أرتقُ باسمكَ، هذا الشهيّ كحبّات خوخٍ، ما نقصَ من اسمي، فاعتني بي، وضَمِّـدي الطريقَ الذي يسيلُ من قدمي. لقد جئتُكَ كاملاً؛ ما تركتُ مِنّيَ شيئـاً لأحـد، أحملُ كلَّ آلات الغناء معي: لأغنّي تحت جذع بيتك. فتكتبُ الطالبات العابرات ما أقول، يرددنه. نشيد انشادٍ جديد؛ يقرأنه قبلَ القُبلــة الأولى، وتقرأهُ النســاء في أسبوع الخصــب ليتمَّ حملهُــنّْ، وتدهنُ بــه الفلاحات بــاب البيت ليجلب الحظَّ ويردّ كيد الخالات. لكنّي كتبتهُ لك وحَسبْ، بغرض أن لا يظلّ شيء يقولهُ لكَ غيري. وهُنا، بحدّ منزلك ستنهضُ إن ذهبتُ شجرتان، من أثرِ العناق، وسيقول الذين لم يسمعوا سوى الغناء إنهُما من أثر الغِناء.
تعال بسرعةٍ إن استطعت . وتعال حتى إن لم تستطع .
تعال بشجاعةٍ كما يقفزُ ماءٌ سخيٌ من فوق جبل ؛ وتعال طائشاً مثلَه.
وادخل في عتمتي التي نسجها لي خياطون مَهَرة ؛ تعال برعونةٍ تكفي لكي تصدق ألاعيبي . وتكفي لكي تُحبّها !
تعال حاملاً أكياساً ضخمة؛ وجاهزةً لتأخذَ كل شيءٍ هُنــا.
بمقصٍّ عريض ودون أن تقصَّ كتفي: اقْطَعْ هذه الغرفة السوداء
ثم اجمَع جدرانها كقشرِ فاكهةٍ سامَّة!
تعال بسرعةٍ ان استطعت. وتعال حتى إن لم تستطع.
ليس لدَيَّ كلامٌ كثير على العشاء؛ .. بعضُ البكاء ولعابٌ حارّ.
لكنّي لا أنامُ مُطمئنـاً وأنتَ هُناك.
أظلُّ بقلبٍ يقظٍ وعينٍ تجوس في الهواء، تفحصُ رائحة الذين يمرّون، وترفعُ الحصى عن طريق كل رجلٍ وامرأة، عيني التي أرسلتُها لكل هذا العناء لا ترى غير غيمٍ أزرق بسيط حين لا تراك، ولا ترى غير غيمٍ أزرق بسيط حين تراك!
اضحَك لي إذاً؛ اضحَك لي يا حبيبي. ليصلُح شأن بيتي، وليصلُح زجاج النافذة المكسور، ولتشفى طفلتي المريضة، اضحَك لي ولا تضحك لغيري فجيوبهم ملأى بالنقود. أنا الذي كلما مرّ بكَ غريبٌ والتفت نَقَصَت نقودي!
وعُد.. إن تذكُرُ بيتنا؛ أو عُد إلى أي بيتٍ، الهمُّ يا حبيبي أن تظلّ ماشياً بعد غروب الشمس، والهمُّ أنني في الليل لا أسمعُ نَفَسَـكْ، لكنني بيدي العمياء عن كل أحد أرسمُ كل ليلةٍ طريقاً على باب بيتي لا تسعُ غيرك. فعُدْ، أو عُد إلى أي بيتٍ فيه أرملةٌ أو عروس، لأنَّ كل عروسٍ هي أنا، وكل أرملةٍ أنا.
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
صحافة إبراهيم جابر إبراهيم جريدة الغد