في عمر 53 سنة، كان بن Ben يشعر بصحة جيدة، لكن الشركة التي يعمل فيها اشترطت خضوعه لفحص طبي قبل ترقيته؛ وقد كان الفحص السريري وصورة الصدر الشعاعية ونتائج اختبارات الدم كلها سويةً؛ ولكن أخبره الطبيب بأن اختبار الجهد على جهاز التمرين أظهر وجود اضطرابات تتماشى مع نقص المدد (الإقفار)، رغم أن بن وصل إلى مستوى جيد من الاختبار من دون حدوث أعراض عدا بعض ضيق التنفّس الطبيعي في نهاية الاختبار.
وقد أثار وضع بن عدداً من القضايا المعقّدة والخلافية؛ فما الذي يمكن استنتاجه ويستنتجه طبيبه من الفحص؟
• هل اختبار الجهد على البساط المتحرّك Treadmill غير صحيح؟ فقد تبيّن أنه اختبار غير كامل، ويمكن أن يعطي نتائج زائفةً أحياناً.
• هل الاختبار صحيح ولكن بن Ben لديه نقص مدد أو مؤونة حقيقي رغم عدم حدوث أعراض؟
• هل من الضروري إجراء المزيد من الاختبارات للتأكد من صحة الاختبار؟
• إذا كان الاختبار صحيحاً، هل المعالجة ضرورية؟ بعد كل ذلك، لم يكن لدى Ben أية أعراض.
• وبالطبع، ربما يكون السؤال الذي أغفل هو: «هل كان ينبغي أن يخضع Ben لاختبار الجهد الاستقصائي من البداية؟».
والحقيقة أنّ الكثير من هذه الأسئلة لا يمكن الإجابة عنها بشكل قاطع لدى بعض الناس؛ ومن المهم اليوم معرفة أن داء الشرايين الإكليلية قد يكون موجوداً ويؤدي إلى إقفار العضلة القلبية حتى عند أشخاص ليس لديهم أعراض.
أسباب نقص المدد (الإقفار) الصامت
ينجم نقص المدد الصامت، مثل غيره، عن انسداد في أحد الشرايين الإكليلية؛ ويمكن أن ينجم نقص المدد الصامت عن انسداد عابر أو خفيف، أو قد يكون الإقفار «صامتاً» بسبب الفارق في الشعور بالألم لدى مختلف الناس أو في ظروف مختلفة.
يمكن اكتشاف نقص التروية غير المميّز عندما يخضع الشخص لأي نوع من اختبار الجهد أو عند مراقبته بتخطيط كهربائية القلب لفترة طويلة من الزمن؛ ومع أن الإقفار الصامت لا يؤدي إلى أعراض، لكنه يمكن أن يكون علامةً منذرة بمشاكل مستقبلية.
ما مدى خطورة نقص المدد (الإقفار) الصامت؟
يمكن أن يكون نقص التروية صامتاً تماماً (من دون أعراض)، ويبقى شديداً إلى أن يؤدي إلى نوبة قلبية؛ وفي الواقع، أظهرت دراسة كبيرة على سكان فرامنغهام أن %35 من النوبات القلبية عند النساء و%25 في الرجال لا تميّز كنوبات قلبية، حيث كان نصفها صامتاً وأدى نصفها الآخر إلى أعراض عزيت خطأً إلى سبب آخر؛ ولم يكن لدى الكثير من الناس المصابين بنوبات قلبية نمطية «أعراض منذرة» سابقة رغم وجود داء الشرايين الإكليلية منذ بعض الوقت؛ وحتى المصابون بأعراض الذبحة، وجد عند فحصهم بأجهزة المراقبة المناسبة أن لديهم عوارض من الإقفار من دون ذبحة غالباً.
توحي الأدلة المتزايدة بأن نقص المدد أو المؤونة (الإقفار) الصامت يتكهّن بمساق مستقبلي للأحداث بشكل مشابه لمساق الأعراض النمطية – لكن هذه النظرية يصعب إثباتها وهي محل خلاف حالياً؛ كما يوحي التخمين العلمي المعتمد على عدد من الدراسات بأنه قد يكون هناك نحو مليون من الرجال والنساء في الولايات المتحدة ليس لديهم فكرة عن وجود نقص مدد هام في العضلة القلبية لديهم؛ ومع ذلك، ليس من الواضح أن البحث عن هؤلاء الناس باختبارات استقصائية واسعة سيكون ذا فائدة كبيرة لهم شخصياً أو جماعياً.
تعاريف
الداء القلبي الوعائي: هو أي مرض يصيب القلب أو الأوعية الدموية.
داء الشرايين الإكليلية: هو انسداد في الشرايين الإكليلية.
الداء القلبي الإكليلي: هو داء الشرايين الإكليلية مع نتائجه (مثل النسيج المتندّب الناجم عن نوبة قلبية سبّبها الانسداد الشرياني).
إقفار (نقص مدد) العضلة القلبية: هو انسداد في الشرايين الإكليلية يؤدي إلى نقص وصول الدم والأكسجين إلى العضل القلبي.
الإقفار (نقص المدد) الصامت: هو نقص مدد في العضلة القلبية لا يؤدي إلى أعراض.
احتشاء العضلة القلبية (النوبة القلبية): هو نقص مدد في العضلة القلبية يدوم لفترة تكفي لحدوث موت نسيجي في منطقة من القلب يموّنها شريان إكليلي مسدود.
المراجع
موقع طبيب
التصانيف
طبيب العلوم التطبيقية الطبي