كنا نأمل من كل الجهات الرسمية والمؤسسات العامة وحتى القطاع الخاص أن تكون هناك خطة وطنية، لاستغلال العطلة الصيفية، حيث تتكرر كل صيف مشكلة قضاء العطلة الصيفية لمئات الألوف من الطلبة، والذين لا يجدون الأماكن المناسبة لتفريغ طاقاتهم، أو الاستفادة من أيام العطلة.
من غير المعقول أن يكون الشارع هو الملاذ لهؤلاء في وقت كنا نتطلع فيه الى وزارة التربية والتعليم بأن تفتح ساحات المدارس وملاعبها في أنحاء المملكة ليمارس هؤلاء هواياتهم الرياضية المختلفة، بدلا من ممارسة لعبة كرة القدم في الشارع وتعريض حياة الأطفال للخطر.
كنا نأمل أن يتم التوسع بالأندية الصيفية، والترويج لها وتعديل برامج لتكون أكثر ملاءمة لمنتسبيها.
كنا نأمل من مؤسسات التدريب المهني أن تفتح مدارسها، ومراكزها لعقد دورات مكثفة ولعدة أسابيع ليتعلم فيها الطالب حرفة له خلال العطلة الصيفية، مقابل رسوم بسيطة، اذ أن هناك من يرغب بزيادة مهاراته المهنية، ولكن ليس على حساب الدراسة الأكاديمية، وبالتالي فان المؤسسة تتخلص من عقدة كبيرة، وهي أنها لمن لم يحقق نجاحا في المدرسة، ولغير القادرين على النجاح في التوجيهي أو استكمال دراستهم الاعدادية أو الثانوية، ليكون هناك الالاف من الراغبين في تعلم مهنة وهم على مقاعد الدراسة.
كنا نأمل من المجلس الأعلى للشباب أن تكون له رؤية واضحة حيال العطلة الصيفية وطريقة استغلالها، حتى لو أدى ذلك الى تنظيم رحلات مدعومة ليتعرف الشباب على وطنهم، وللقيام بنشاطات رياضية، وخدمات للبيئة.
كنا نتوقع من المدارس الخاصة أن تفتح أيضا ساحاتها وملاعبها الرياضية لكل أبناء الحي التي تتواجد فيه، وأن تكون هناك دورات للتقوية بهدف تحسين المستوى الدراسي للطلبة، وذلك بأن تكون الرسوم محدودة ولا مانع من استقطاب طلبة من مدارس أخرى يقطنون في نفس الحي الذي تتواجد فيه المدرسة الخاصة، وأن يتم التعميم على المدارس الحكومية أيضا لعقد مثل هذه الدورات الصيفية مستقبلا، بتوزيع استمارات على الطلبة في وقت مبكر وقبل بدء العطلة المدرسية ونقترح أن يتم ذلك في شهر نيسان من كل عام، حيث يتم حصر الطلبة الراغبين في الحصول على دروس تقوية وأن يتم ذلك بالتعاون بين المدارس الحكومية والمدارس الخاصة على حد سواء، وأن من شأن ذلك أن يحقق الاندماج والتفاعل بين طلبتنا في مختلف المدارس.
حتى موضوع تعليم الحاسوب، فاننا نتوقع من كل مؤسسات المجتمع المدني، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم أن يتم عقد دورات تدريبية وتطوعية من المشرفين، أو باجور رمزية لتعزيز ثقافة الحاسوب والمعرفة الرقمية.
وقد يكون من المناسب أيضا أن تتم دراسة فكرة الاستفادة من الطلبة في قطاف المحاصيل الزراعية المختلفة وغير ذلك لزيادة تعلقهم بالأرض وتحسين أوضاعهم المعيشية.
العطلة الصيفية تحتاج الى تضافر كل الجهود الرسمية والأهلية للاستفادة منها باعداد البرامج اللازمة، وضمن خطة متكاملة لاملاء الفراغ لطلبتنا بأشياء مفيدة بدلا من تسكعهم في المقاهي والشوارع والتسمر امام شاشات التلفزيون.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة أحمد جميل شاكر جريدة الدستور