حمدا لله تعالى على سلامة أم الحسين ، وهنيئا لقائد الوطن جلالة الملك بتعافي اخت الاردنيين وابنتهم ، فقد كان ما تعانيه جلالتها من تسارع في دقات القلب ، هو نتيجة الجهد والجهاد الذي بذلته وما زالت من اجل رفعة الوطن ، وتقدمه وازدهاره.

عودة جلالتها بعد تجاوز العارض الصحي ، مناسبة للتعبير عن الشكر والتقدير لأم الحسين التي آمنت بأن الشعب الاردني يستحق كل الدعم وتقديم اقصى الخدمات له ، فكانت مبادراتها الكريمة ونشاطاتها تعم ارجاء الوطن من شماله الى جنوبه ومن باديته الى مخيماته ، ومن قراه الى مدنه ، ومن شبابه الى اطفاله ومن النساء الى المسنين.

كل عمل او مشروع او مبادرة تقوم بها تشكل عنوانا كبيرا تندرج تحته مساعدات لفقراء ، او فرص عمل لشباب ، او مشاريع انتاجية صغيرة تساعد آلاف العائلات على تحسين دخلها ورفع مستوى معيشتها ، او وقايتها من امراض عضوية ، او اجتماعية. عندما بدأت جلالتها باطلاق نظام حماية الأسرة عام 1998 كنا نعتقد بأننا ما زلنا بعيدين عن المشاكل التي نسمع بها عن القضايا الاسرية ، لنكتشف بعد اشهر وسنوات قليلة اننا كنا بحاجة الى هذه المبادرة وان حجم المشاكل ، وتعددها ، وتنوعها ، سلط الضوء على ما يجري داخل المئات من الأسر ، ولولا هذا المتنفس الذي أسفر عن انشاء دار الامان ، وادارة حماية الاسرة التابعة للأمن العام لوجدنا اننا نعيش وبصمت وخجل فوق ألغام كثيرة ربما تلحق اضرارا كبيرة بالغة في مجتمعنا لولا العمل على ازالتها ، حتى ان موضوع الاساءة للطفل ، والاساءة للمرأة انتقل من داخل الجدران المنزلية الى المجتمع كله ومن اوسع ابوابه ، حتى بدأت قضايا الطفل والمرأة والاسرة تحتل مكانتها في اجندة الحكومات ، ومجلس النواب والتشريعات وتبدأ عمليات التوعية والبرامج الوقائية لمجابهة هذه المشاكل.

لا نستطيع ان نضع كشفا بالانجازات التي حققتها جلالة الملكة على الصعيدين الداخلي والخارجي لكننا نقول ان مبادرة مدرستي الأخيرة قد أثمرت وتحرك القطاع الخاص ليعيد البهجة الى عشرات المدارس التي كانت الامكانيات المادية عاجزة عن توفير البنية التحتية لها ، حتى ان العديد من الشركات الاجنبية تأثرت بمبادرة الملكة ، وبدأت تساهم في مبادرة مدرستي ، وكان ان قامت شركة تهتم بمستلزمات المدارس والجامعات باقامة مختبر في احدى المدارس الثانوية بكلفة تزيد عن 15 الف دولار ايمانا منها بهذه المبادرة ، وتشجيعا للآخرين للقيام بدورهم.

عملت جلالة الملكة جاهدة ومن خلال رئاستها للجمعية الاردنية لتشجيع التبرع بالاعضاء على ارساء ثقافة التبرع بالاعضاء لمساعدة آلاف المواطنين ممن يعانون من الفشل الكلوي ويقومون بعمليات الغسيل ، او يعانون من فقدان البصر ان يتم زراعة الكلى والقرنيات لهم ليكونوا مواطنين منتجين ، وتنتهي آلامهم ومعاناتهم ، وهي في صدد انشاء مركز وطني لزراعة الاعضاء يأخذ على عاتقه هذا الموضوع بشكل مؤسسي وقانوني.

وأسهمت جلالتها مساهمة كبيرة في تعزيز الحوار بين الشباب وعملت جاهدة لتقريب وجهات النظر وتشجيع حوار الثقافات وتغيير الصورة النمطية عن العرب والمسلمين ، وكان حضورها القوي في المحافل الدولية مكان احترام وتقدير الجميع باعتبارها احد قادة التغيير ، ونذكر دورها في قمة المرأة العربية التي ترأستها في عمان وضمت عقائل قادة ورؤساء الدول العربية ، حيث تركت صدى واسعا ، وأعطت زخما كبيرا للمؤتمرات القادمة في تعزيز مؤسسة القمة النسائية العربية.مبادراتها الخيرة والجريئة بمساعدة اطفال فلسطين والعراق وتوجهها الى ايران بعد الزلزال الذي ضربها قبل سنوات ، وكذلك في دارفورد تشهد على اصرار الملكة على تقديم المساعدات الانسانية.

نذكر اصرار جلالتها على التصدي لظاهرة حوادث السير ، لتصبح الشغل الشاغل لكل مؤسساتنا ، ونذكر مبادراتها في الجوائز العديدة التي تقدمها للارتقاء بالتعليم والمعلم ، وعملها الدؤوب لمكافحة الفقر والبطالة ، ونقول لها من الاعماق ، الحمد لله على السلامة ونتمنى لك دوام الصحة والعافية ولا أقل من ان نقول لك.. شكرا لهذا العطاء الموصول فأنتً على الدوام صاحبة القلب الكبير ، فقد جسدت رؤية جلالة الملك وتوجيهاته على ارض الواقع من اجل هذا الوطن وشعبه الطيب.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   أحمد جميل شاكر   جريدة الدستور