لا يمكن السكوت على هؤلاء الذين يقومون بعمليات الغش لزيت الزيتون والذي يصعب على المواطن وحتى على الخبراء اكتشافه.

بلدنا ينعم والحمد لله بكميات كبيرة من شجر الزيتون ، وبالتالي فان محصول الزيتون ، وزيت الزيتون يشكل الركيزة الاساسية في تحسين الاوضاع المعيشية لالاف المزارعين ، وخاصة الصغار منهم ، وان بعض الفاسدين يلجؤون الى طرف ملتوية في عملية الغش لزيت الزيتون ومن بينها خلط زيت القطن ، او عباد الشمس ، او زيت الصويا بكمية بسيطة من زيت الزيتون ، او وضع طبقة خضراء عليه مع نكهة الزيتون والتي تستخرج من ورق الزيتون الاخضر.

بعضهم يقوم بتهريب انواعا رديئة من زيت الزيتون وهي رخيصة الثمن ، ويقوم ببيعها على انها انتاج اردني وباسعار مرتفعة.

من اساليب الغش ايضا ان هناك من يقوم بخلط زيت القلي والذي لا يزيد سعر التنكة فيه عن خمسة عشر دينارا ويقوم بوضع مواد كيماوية لها لون وطعم مركز لزيت الزيتون وتوضع على العبوات اوراق مطبوعة تبين ان المنتج من زيت الزيتون ومصدره احد المحافظات ، وتباع العبوة من سعة ستة عشر كيلوغراما بحوالي ستين الى سبعين دينارا ، حتى ان العديد من المطاعم التي تتعامل بزيت الزيتون وقعت فريسة لعمليات الغش هذه وأن الذي يدفع ثمن كل ذلك هو المواطن.

لقد استطاعت مؤسسة المواصفات والمقاييس ان تفرض شروطا قاسية على نوعية زيت الزيتون الذي يقوم الاردن بتصديره الى الخارج وان لا توضع عبارة "انتاج اردني" الا بعد التأكد من ان زيت الزيتون هذا من اجود الانواع.

ولمنافسة الانواع الفاخرة من زيت الزيتون في الخارج جاءت المكرمة الملكية بوضع شعار التاج الاردني على العبوات الزجاجية المميزة من زيت الزيتون الاردني ، والذي نال ثقة المستهلك الاوروبي والامريكي على حد سواء.

اننا نطالب باجراءات رسمية واهلية لمنع التلاعب بمادة زيت الزيتون ووضع حد لاية عمليات غش بحيث لا يجوز تحت اي ظرف من الظروف طرح اية كمية من زيت الزيتون في الاسواق الا بعد ان يتم وضع ملصق يبين اسم المعصرة ، وتاريخ عصر الزيتون وان يكون هناك لجنة في كل منطقة تضع خاتمها الرسمي على كل تنكة زيت بعد اتخاذ الاجراءات الفنية باحكام اغلاقها وليس هذا بالامر الصعب لان مؤسسة المواصفات على سبيل المثال تقوم بوضع اشاراتها على كل قطع ذهب صغيرة او كبيرة مستوردة او محلية ، وهذا يفوق اعداد عبوات زيت الزيتون الذي يتم انتاجه.

ايضا فانه يمكن اصدار مواصفات لعبوات زجاجية او معدنية صغيرة او متوسطة تماما مثل المشروبات الغازية ، او الشراب او الزيوت النباتية المختلفة ، ويكون ذلك بترتيبات من الجمعية الاردنية لمصدري منتجات الزيتون والتي يرأسها المهندس موسى الساكت والذي دعا المواطنين عبر "الدستور" الى التأكد من مصدر الزيت ، وشراء احتياجاتهم من المزارعين مباشرة او من المعاصر وذلك لضمان نوعية وجودة المنتج.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   أحمد جميل شاكر   جريدة الدستور