثر سهولة على المفاصل.
حافظ على وزن صحي
يساعد فقدان الوزن الزائد على تخفيف الإجهاد والضغط عن العضلات والمفاصل.
العلاج ببديل للهرمونات
إن كنت امرأة استشيري الطبيب في مسألة العلاج ببديل هرموني (HRT) لتجنب الإصابة بترقق العظام أو لعلاجه. فالإستروجين وهو أحد مركبات العلاج الهرموني، يبطئ عملية فقدان الكالسيوم كما يرمم العظم التالف ويقلص من خطر الإصابة بكسور العمود الفقري أو الورك بنسبة 50 بالمئة على الأقل. ويبلغ أقصى فاعليته في السنوات الست أو الثماني الأولى التي تعقب سن اليأس. وفي حال كنت مصابة بترقق العظم فإن مباشرة علاج هرموني الآن من شأنه أن يزيد من كثافة العظام. أما إن كنت لا تستطيعين أخذ الإستروجين أو لا ترغبين بذلك، فثمة عقاقير موصوفة أخرى يمكنها أن تساهم في إبطاء عملية ترقق العظام وتزيد من كثافتها.
احصل على كمية كافية من الكالسيوم والفيتامين D
فالكالسيوم والفيتامين D هما مغذيان أساسيان لبناء كتلة العظام والحفاظ عليها. وتعتبر مشتقات الألبان، كاللبن والروب والجبن، غنية بالكالسيوم. أما الكبد والسمك وصفار البيض فهي غنية بالفيتامين D. كما أن التعرض للشمس لمدة 15 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل يساعد الجسد على إنتاج الفيتامين D بنفسه.
لا تدخن
فالتدخين يعيق امتصاص الجسد للكالسيوم ويخفض معدل هرمون الإستروجين الذي ينتجه الجسد. والمعروف أن الإستروجين يساهم في الحماية من ترقق العظام.

المراجع

موقع طبيب

التصانيف

طبيب  العلوم التطبيقية  الطبي