المكرمة الملكية بتوجيه الحكومة لتأمين عودة مواطنيها من مصر اثر الاحداث الاخيرة وعلى نفقة جلالة الملك لمن لا يحمل تذاكر سفر كان لها ابلغ الاثر في نفوس المواطنين. واثلجت صدور مئات العائلات التي عاشت على اعصابها خلال هذه الاحداث ورات عودة ابنائها الى ارض الوطن تتم بكل سهولة ويسر ، رغم الاوضاع الصعبة وازدحام مطاري القاهرة والاسكندرية بالمغادرين من مختلف الجنسيات.

وتنفيذا لهذه التوجيهات الملكية فان سفيرنا في القاهرة الدكتور هاني الملقي وطاقم السفارة وموظفي الملكية الاردنية ، يعملون على مدار الساعة في احدى الصالات بمطار القاهرة لتامين عودة طلابنا وابنائنا في مصر حتى اولئك الذين لم يتمكنوا من احضار جوازات سفرهم ، او ان لديهم معاملات لتجديدها قامت السفارة بمنحهم الاوراق الثبوتية واصدار وثائق سفر اضطرارية ، وان الذين نفذت مبالغهم كانت السفارة تساعدهم وتعمل على تأمين عودتهم الى ارض الوطن.

السفير وطاقم السفارة في القاهرة قاموا بالاعلان المستمر عن ارقام هواتفهم الشخصية ، وطلبوا من الرعايا الاردنيين ابلاغهم عن اماكن تواجدهم حيث كانت وسائط النقل المختلفة وباشراف السفارة تقوم بنقلهم الى مطاري القاهرة والاسكندرية وتأمين عودتهم الى ارض الوطن.

لقد بادرت الملكية الاردنية واحساسا منها بالمسؤولية بدور فعال وايجابي بارسال الطائرات الكبيرة لتأمين عودة الالاف من الطلبة والمقيمين في مصر.

المكارم الملكية بتأمين عودة ابناء الوطن في الخارج عند وقوع اي طارئ اصبحت مصدر اعتزاز لكل مواطن ، ولم تعد السفارات الاجنبية في عواصم الدنيا هي التي تبعث بطائراتها لاخلاء رعاياها من المناطق الخطرة اوالتي تشهد مظاهر عنف وان تأمين عودة الاردنيين الى ارض الوطن بسلامة نعتبره مصدر اعتزاز وتقدير من ابناء الاسرة الاردنية ، حتى عندما وقع الزلزال في هاييتي كانت اول طائرة تهبط على مدرج المطار بعد اصلاحه من الاردن ، حيث اجلت الجرحى من قوات حفظ السلام الاردنية العاملة هناك ، ومن يرغب بالعودة من الاردنيين المتواجدين هناك.

هذه المكارم الملكية تجعل المواطن يفاخر الدنيا بمواطنته وانه موضع اهتمام ورعاية القيادة الهاشمية حتى اولئك الذين يواجهون حوادث سير مؤلمة في الدول العربية المجاورة يجدون اليد الحانية تمتد اليهم لتكون هناك طائرة مزودة بالاطباء والممرضين تصل اليهم بتوجيهات من جلالة الملك ويتم نقلهم الى مدينة الحسين الطبية للعلاج مجانا ، وهم لا يملكون بعد ذلك الا الدعاء الى الباري عز وجل بان يحفظ قائد الوطن ويديم عزه وملكه وان يديم على الجميع نعمة الامن والاستقرار وروح المحبة التي تسود الاسرة الاردنية كلها.

اننا ندعو سفاراتنا وفي كل الاوقات ، بان يتحسس العاملون فيها مشاكل وقضايا المغتربين في الخارج ، ويتفقدون طلبتنا في مختلف الجامعات وان تتم دعوتهم الى الحفلات التي تقيمها سفاراتنا في المناسبات الوطنية ليشعروا بمكانتهم وان يكون الشغل الشاغل لكل دبلوماسي اردني ، تقديم كل الخدمات اللازمة لابناء الوطن في الخارج والتعرف إلى عناوينهم وارقام هواتفهم وان تبذل جهودا كبيرة للافراج عن كل السجناء الاردنيين في بعض السجون العربية والاجنبية والوقوف الى جانبهم وتوكيل المحامين لهم ، فما اجملَ ان تكون السفارة الاردنية في عواصم الدنيا هي الاب والراعي لكل ابناء الوطن في الخارج.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   أحمد جميل شاكر   جريدة الدستور