ليست هناك إمرأة جميلة، وإمرأة قبيحة!
هناك امرأة ذكية تستطيع إيصال جمالها، وإمرأة ساذجة أو طيبة أو مسكينة لا تعرف كيف تتعامل مع جسدها!
في كل امرأة على هذا الكوكب جمالٌ ما، فتنتها الخاصة، دهشتها التي تستطيع أن تربك بها الآخرين، وأن تجعلهم يتوقفون بانبهار أمام جاذبيتها.
هناك بالتأكيد نساء أكثر جمالاً وتناسقا في التفاصيل، ويتمتعن بأنوثة صاخبة، بل إن بعضهن قادرات على جعلنا أحياناً نشهق متسائلين: كيف انصاغت هذه المرأة هكذا؟!
ثمة نساء رقيقات حدّ أن تحسّ عند رؤيتهن بألمٍ ما، يخفق في جهات جسدك، وتشعر للحظة بأنك تتعرض لاضطهادٍ من نوع ما... اضطهاد جمالي!
نتحدث هنا عن بعض المحظوظات، لكن النساء الأخريات، الجميلات العاديات، أو الأقل جمالاَ، عليهن أن لا يستسلمن لندب حظهن، وأن يعتزلن الأنوثة لمجرد أن الأنف طويل أو العينين صغيرتين أو الفم كبير والأسنان بارزة، أو الشعر خشن، أو لأن القوام بدين الى حد ما!
مقاييس الجمال ليست مقدسة دائماً، وأوبرا وينفري إحدى أشهر نساء العصر الحديث، ونجماته، ليست جميلة بأي مقياس من هذه المقاييس. والليدي ديانا التي أوقفت العالم على قدم واحدة في حياتها وفي مماتها، ليست أجمل نساء الأرض... ذلك أن ثمة نقاط قوة كثيرة ومتعددة تجتمع في شخصية الأنثى، ويكون حاصل جمعها أنها امرأة جذابة أو منفرة!
كنت دائماً أتساءل عندما ينتخبون ملكة جمال العالم: إلى أي حد يكتسب هذا الوصف شرعية أو مصداقية حقيقية؟!
هل زارت لجنة التحكيم قرية ما في الريف السوري أو جبلاً نائياً في السودان أو مدينة بعيدة في المغرب أو... أو... فربما هناك فتاة جميلة جداً، بل هناك حتماً عشر فتيات على الأقل في "النزهة" أو "جبل عمان" أو في "الاسكندرية" أجمل جداً من هذه التي اختارتها لجنة التحكيم!
وهذه التي فازت هي بالضرورة ملكة جمال المتقدمات للمسابقة فقط... ولم تتفوق سوى على منافساتها العشر او العشرين، أو أياً كان عددهن!
وغالباً ما كنت أستغرب أن الوصيفة، في كثير من حفلات التتويج، أجمل من الملكة... ولا أعرف السبب!!
فمقاييس الجمال أيضاً ليست واحدة، وتخضع بالضرورة لأكثر من ذائقة. أنا مثلاً لا تعجبني أبدا "هيفاء وهبي" التي دوّخت رجال العرب، وأرى "جمالها" فاحشاً وغير إنساني بالمرّة، وربما يلبي خيالات الذكورة المستفزة... لكنه لا يمكن أن يعتبر جمالاً بمعنى ومقاييس الجمال!
وأرى أن فنانة مثل "سوسن بدر" مثلا أكثر أنوثة بألف مرة من هيفاء؛ هذه أنوثة السيدة، وتلك أنوثة السلعة!
ثمة فارق كبير، ومهم ، وجوهري، بين الجمال وابتذال الجسد، بين أن يكون الجسد الفاتن وعاء لروح رقيقة ومغوية وآسرة، وبين أن يكون مجرد بيجاما زاهية وملونة لشبق رخيص!
... وعموماً ليس هناك أبداً امرأة غير جميلة، ولا أقصد هنا عبارة المواساة الجافة والمستهلكة "الجمال جمال الروح"؛ بل أقصد فعلاً أنه ليس ثمة إمرأة غير جميلة الشكل؛ شريطة أن نعرف زاوية النظر التي تبدو منها جميلة، وشريطة أن تعرف هي نقاط جمالها وتعرف كيف تقدمها، إذ غالباً ما تقع نساء كثيرات في "خديعة المكياج"، ويتورطن في صبغ أنفسهن بألوان تجعلهن فرجة مضحكة ومدعاة للسخرية، بينما هن في الحقيقة أجمل من دون هذه الألوان الفاقعة!
... والروح ضرورية بالتأكيد، وكذا خفة الظل، والذكاء، واللباقة، والثقافة، وأصول التعامل، لكن معرفة نقاط القوة ونقاط الضعف في جسد المرأة أهم ما يجب أن تعرفه المرأة عن نفسها، لتستطيع أن تتعامل مع نفسها، ومع الآخرين!
... وأرجوكن أيتها النساء، صدقنني، ليس نموذج هيفاء وهبي هو الذي يسحر الرجال!
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
صحافة إبراهيم جابر إبراهيم جريدة الغد