حين يمتد السرطان خارج غدة البروستات يصبح شفاء الورم أكثر صعوبة. غير أنه ثمة وسائل للعلاج قد تساعد على إبطاء نمو السرطان أو حتى تقليص الأورام. وهذا ما يتيح للمريض الفرصة بالعيش لفترة أطول والتمتع بحياة أفضل حتى ولو كان المرض متقدماً.
علاج السرطان بالهرمونات Hormone therapy
تتغذى معظم سرطانات البروستات على هرمون الأندروجين، وهي هرمونات جنسية ذكرية تنتج مواصفات الذكورة. ويعتبر التستوستيرون، وهو الهرمون الجنسي الذكري الأساسي، مسؤولاً عن التكون الطبيعي للأعضاء التناسلية وغيرها من الصفات الذكرية، كشعر الوجه والعضلات الكبيرة.
وعند الإصابة بسرطان البروستات، يؤدي مرور الهرمونات الجنسية الذكرية في الجسم وحول الورم إلى نمو السرطان بشكل أسرع. وتقوم الطريقة الأكثر استعمالاً لعلاج سرطان البروستات المتقدم على منع وصول هذه الهرمونات إلى الورم السرطاني. والواقع أنّ 75 بالمئة تقريباً من الرجال المصابين بالسرطان في مراحله المتقدمة يختارون هذا الشكل من العلاج.
يستعمل العلاج بالهرمونات العقاقير لبلوغ أحد أو كلا الهدفين التاليين:
●  منع الجسم من إنتاج معظم الهرمونات الجنسية ولكن ليس جميعها.
●  منع الهرمونات المتبقية من الدخول في الخلايا الخبيثة.
والواقع أنّ العلاج بالهرمونات شديد الفاعلية في تقليص الأورام، حتى أنه يستخدم في تقليص بعض الأورام المبكرة بالاقتران مع الجراحة والعلاج بالأشعة. إذاً تقلص الهرمونات الأورام الكبيرة مما يسهل القضاء عليها بالجراحة أو الأشعة. وبعد انتهاء الجراحة أو العلاج بالأشعة، يمكن استعمال الأدوية للمساعدة على قتل الخلايا الشاذة الباقية في موقع الورم.
وثمة ثلاثة أنواع مختلفة من العلاج بالهرمونات:
العقاقير التي تقلص إنتاج التستوستيرون
يتم إنتاج أكثر من 90 بالمئة من هرمون التستوستيرون في الخصيتين. ويعمل أحد الأدوية الشائعة على منع الخصيتين من تلقي الإشارات التي تحفزها لإنتاج هذا الهرمون. وتأتي هذه الأوامر أساساً من الوِطاء، وهو جزء من الدماغ يفرز كيميائيات متنوعة للتحكم بكثير من وظائف الجسد. ومن هذه الكيميائيات هرمون تحرير الهرمون المُلَوتِن (LHRH). فهذه المادة الكيميائية تنبه الغدة النخامية الواقعة تحت الدماغ تماماً لتحرير الهرمون الملوتِن، وهو مادة كيميائية تحفز الخصيتين على إنتاج التستوستيرون.
وثمة عدة أدوية تعرف بشبيهة هرمون تحرير الهرمون الملوتن من شأنها أن توقف وصول هذه الإشارة. والأدوية هذا عبارة عن هرمونات صناعية شبيهة بهرمونات تحرير الهرمون الملوتن الطبيعية. ولكن، عوضاً عن إعطاء الأمر بإنتاج المادة الكيميائية التي تحفز إنتاج الهرمون الملوتن، فإنها تمنع إعطاءه. وهكذا لا تصل الإشارة أبداً إلى الخصيتين بإنتاج التستوستيرون.
ومن أبرز أدوية حصر هرمون تحرير الهرمون الملوتن دواء لوبرولايد (Lupron) وغوزرلين (Zoladex). وهما يحقنان في العضل مرة كل ثلاثة أشهر مدى الحياة.
العقاقير التي تعيق القدرة على استخدام الهرمونات
لا يتم إنتاج هرمون التستوستيرون بأكمله في الخصيتين. فما يتراوح بين 5 إلى 10 بالمئة من الكمية الموجودة في الجسم تأتي من الغدتين الكظريتين الواقعتين فوق كل من الكليتين. وتمنع الأدوية المسماة مضادات الأندروجين هذا الشكل من التستوستيرون من الوصول إلى الخلايا السرطانية.
وما يحدث هو أنّ هذه العقاقير تزاحم التستوستيرون للدخول إلى الخلايا الخبيثة وتبقيه خارجاً. وأكثر هذه الأدوية استعمالاً ثلاثة منها على شكل أقراص وهي فلوتامايد (Eulexin) وبيكالوتامايد (Casodex) ونيلوتامايد (Nilandron). وتتراوح الجرعة اليومية بين مرة وثلاث مرات، اعتماداً على نوع الدواء.
وغالباً ما يستعمل هذا العلاج بالاقتران مع العقاقير المثبطة لإنتاج هرمون تحرير الهرمون الملوتن، مما يمنع التستوستيرون من دخول الخلايا السرطانية بصورة كاملة تقريباً. ويسمي الأطباء العلاج بهذا المزيج بالحصر الكامل للأندروجين.
استعمال الأدوية بشكل متقطع
عادة لا يؤدي حرمان سرطان البروستات من التستوستيرون إلى القضاء عليه. فغالباً ما يصبح السرطان مقاوماً في غضون سنة إلى ثلاث سنوات ويتعلم كيف يستمر وينمو من دون الحاجة إلى هرمون التستوستيرون. وفور حدوث ذلك تصبح فرص إيقاف السرطان محدودة.
ويعتقد بعض الباحثين بأن الاستعمال المتواصل لأدوية الهرمونات قد يكون المسؤول عن نجاح الورم في التكيف والنمو من دون تستوستيرون. وبرأيهم فإن إيقاف الدواء من وقت لآخر قد يمنع السرطان من التعود على نقص التستوستيرون أو يبطئ هذه العملية على الأقل. وهم يحاولون الآن إثبات هذه الظنون بالدراسات السريرية.
والواقع أنّ كيفية اكتساب الخلايا السرطانية لهذه المقاومة لا يزال يشكل لغزاً بالنسبة إلى الباحثين. فخلايا البروستات السرطانية متعددة الأنواع، وهي تندرج تحت فئتين كبيرتين هما “الخلايا السرطانية الحساسة للهرمون” و”الخلايا السرطانية غير الحساسة للهرمون”. وعند الإصابة بسرطان البروستات قد يحمل المريض النوعين. ولكن كلما ارتفع عدد الخلايا الحساسة للهرمون، استجاب الورم بصورة أفضل للعلاج بالهرمونات. وبالمقابل، كلما قل عدد هذه الخلايا، قلت الاستجابة للأدوية. ومع الوقت، تموت الخلايا الحساسة للهرمونات بينما تستمر الخلايا الأخرى بالنمو والتجدد.
ومع العلاج المتقطع، يوقف المريض أخذ دواء الهرمونات بعد انخفاض معدل مضاد البروستات النوعي وبقائه مستقراً. ثم يعاود تعاطي الدواء بعد ارتفاع معدل مضاد البروستات النوعي من جديد، إلى ما فوق 10 نانوغرام بالملليتر عموماً. وخلال فترة إيقاف الأدوية، والتي قد تتجاوز السنة، لا يعاني المريض من آثارها الجانبية، بما في ذلك انخفاض الشهوة الجنسية والعنانة وتضخم الثديين.
هل أنت مؤهل للعلاج بالهرمونات؟
يتم اللجوء إلى العلاج بالهرمونات في حال امتداد السرطان إلى خارج غدة البروستات.
ما هي فوائد العلاج بالهرمونات ؟
●  يمكن للعلاج بالهرمونات أن يبطئ مؤقتاً نمو سرطان البروستات ويقلص الأورام الناجمة عنه، مخففاً بذلك من حدة الأعراض.
●  هو علاج فعال بنسبة 80 بالمئة تقريباً لمدة تتراوح بين سنة وثلاث سنوات.
●  يمكن إيقافه مما يسمح للجسم بالعودة إلى إنتاج الهرمونات بشكل طبيعي.
ما هي مساوئ العلاج بالهرمونات ؟
●  يؤدي العلاج بالهرمونات في أغلب الحالات إلى نقصان أو غياب الشهوة الجنسية.
●  غالباً ما يسبب العنانة.
●  من شأنه أن يسبب إحساساً بهبات ساخنة شبيهة بتلك التي تشعر بها النساء في سن اليأس.
●  قد يؤدي إلى تضخم الثديين قليلاً مع شعور بالألم فيهما. إلا أنّ العلاج بجرعات خفيفة من الأشعة قد يمنع حدوث ذلك.
●  يؤدي إلى زيادة الوزن بما يتراوح بين 10 إلى 15 باونداً.
●  يقلص العضلات وكتلة العظم ويجعل المريض عرضة لكسور العظام.
●  تسبب بعض الأدوية الغثيان والإسهال والتعب.
●  من شأنه أن يؤدي في حالات نادرة إلى تلف في الكبد.
●  تصبح معظم الأورام السرطانية مقاومة للدواء بعد سنة إلى ثلاث سنوات.
●  تكلف بعض الأدوية مئات الدولارات شهرياً وقد لا يغطيها التأمين الصحي.
واستناداً إلى الإحصاءات فإن العلاج الحالي بالهرمونات يسمح لخمسين بالمئة من الحالات التي امتد فيها السرطان إلى أعضاء حوضية أخرى، كالمثانة والمستقيم، بالعيش لخمس سنوات. كما أنّ 40 بالمئة منهم يعيشون لعشر سنوات. أما في حال امتداد الورم إلى العظام فإن مدة الحياة تتقلص. فيعيش حوالي 50 بالمئة لمدة سنتين، و30 بالمئة تقريباً لخمس سنوات.
استئصال الخصيتين الاختياري
كان استئصال الخصيتين لمنع إنتاج التستوستيرون العلاج المعتمد في الماضي لعلاج السرطان المتقدم. وما زالت هذه الجراحة تعتمد أحياناً، إلا أنّ عقاقير حصر الهرمونات قلصت الحاجة إلى هذا النوع من العلاجات لأنها تؤدي وظيفة الإخصاء كيميائياً.
وغالباً ما تتم هذه العملية في العيادة الطبية تحت التخدير الموضعي. إذ يصنع الطبيب شقاً صغيراً في وسط الصفن، وهو الكيس الذي يحتوي على الخصيتين. ثم يسحب كل خصية بعد قطع الحبل المنوي المعلق بها. ولكنه يبقي على الجزء الأكبر من الحبل المنوي للحفاظ على المظهر الخارجي. كما يجري بعض الرجال زراعة لخصيتين اصطناعيتين في الصفن أثناء الجراحة وذلك للحفاظ على مظهر أقرب إلى الطبيعي.
هل أنت مؤهل لإجراء استئصال الخصيتين؟
يتم اللجوء إلى جراحة استئصال الخصيتين في حال:
●  كنت عاجزاً عن احتمال العلاج بالهرمونات لأسباب صحية أخرى.
●  كنت عاجزاً عن تناول الدواء يومياً حسب وصفة الطبيب أو عن زيارة العيادة بانتظام لأخذ الحقن الهرمونية.
ما هي فوائد استئصال الخصيتين؟
●  هي جراحة سريعة تتم في العيادة.
●  يقل فيها احتمال حدوث مضاعفات.
●  هي أقل كلفة من العلاج بالهرمونات.
●  تأثير الجراحة فوري تقريباً. ففي غضون عدة ساعات لا يتبقى من التستوستيرون سوى الكمية القليلة التي تفرزها الغدد الكظرية.
●  يتمتع الرجال الذين يختارون استئصال الخصيتين الجراحي بحياة أفضل من أولئك الذين يعتمدون حقن الهرمونات. كما أنّ الآثار الجانبية للجراحة هي أقل حدة.
ما هي مساوئ العملية؟
●  لا تزيل الجراحة نسبة الـ 5 إلى 10 بالمئة من التستوستيرون الذي تنتجه الغدد الكظرية.
●  تقلص الجراحة من الشهوة الجنسية أو تقضي عليها لدى معظم الرجال شأنها في ذلك شأن عقاقير الهرمونات.
●  تسبب العنانة في أغلب الحالات.
●  يعاني معظم الخاضعين لاستئصال الخصيتين من تضخم أو ألم في الثديين.
●  يعاني نصف الرجال تقريباً من هبات ساخنة.
●  قد يعاني المريض من شعور بالنقص في الرجولة أو يحس بالإحباط كما هو الحال مع النساء اللواتي يخضعن لاستئصال الثدي أو الرحم.
●  قد تؤدي الجراحة إلى الإصابة بترقق العظم، وهو مرض يضعف العظام ويجعلها أكثر عرضة للكسور.
●  بالرغم من أنّ السرطان سيمر بمرحلة ركود تتراوح بين سنة وثلاث سنوات، إلا أنه سيعاود النمو لأن الخلايا السرطانية تتكيف مع غياب الهرمونات.
بعد استئصال الخصيتين، يعيش حوالي نصف الرجال لثلاث سنوات إضافية، و25 بالمئة منهم لخمس سنوات أو أكثر. أما في الحالات التي يكون فيها الورم لا يزال محصوراً في الغدة، فيعيش فيها المريض لفترة أطول أيضاً، إذ أنّ 50 إلى 60 بالمئة يعيشون لخمس سنوات و40 بالمئة منهم لعشر سنوات أو أكثر (الأعمار بيد الله).
العلاج الكيميائي Chemotherapy
يعتبر العلاج الكيميائي العلاج الأول لكثير من أشكال السرطان كما أنه غالباً ما يكون شديد الفاعلية في تدمير الخلايا الخبيثة. ولكن لسوء الحظ فإن سرطان البروستات ليس من الأنواع التي تستجيب للعلاج الكيميائي. لهذا السبب فإنه لا يستعمل عموماً إلا كملاذٍ أخير بعد فشل العلاج بالهرمونات.
وكما يشير الاسم، يستعمل العلاج الكيميائي المواد الكيميائية، في عقاقير مضادة للسرطان، للقضاء على الخلايا السرطانية. وهي تعطى عبر الأوردة على شكل حقن أو فموياً على شكل أقراص. أما العائق الأساسي لهذا العلاج فهو ارتفاع نسبة الآثار الجانبية. فللعقاقير الكيميائية أثر سام لا يتوقف على الخلايا الخبيثة بل يتعداها إلى السليمة منها. بالتالي، من شأن العلاج الكيميائي مثلاً أن يدمر الكريات البيضاء التي تحارب الإنتانات والتي تعتبر أساس الجهاز المناعي للجسم، فتترك الجسد عرضة للإنتانات البكتيرية أو الفيروسية. كما تسبب بعض العقاقير تساقط الشعر أو الغثيان أو الوهن. ولكن الآثار الجانبية تزول عادة بانتهاء العلاج.
وبالرغم من أنّ العلاج الكيميائي لم يكن شائع الاستعمال مع سرطان البروستات، إلا أن الدراسات التي يجريها الباحثون على أدوية جديدة لمكافحة السرطان قد تغير هذا الواقع. فمن شأن عقار السورامين مثلاً أن يدمر الخلايا المقاومة للعلاج بالهرمونات وأن يمنع تحرير الهرمونات من الغدد الكظرية أيضاً. إلا أنّ الاستجابة للدواء تختلف من شخص إلى آخر، حتى أنه قد يؤدي إلى تفاقم حالة البعض صحياً وذلك وفقاً لنوع الخلايا السرطانية. ويأمل الباحثون اكتشاف أدوية كيميائية تقضي على مختلف أنواع الخلايا عند أخذها معاً.
هل أنت مؤهل للعلاج الكيميائي؟
يتم اللجوء إلى العلاج الكيميائي حين يصبح السرطان مقاوماً للعلاج بالهرمونات وكنت غير راغب بإجراء استئصال للخصيتين.
ما هي فوائد العلاج الكيماوي؟
●  قد يساعد العلاج على تخفيف الألم.
●  ثمة احتمال ضئيل بأن تنجح الأدوية بإبطاء نمو الخلايا السرطانية.
ما هي مساوئ العلاج الكيماوي؟
●  إنّ احتمال نجاح العلاج الكيميائي في مساعدة الرجال المصابين بسرطان البروستات هو احتمال ضئيل. ولا يبدو بأن الأدوية الحالية تطيل حياة المريض.
●  للعلاج آثار جانبية تؤثر سلباً على نوعية حياة المريض. فهو قد يعاني من الغثيان والتقيؤ ومن نقصان الشهية والطاقة إضافة إلى قروح الفم. ومن آثاره الجانبية الخطيرة إتلافه لكريات الدم البيضاء مما يضاعف احتمال الإصابة بالإنتانات بشكل ملحوظ.
تجربة علاج لا يزال تحت الاختبار
إن فشلت وسائل العلاج التقليدية في إبطاء نمو الورم قد يقترح الطبيب على مريضه المشاركة في علاج اختباري وهو ما يعرف أيضاً بالتجربة السريرية.
والواقع أنّ العلاجات الاختبارية لا تشتمل على استعمال عقاقير نادرة يجهل الباحثون الكثير عنها. وهم لا يختبرون على البشر سوى العقاقير التي تَعِدُ ببعض الأمل. والمشاركة في التجارب السريرية لا يعني بأن المريض في حالة ميؤوس منها. فقد ينصح الطبيب بتجربة علاج جديد لأنه يبدو مفيداً للحالات الشبيهة بحالتك.
العلاج المناعي Immunotherapy
في هذا العلاج تؤخذ بعض الخلايا المناعية الخاصة بك ليتم هندستها وراثياً لمحاربة سرطان البروستات، ثم تحقن الخلايا مرة أخرى عن طريق الوريد.
بعض الرجال يستجيبون لهذا العلاج ويظهر بعض التحسن، ولكن العلاج مكلف جدا ويتطلب زيارات متعددة.
الخطط المتبعة لعلاج الألم
لا يسبب سرطان البروستات ألماً في مراحله المبكرة. ولكن فور امتداده إلى خارج الغدة وبلوغه العظام المجاورة، من شأنه أن يسبب ألماً حاداً. بيد أنه ليس على المريض أن يعيش مع هذه الآلام، بل ثمة كثير من الوسائل الفعالة لعلاجها.
علاج الألم الموضعي
إن شعر المريض بالألم في موضع محدد من الجسد، كأسفل الظهر مثلاً، يمكنه اتباع إحدى وسائل العلاج التالية:
العلاج الموضعي بالأشعة
هو شبيه بالأشعة الخارجية، ولكن عوضاً عن استهداف الأورام، فإن الأشعة تستهدف موضع الألم. وتشير التقديرات إلى أنّ الرجال الذين يخضعون للعلاج الموضعي بالأشعة يشعرون بزوال الألم كلياً أو جزئياً بعد 5 إلى 10 جلسات فقط.
العلاج بالسترونشيوم Strontium
إن الألم الذي يسببه السرطان في مراحله المتقدمة غالباً ما ينجم عن امتداد هذا الأخير إلى العظام. ويعتبر العنصر المشع المسمى سترونشيوم فعالاً جداً في القضاء على هذا النوع من الألم. فبعد أخذ المريض للحقنة، تبدأ العظام بامتصاص المادة المشعة. وبما أنّ العظام المتسرطنة تمتص السترونشيوم أكثر من العظام السليمة، فإن الكمية الأكبر منه تتوه مباشرة إلى مصدر الألم. والواقع أنّ معظم المرضى يشعرون بالتحسن بعد حقنة واحدة.
وتدوم آثار الدواء من عدة شهور إلى سنة. وفي حال شعر المصاب بالتحسن بفضل الدواء، سيعطى حقنة مرة كل ستة أشهر أو كل ثلاثة أشهر على الأقل. ولكن من مساوئ العلاج أنّ بول المريض يصبح مشعاً في الأيام الأولى التي تعقب الحقنة بسبب خروج المواد المشعة عبره، وهذا ما يضطره إلى استعمال مبولة خاصة لا تسمح بنفاذ السترونشيوم. كما أنّ عدد كريات الدم البيضاء قد ينخفض، مما يجعل المصاب أكثر عرضة للإصابات الإنتانية.
العلاج الموضعي بالأشعة والعلاج بالسترونشيوم
غالباً ما يعتبر الجمع بين هذين العلاجين الطريقة الأكثر فاعلية لتخفيف ألم العظام الموضعي.
العلاج بالمنبهات العصبية
بالرغم من عدم اتباع التنبيه العصبي الكهربائي عبر الجلد بشكل واسع كوسيلة لتسكين الألم، إلا أنّ هذا العلاج ينجح في إزالة الألم لدى البعض. ويقوم العلاج على تثبيت أقطاب كهربائية صغيرة (أو إلكترودات) على الجلد قريباً من موضع الألم. ثم توصل هذه الأقطاب ببطارية صغيرة يمكن تثبيتها على الخصر. وعند تشغيل الجهاز تتولد نبضات كهربائية خفيفة تتوجه إلى الأقطاب وتلهي الأعصاب المسؤولة عن الإحساس بالألم.
العلاج بأدوية حصر الأعصاب
يقوم طبيب التخدير بحقن مسكّنات مخدرة في الأعصاب الموجودة في موقع الألم. وأكثر ما ينجح هذا العلاج في الحالات التي يكون فيها الألم متركزاً في منطقة معينة بحث يمكن تحديد الأعصاب واستهدافها.
علاج الألم العام
الأدوية
إن كان الألم خفيفاً ولا يتعدى إزعاجه ما يسببه الصداع، يكفي عندها استعمال مسكن غير موصوف. أما عندما يصبح الألم أكثر إزعاجاً، فقد تحتاج إلى دواء موصوف أكثر فاعلية. في جميع الحالات، ناقش الأمر مع الطبيب.
وتعتبر الأدوية المخدرة شائعة الاستعمال لتخفيف أوجاع السرطان. وتتألف بعض المخدرات من مركبات طبيعية مشتقة من الأفيون، بينما يصنع بعضها الآخر من أدوية صناعية تعمل بالطريقة نفسها. وتشتمل الأدوية المخدرة على:
●  بوتورفانول (Stadol).
●  كوديين (أسبيرين مع كوديين، تيلينول مع كوديين).
●  فينـتانيل (Duragesic، Sublimaze).
●  هايدروكودون (Lorcet، Lortab، Vicodin).
●  هايدروفورفون (Dilaudid).
●  ليفورفانول (Levo-Dromoran).
●  ميبيريدين (Demerol).
●  ميثادون (Dolophine).
●  مورفين (Duramorph، MS Contin، Roxanol).
●  أوكسيكودون (Percocet، Roxicet، Tylox).
●  أوكسيمورفون (Numorphan).
●  بروبوكسيفين (Darvon، Darvocet).
وتشتمل الآثار الجانبية للمخدرات على الإمساك والغثيان وتشوش الذهن، إلا أنه كثيراً ما تكون طفيفة. كما تساعد الملينات على التخلص من الإمساك. وفي حال كنت تعاني من مشاكل في أخذ الدواء، فإن بعض هذه الأدوية المخدرة متوفر على شكل لصاقات يمتصها الجسد عبر الجلد.
وثمة مسكن آخر فعال هو دواء ترامادول الموصوف (Ultram). فعلى غرار المخدر، يعيق هذا الدواء عملية إرسال إشارات الألم. أضف إلى أنّ العقار يحفز تحرير هرمونات طبيعية في الجسم تساعد على تخفيف الألم. أما آثاره الجانبية فهي طفيفة عادة وشبيهة بتلك التي تسببها المخدرات.
العلاج بالأشعة الواسعة الحقل
إذ يتم توزيع الأشعة الخارجية بمجال واسع في أنحاء الجسد. وفقاً للتقديرات فإن نصف الرجال الذين يخضعون لهذا العلاج يشعرون بالتحسن بعد يومين. ويرتفع هذا المعدل مع استمرار الأشعة بمهاجمة السرطان ببطء. إلا أنّ العلاج قد يسبب غثياناً وكسلاً بشكل مؤقت.
إجابات على تساؤلاتك
هل يمكن إيقاف نمو سرطان البروستات لعدة سنوات بواسطة العلاج بالهرمونات؟
نعم، فصحيح أنّ السرطان يعتاد في كثير من الحالات على غياب الهرمونات ويتعلم النمو من دونها خلال فترة تتراوح بين سنة وثلاث سنوات، إلا أنّ العلاج ينجح في إيقاف تمدد السرطان لمدة عشر سنوات لدى بعض الرجال.
هل يؤثر العلاج بالهرمونات على الصوت أو المظهر الخارجي؟
لا. يفترض أن يبقى الصوت والمظهر على حالهما.
هل يستعمل العلاج بالليزر لسرطان البروستات؟
لا، فالعلاج بالليزر فعال لحالات تضخم البروستات الحميد، إلا أنه غير ناجح مع سرطان البروستات. فما من طريقة لمعرفة ما إذا كان الليزر قد دمر جميع الخلايا السرطانية أو بعضها.
هل المريض معرض لخطر الإدمان على المسكنات؟
يمكن استعمال كثير من مسكنات الألم لشهور وسنوات من دون مواجهة خطر الإدمان. وفي حال الإصابة بالسرطان فإن اهتمامك يجب أن يكون منصبّاً على كيفية تخفيف الألم وليس على تفادي الإصابة بالإدمان.
ثابر على العلاج
إنّ النجاح في القضاء على الألم يتطلب التعاون مع الطبيب لإيجاد العلاج المناسب. ففي حال عدم نجاح الخيار الأول، حاول استعمال علاج آخر. واستمر بالمحاولة حتى تعثر على العلاج الذي يخفف آلامك بحيث تشعر بالراحة والهدوء.
والواقع أنّ كثيراً من الأشخاص يعتقدون بأن الألم الذي يرافق الأورام الخبيثة يجب تحمله لأن علاجه غير ممكن. وهذا اعتقاد خاطئ. إذ تتوفر وسائل علاج فعالة، وليس على المريض سوى العثور على العلاج الذي يناسبه. وثمة من يخشون أن يظهروا ضعفاء إن لم يتمكنوا من تحمل آلامهم. ولكن هذا المفهوم غير صحيح أيضاً. فمن شأن سرطان البروستات المتقدم أن يسبب آلاماً حادة نظراً للطريقة التي يمتد بها إلى العظام المجاورة، بما في ذلك أسفل العمود الفقري. بالتالي فإن الألم ليس دليل ضعف.

المراجع

موقع طبيب

التصانيف

طبيب  العلوم التطبيقية  الطبي