يدعى ارتفاع ضغط الدم القاتل الصامت؛ حيث قد تكون مصابا به ولا تعلم بذلك، لأن ارتفاع ضغط الدم يندر أن يؤدي إلى أعراض تنذر بوجود مشكلة لديك. لكن، يعدّ ارتفاع ضغط الدم Hypertension المرض القلبي الوعائي الأكثر شيوعا؛ وهو يصيب نحو واحد من كل أربعة أمريكيين – ونحو واحد من بين كل ثلاثة سود؛ وتظهر مليونا (2) حالة جديدة سنويا؛ ويكون السبب في كل زيارة من بين ست زيارات لمقدّمي الرعاية الصحية هو تدبير ارتفاع ضغط الدم.
إنّه مشكلة خطيرة
يعدّ ارتفاع ضغط الدم حالة خطيرة، فهو يمكن أن يؤذي مكوّنات جهازك الدوراني، بما في ذلك الأوعية الدموية لقلبك ودماغك وعينيك وكليتيك؛ وكلّما كان ضغط الدم أعلى وطالت فترة عدم تشخيصه أو السيطرة عليه، كانت النتائج أسوأ.
لكن، غالبا ما لا يعطى ارتفاع ضغط الدم الاهتمام اللازم الذي يستحقّه؛ كما أن نحو ثلث الأمريكيين المصابين بهذه الحالة لا يعلمون بإصابتهم بها؛ ويتلقّى نصفهم فقط المعالجة، وتتحقّق السيطرة إلى المستوى المطلوب من ضغط الدم في نحو واحد من بين كل أربعة فقط؛ ولا يدرك زهاء خمس المرضى الخاضعين للمعالجة بسبب ارتفاع ضغط الدم أنهم مصابون بهذه الحالة ويعالجون بسببها.
ليس ارتفاع ضغط الدم نتيجة طبيعية للتقدّم في العمر
إذا كنت تعيش في الولايات المتحدة، فإن احتمال إصابتك بارتفاع ضغط الدم يحدث مع تقدّمك في العمر؛ ولكن، رغم أن احتمال إصابتك بارتفاع ضغط الدم بمرور العمر يبلغ %50 في عمر 60 سنة، لكن ذلك ليس جزءا من الكبر؛ فالكثير من الناس غير مصابين بارتفاع ضغط الدم. ولا يحمل الكبر في بعض أجزاء من العالم زيادة خطر ظهور ارتفاع ضغط الدم؛ لذلك، يكون من المعقول تجنّب ارتفاع ضغط الدم بتغيير نمط الحياة.
رغم الأوضاع الراهنة، هناك تراجع ملحوظ في الوفيات الناجمة عن التدخين (%60 تقريبا) وداء القلب الإكليلي (أكثر من %50) في الثلاثين سنة الماضية؛ لكنّ هذه النزعة الملحوظة متباطئة، لأن عدد الأمريكيين المسيطر على ضغطهم الدموي لا يزداد كما كان في العقود الأولى؛ ويحدث ذلك رغم حقيقة أن ارتفاع ضغط الدم سهل الاكتشاف، ويمكن اتخاذ خطوات لإنقاصه إلى مستوى مأمون من خلال تغيير طراز الحياة ومن خلال الأدوية عند الضرورة.
ما هو ضغط الدم؟
يدفع عمل المضخة القلبية الدم إلى شرايينك بضغط كافٍ للحفاظ على جريانه فيها؛ وتحدّد كمية الدم الذي يضخّ خارج قلبك (النتاج القلبي) ومقاومة شرايينك للجريان الدموي مقدار التوتّر الواقع على جدران الشرايين؛ وكلما زاد الضخ القلبي وقل عدد الشرايين، ارتفع ضغط الدم (وبذلك، يكون على القلب أن يعمل على ضخ المقدار نفسه من الدم، ولكن بجهد أكبر).
يتفاوت ضغطك الدموي خلال اليوم بشكل سوي، فهو يرتفع خلال النشاط، وينقص مع الراحة؛ ويطلق على ارتفاع ضغط الدم المصطلح الطبي «فرط ضغط الدم» (حيث يدل ذلك على زيادة التوتّر Tension داخل شرايينك).
الطريقة المعيارية لقياس ضغط الدم بالميليمترات الزئبقية (مم.ز) (mmHg)؛ وتشير وحدة القياس هذه إلى أي مدى يستطيع الضغط داخل شرايينك أن يرفع عمود الزئبق. ويتكوّن قياس ضغط الدم من رقمين، ويكتب بشكل كسر؛ فالرقم العلوي يشير إلى ضغط الدم الانقباضي أو الضغط الأعلى ضمن شرايينك والذي يظهر خلال الانقباض، عندما ينقبض أو يتقلّص قلبك؛ أما الرقم السفلي فيدلّ على ضغط الدم الانبساطي أو الضغط المنخفض ضمن شرايينك والذي يحدث خلال الانبساط، عندما يكون قلبك مسترخيا وممتلئا بالدم.
يشير ضغط الدم السوي إلى ضغط الدم خلال الراحة؛ ومع أن ضغط الدم النموذجي هو 80/120 مم.ز (mmHg)، لكنه غير ثابت؛ فمجرّد حدوث تغيّر في وضعيتك من الاضطجاع إلى الجلوس أو الوقوف يمكن أن يؤدي إلى تغيير ضغطك الدموي.
لذلك، يكون من الضروري إجراء أكثر من قراءة لتحديد ما إذا كان ضغط الدم مرتفعا لديك؛ فنحو %35 من الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم بعد قراءة مفردة لا تكون لديهم قيمة مرتفعة عندما يقاس ضغطهم الدموي مرة ثانية؛ فإذا كان الضغط الدموي لديك مرتفعا خلال ثلاثة قياسات منفصلة، عندها يتطلّب ذلك تقييما طبيا ومعالجة.
ما هو ارتفاع ضغط الدم؟
هناك درجات لشدّة ارتفاع ضغط الدم؛ إن ضغط الدم لديك واستجابتك أنت وطبيبك تجاهه لتغييره يتوقّف على مقدار ارتفاعه ومدى استمرارية هذا الارتفاع، عند قياسه وأنت مسترخٍ؛ كما تعتمد التوصيات العلاجية على وجود أو غياب الإصابة العضوية أو وجود عوامل خطر بالنسبة إلى المرض القلبي الوعائي.
يمكن أن يكون ضغطك الانبساطي أو الانقباضي أو كلاهما مرتفعا؛ فارتفاع الضغط الانبساطي يحرّض أذية كليتيك وأوعيتك الدموية في كامل جسمك؛ بينما يترافق ارتفاع ضغطك الدموي الانقباضي مع زيادة خطر داء الشرايين الإكليلية والسكتة.
يصدر المعهد الوطني للقلب والرئة والدم، وهو أحد المعاهد الصحية الوطنية، بشكل دوري تقريرا عن الوقاية من ضغط الدم واكتشافه وتقييمه ومعالجته؛ وقد قسم التقرير الأخير الصادر في تشرين الثاني/نوفمبر 1997 الناس المصابين بارتفاع ضغط الدم إلى ثلاث مجموعات خطر (A وB وC) حسب قراءات ضغط الدم (سوي إلى مرتفع «حدّي»، المرحلة 1 أو المرحلة 2 أو المرحلة 3، انظر العمود الجانبي) وأذية الأعضاء الداخلية وعوامل الخطر بالنسبة إلى المرض القلبي الوعائي.
يشتمل التقرير على توصيات لمعالجة ضغط الدم الحدّي Borderline (High-Normal) Blood Pressure، لأنّه قد يترقّى إلى ضغط دموي مرتفع إذا ترك من دون معالجة.
تشتمل مجموعة الخطر الأولى A عليك إذا كان لديك ضغط دموي حدّي أو مرتفع من دون أذية عضوية أو مرض قلبي وعائي أو عوامل خطر أخرى؛ وفي هذه المجموعة، إذا كان ضغطك الدموي في المجال الحدّي أو المرحلة الأولى 1 لفرط ضغط الدم، فإن التقرير يوصيك بتغيير طراز حياتك لإنقاص ضغط الدم إلى المستوى السوي أو المثالي؛ لكن، إذا كنت في المرحلة الأولى من ارتفاع ضغط الدم ولم يؤدّ التغيير في طراز الحياة إلى إنقاص ضغط الدم بشكل كافٍ خلال سنة، فقد تكون بحاجة إلى أدوية؛ وحتى إذا كنت في هذه المجموعة ذات الخطورة المنخفضة، يجب أن تقوم المعالجة الأولية على التدبير الدوائي وتغيير طراز الحياة إذا كنت في المرحلة الثانية 2 أو الثالثة 3 من فرط ضغط الدم.
تشتمل المجموعة الثانية B عليك – مثل معظم المصابين بارتفاع ضغط الدم – إذا لم تكن لديك أذية عضوية أو مرض قلبي وعائي، لكن بوجود عامل خطر واحد أو أكثر للمرض القلبي الوعائي (عدا داء السكّر)؛ وكما في مجموعة الخطر السابقة، إذا كان ضغطك الدموي حدّيا أو في المرحلة الأولى 1 لفرط ضغط الدم، فإن التقرير يوصيك بمحاولة تغيير طراز حياتك أولا؛ ولكن إذا لم تفلح هذه المحاولات بعد 6 شهور في إنقاص فرط ضغط الدم لديك، يمكن أن تحتاج إلى علاج دوائي؛ وتقوم المعالجة الأولية في مجموعة الخطر هذه لكلتا المرحلتين الثانية والثالثة على تغيير طراز الحياة والعلاج الدوائي.
تشتمل مجموعة الخطر الثالثة C عليك إذا كنت مصابا بداء قلبي وعائي أو أذية عضوية أو داء السكر أو بكل هذه الحالات معا، حتى وإن كان ضغطك الدموي حدّيا؛ ويوصي التقرير بأن تشتمل المعالجة عند كافة الأشخاص من مجموعة الخطر الثالثة على تغيير طراز الحياة والأدوية.
تصنيف ضغط الدم
الانقباضي (الرقم العلوي)
120 أو أقل: ضغط الدم المثالي بالنسبة إلى الخطر على القلب والأوعية.
129 أو أقل: ضغط دموي سوي.
139-130 : ضغط دموي حدّي.
159-140 : المرحلة الأولى من فرط ضغط الدم.
179-160 : المرحلة الثانية من فرط ضغط الدم*.
180  أو أكثر: المرحلة الثالثة من فرط ضغط الدم.
الانبساطي (الرقم السفلي)
80 أو أقل: ضغط الدم المثالي بالنسبة إلى الخطر على القلب والأوعية.
84-81 : ضغط دموي سوي.
89-85 : ضغط دموي حدّي.
99-90 : المرحلة الأولى من فرط ضغط الدم.
109-100 : المرحلة الثانية من فرط ضغط الدم*.
110  أو أكثر: المرحلة الثالثة من فرط ضغط الدم.
* يعرّف فرط ضغط الدم المعزول بأنّه ضغط الدم الانبساطي السوي الذي يقل عن 90 مم.ز، لكن مع ارتفاع الضغط الانقباضي حتى 160 مم.ز أو أكثر؛ وتوجد هذه الحالة لدى نحو نصف البالغين المسنّين المصابين بارتفاع ضغط الدم؛ وتظهر الدراسات أن معالجة هذا الشكل من ارتفاع ضغط الدم يمكن أن تقي من 24000 سكتة و50000 مشكلة قلبية وعائية، بما في ذلك النوبة القلبية سنويا.
هذه المعلومات مستقاة من تقرير الهيئة الوطنية المشتركة للوقاية من ارتفاع ضغط الدم واكتشافه وتقييمه ومعالجته والصادر عام .1997
ما هي اسباب ارتفاع ضغط الدم؟
من الطبيعي أن يرتفع ضغط الدم مع زيادة نتاج القلب – مثلما يحدث بالجهد، مثلا؛ لكن هذا الارتفاع يكون شاذّا عندما ينجم عن زيادة مستمرّة في مقاومة الجريان الدموي عبر شريناتك الصغيرة (الفروع الصغيرة لشرايينك)؛ تخيّل شريناتك كخراطيم المياه؛ فهي تنطوي على ضغط أقل لتدفع معدل الجريان نفسه من الماء عبر خرطوم ذي قطر أكبر من قطر خرطوم متضيّق.
فرط ضغط الدم ذو الغلالة البيضاء
يمكن أن تجد أن ضغطك الدموي مرتفع عندما تقيسه في عيادة طبيبك، لكنك تجده سويا عند قياسه في المنزل؛ ويمكن أن تؤثّر هذه الحالة التي تدعى فرط ضغط الدم ذا الغلالة البيضاء White-coat Hypertension (أو فرط ضغط الدم الكربي أو العيادي) في زهاء %20 من السكّان.
ويمكن أحيانا أن يقوم شخص ما غير الطبيب بقراءة ضغطك الدموي، وتستطيع أن تتعلّم أنت مراقبة ضغطك الدموي الذاتي في المنزل.
ولكي تقوم بذلك، تحتاج إلى استعارة أو شراء جهاز لقياس ضغط الدم؛ ولا بدّ من تقييم هذه الأجهزة دوريا. ولكن الأطباء لا يوصون بالأجهزة التي تقرأ النتيجة من إصبعك أو معصمك؛ فإذا قست ضغطك الدموي، تحقّق من دقّته في عيادة طبيبك سنويا؛ وعلى العموم، تقابل قراءات الضغط الدموي المنزلي الوسطية التي تقل عن 85/135 قيما أقلّ من 90/140 في عيادة طبيبك.
وعلى العموم، لا يعدّ قياس ضغطك الدموي بجهاز أتوماتيكي في مركز تجاري فكرة جيدة؛ وفي حين أن هذه الأجهزة دقيقة عادة عند استعمالها للمرّة الأولى، لكن استعمالها الكثيف وعدم معايرتها كثيرا غالبا ما يؤدي إلى قراءات مغلوطة؛ كما أنه من الصعب الارتخاء جيدا في مثل هذه الحالات.
مراقبة ضغط الدم في المنزل
يمكن أن يقترح طبيبك قياس ضغطك الدموي في المنزل كجزء من المعالجة؛ وحتى تقوم بذلك، تحتاج إلى جهاز يدعى مقياس ضغط الدم Sphygmomanometer؛ وتضم كافة أجهزة مراقبة ضغط الدم المستعملة على ذراعك كما قابلا للنفخ يطوّق عضدك؛ ويجب التأكّد من طبيبك أو الممرّضة من قياس الكم المناسب لك؛ فعندما تنفخ الكمّ، تنغلق الشرايين في ذراعك لفترة وجيزة.
ومع تحرير الضغط بالتدريج من خلال منظّم جريان الهواء، والاستماع فوق الشريان بالسمّاعة، تبدأ بسماع ضربات النبض (صوت نقري)؛ ويشير الرقم عندما تسمع الضربة الأولى إلى ضغطك الانقباضي (الرقم العلوي)؛ بينما يشير الرقم عند اختفاء الضربات إلى الضغط الانبساطي (الرقم السفلي).
إذا كان الجهاز المستخدم لديه عمود زئبق فإنه يرتفع وينخفض استجابة لمقدار الضغط الممارس على كم ضغط الدم؛ ويعتمد هذا الجهاز على ميليمترات الزئبق لقياس الضغط؛ وتعيد الأجهزة الأخرى إنتاج هذه الطريقة في القياس آليا.
أما نماذج التقدير بالمؤشّر (الزنبرك ــ النبّاض) فتحتوي على قرص مدرّج مستدير يتفعّل بواسطة زنبرك مؤشر الضغط الذي يشير إلى مقدار الضغط في كم الذراع؛ وتكافئ كلّ درجة تتحرّك بها الإبرة في قرص القياس ميليمترا زئبقيا واحدا.
تعتمد النماذج الرقمية الإلكترونية على استعمال صوت إلكتروني مدمّج ومحسّات للضغط تقرأ الضغط الدموي لديك، وتعرض النتيجة على شاشة رقمية. كما يكون لعددٍ من النماذج شاشات مدمّجة للنبض تقيس سرعة نبضك؛ وأنت لا تحتاج إلى سمّاعة في هذا النمط من الأجهزة.
ويمكنك أن تعطي طبيبك معلوماتٍ قيّمة قد تساعده على معالجتك عندما تأخذ قراءتك في مختلف المواضع على أساس دوري؛ ولا بدّ أن تتأكّد من أن جهازك يعاير بشكل دوري لضمان دقة القراءة.
إذا كنت قد شربت القهوة أو دخّنت سيجارة، أو كانت مثانتك ممتلئة، لا يمكنك قياس ضغطك الدموي فورا؛ إذ إنّ كافة هذه العوامل تزيد ضغطك الدموي؛ ولا بدّ من الجلوس بهدوء لمدة 5 دقائق قبل قياس الضغط؛ ثم اتبع الخطوات التالية:
.1    مدّ ذراعك على مستوى قلبك على طاولة أو على ذراع الكرسي؛ فإذا كنت تستعمل يدك اليمنى، يمكن أن تجد قياس الضغط أسهل في ذراعك اليسرى، والعكس بالعكس.
.2    طبّق الكمّ على ذراعك العاري من الثياب؛ ويجب إحكامه جيدا بحيث تكون حافته السفلية أعلى المرفق بنحو 2,5 سم.
.3    يعتمد مكان السمّاعة على نمط الوحدة التي تستخدمها؛ فإذا كانت سماعة مدمجة، يجب وضع القرص المنبسط على نبضك أعلى من الجهة الداخلية من المرفق بنحو 5 سم؛ أما إذا كنت تستعمل سماعة موصولة بكم جهاز الضغط، فعندها ضع القرص المنبسط (الحاجز) على نبضك عند الجزء الداخلي من المرفق.
.4    اضغط على بصلة الجهاز مرة وراء مرّة إلى أن يصل مؤشّر الضغط إلى 30 مم.ز فوق ضغطك الانقباضي المتوقّع؛ ثم توقّف عن الضخ؛ وينبغي ألا تسمع أي صوت نبضي عند التسمّع بالسمّاعة.
.5    حرّر الكم ببطء (نحو 3-2 مم.ز في الثانية)؛ وعند انخفاض الضغط، أصغ لصوت نبضك؛ ولاحظ القراءة على الجهاز عند سماع الضربة الأولى، فهذه هي ضغطك الانقباضي.
.6    تابع تحرير الكم؛ ولاحظ غياب النبض عن سمعك، فهذا هو ضغطك الانبساطي.
.7    سجّل ضغط دمك بشكل ضغط انقباضي/ضغط انبساطي (90/140 مثلا).
.8    كرّر الإجراء مرة على الأقل للتحقّق من دقة قراءتك.
إذا كان سمعك مضطربا، قد يكون من المفيد الاعتماد على جهاز مراقبة إلكتروني؛ ولذلك، خذ هذا الجهاز إلى عيادة طبيبك أو قسم مكافحة الحرائق (الإطفاء) أو إلى مركز صحي عام كل 6 شهور أو نحو ذلك للتحقّق من معايرته؛ ويمكن أن تقارن بين الضغط الذي قسته بنفسك وذلك الذي قاسه الطبيب أو الممرّضة.
سيخبرك الطبيب كم مرة يجب أن تقيس فيها ضغطك الدموي وفي أي وقت من النهار؛ وتذكّر أن الضغط الدموي يختلف، لذلك لا تقلق من قراءة واحدة غير مألوفة؛ بل كرّر القياس بعد ساعة.
تعدّ الأجهزة المحمولة التي تراقب وتسجّل ضغط الدم باستمرار أدواتٍ مفيدة؛ فهي تسجّل ضغطك الدموي خلال النهار والليل، في أثناء اليقظة والنوم؛ وتعطي هذه الطريقة في تسجيل الضغط تقييما أكثر واقعية ودقة لضغطك الدموي بالنسبة لك ولطبيبك.
إذا كان سبب المقاومة الشاذّة في شريناتك غير معروف – كما في %95 من المصابين بهذه الحالة – يقال أنك مصاب بفرط ضغط الدم الأوّلي أو الأساسي Essential؛ ويسري فرط ضغط الدم في بعض العائلات، رغم أن المشكلة قد لا تظهر في الكثير من الأقارب؛ وهي تؤثر في الرجال والنساء بالتساوي. وهي شائعة بين السود أكثر من البيض؛ ويزداد الخطر لدى الجميع بالتقدم في العمر.
يزداد خطر الإصابة بفرط ضغط الدم عند النساء اللواتي يتناولن الحبوب المانعة للحمل ويدخنّ السجائر، أو إذا كنت من الذين يؤدي المدخول المرتفع من الصوديوم في القوت إلى رفع ضغط الدم لديهم؛ ويوحي تقرير حديث بأن جزءا على الأقل من زيادة الانتشار بين السود قد يعود إلى جين (مورّثة) يجعلهم أكثر تحسّسا للملح.
لماذا يعدّ ارتفاع ضغط الدم سيئا بالنسبة لك؟
تظهر دراسات كثيرة بوضوح العلاقة المباشرة بين ارتفاع ضغط الدم والسكتة وأمراض القلب والقصور الكلوي؛ فإذا كنت مصابا بفرط ضغط الدم، يكون احتمال إصابتك بداء الشرايين الإكليلية أكثر بثلاث مرّات وبقصور القلب الاحتقاني أكثر بست مرات وبالسكتة أكثر بسبع مرات من المصابين بارتفاع ضغط الدم المسيطر عليه؛ ولقد ساهمت معالجة ارتفاع ضغط الدم بشكل فعّال في تراجع الوفيات الناجمة عن السكتة وأمراض القلب على مدى الخمسين سنة الماضية.
لذلك، من الممكن إنقاص هذه الأخطار بشكل ملحوظ بمعالجة ارتفاع ضغط الدم؛ أما إذا لم تعالجه، أو تسيطر عليه جيدا، فقد يؤدي إلى تأثيرات ضارة بقلبك وشرايينك ودماغك وكليتيك.
يجبر ضغط الدم المرتفع قلبك على العمل أكثر من الحد السوي؛ فضغط الدم مثل الثقل أو الحمل الذي ينبغي أن ترفعه عضلة قلبك. ويكبر قلبك بفعل رفعه للأوزان الثقيلة، مثله مثل أية عضلة أخرى؛ ولكن، في نهاية المطاف، تنقص كفاءة الضخ في القلب حيث لا يعود قادرا على التكيّف مع فرط عبء العمل؛ وعندما يحدث ذلك، قد تضعف عضلة قلبك، ويمكن أن تصاب بقصور القلب الاحتقاني.
يعجّل ارتفاع ضغط الدم ظهور التصلّب العصيدي في شرايينك وشريناتك مع تقدّمك في العمر، مما يزيد من فرص حدوث النوبة القلبية أو السكتة؛ والسكتة هي شكل من الأذية الدماغية الناجمة عن انسداد أو تمزّق وعاء دموي في دماغك؛ كما قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى أم دم أو نتوء في شريان ما.
إنّ نحو %25 من الأشخاص الذين يخضعون اليوم للديال الكلوي (غسل الكلى) لديهم إصابة كلوية بسبب ارتفاع ضغط الدم الخفيف غير المعالج؛ ويمكنك عادة تجنّب الحاجة إلى الديال الكلوي أو زرع الكلية أو تأخير ذلك بمعالجة ارتفاع ضغط الدم باكرا وبشكل مناسب.
تقييم ارتفاع ضغط الدم
إذا كنت مصابا بارتفاع ضغط الدم، يسعى طبيبك إلى الحصول على سيرة طبية دقيقة وإلى القيام بالفحص الجسدي، كما يقوم بعدد محدود من الاختبارات للإجابة عن الأسئلة الثلاثة اللاحقة قبل تقرير أفضل طريقة للمعالجة:
•    هل هناك إصابة في أي عضو من أعضائك؟
•    هل لديك أية أخطار قلبية وعائية أخرى؟
•    هل ارتفاع ضغط الدم لديك أولي أم هو شكل من ارتفاع ضغط الدم الثانوي (وربما القابل للشفاء)؟
وللمساعدة على الإجابة عن هذه الأسئلة، قد يطلب طبيبك بعض الاختبارات المختبرية للتأكّد من وجود مرض قلبي وعائي لديك أم لا، ومن شدّته؛ فإذا كان الفحص السريري والموجودات المختبرية سويين، لا يحتاج معظم المصابين بارتفاع ضغط الدم الخفيف إلى المزيد من الاختبارات؛ لكن، إذا كان لديك أحد الحالات التالية، فقد تحتاج إلى المزيد من التقييم:
•    بدء مفاجئ أو تسارع مفاجئ لارتفاع ضغط الدم.
•    ارتفاع ضغط الدم الانبساطي الشديد (أكثر من 110 مم.ز).
•    نقص مستوى البوتاسيوم في الدم.
•    أدلّة على شذوذات كلوية.
•    سماع الطبيب للغط (صوت واضح بشكل النفخة)، وهو صوت جريان الدم عبر وعاء متضيّق.
أعلم طبيبك بأية وصفة طبية أو أدوية غير موصوفة أو فيتامينات أو عقاقير عشبية تتناولها؛ بعض الأدوية ترفع ضغطك الدموي؛ وتشتمل هذه على أدوية الرشح والحساسية والجيوب وعلى البخّاخات الأنفية وحبوب الحمية؛ كما أن بعض الأدوية قد تتفاعل بشكل خطير مع أدوية أخرى يمكن أن يكون الطبيب قد وصفها لك لعلاج ارتفاع ضغط الدم. وتشتمل هذه الأدوية على بعض الأدوية القلبية والنفسية والمدرّات البولية.
تكون التوجيهات التي يتبعها الطبيب لمعالجة ارتفاع ضغط الدم معقّدة، وهي تعتمد على قراءات ضغطك الدموي والأدلّة على تأثّر الأعضاء الأخرى في الجسم بارتفاعه وعلى عمرك ووجود أو غياب عوامل الخطر الأخرى بالنسبة إلى داء الشرايين الإكليلية، مثل داء السكر وفرط كولستيرول الدم وتدخين التبغ.
رغم أنّ معظم المصابين بارتفاع ضغط الدم يحتاجون في نهاية المطاف إلى الأدوية، يكون من المهم أن نتذكّر بأنّ تعديل طراز الحياة – بما في ذلك إنقاص الوزن وزيادة التمارين وتحسين القوت والحد من تناول الكحول والتوقّف عن التدخين – هو جزء من استراتيجية كل مصاب بارتفاع ضغط الدم؛ ويمكن أن يقي هذا التعديل من ظهور ارتفاع ضغط الدم في بعض الأشخاص الذين يكون ضغطهم الدموي ضمن المجال الحدّي (سوي إلى مرتفع).

المراجع

موقع طبيب

التصانيف

طبيب  العلوم التطبيقية  الطبي