رغم التخفيضات التي أعلن عنها أصحاب الفنادق في العقبة للمواطنين خلال فترة عيد الأضحى المبارك ألا أن ذلك لم يكن كافيا وأن الأسعار مازالت عالية.

في معظم دول العالم التي تهتم بمواطنيها ورفاهيتهم ، تكون هناك امتيازات لا تحقق للاجنبي الوافد ، وهذا ينطبق على الخدمات السياحية والتعليمية والعلاجية بصورة خاصة.

في هذه الدول ترى ان سعر الغرفة في الفندق للمواطن اقل بكثير مما هي عليه للاجانب ، وان بعض الدول العربية وحتى في اسيا واوروبا الشرقية ، وامريكا الجنوبية لا تستوفى اجور الخدمات من الاجانب الا بالعملة الصعبة ، نظرا للتفاوت الكبير في سعر الصرف.

اما عندنا فان الامور تبدو معكوسة تماما وان هناك اشكالية كبيرة تواجهها السياحة الداخلية تتمثل في عدم وجود سعر تشجيعي للمواطن الاردني وهناك العقبة على سبيل المثال ، حيث يدفع المواطن سعرا يفوق السعر الذي تتقاضاه تلك الفنادق على السائح الاجنبي والذي تكون التكلفة عليه بالضرورة اقل لانه يأتي ضمن مجموعة سياحة ولا تنحصر تلك المعاملة مع المواطن الاردني في موسم معين ، بل يمكن تعميمها على مدار العام الامر الذي يدفع المواطن للتفكير اكثر من مرة قبل قضاء اجازته في العقبة والتفكير ببدائل اخرى،طالما ستكون تكلفة الاقامة ما بين 80 - 120 دينارا على الغرفة في الفنادق الكبيرة لليلة الواحدة ، يفضل ان يقضي اجازته في شرم الشيخ وبنفس تكلفة العقبة او اقل منها.

في غياب وجود سعر تشجيعي للاردنيين وزيادة نشاط القطاع الخاص في مجال التسويق السياحي ومكاتب السفر لتسيير رحلات الى العقبة والبترا وتنظيم المجموعات السياحة على غرار ما يقوم به هذا القطاع من تنظيم رحلات الى سوريا ولبنان وتركيا وغيرها فاننا نكون قد ساهمنا برفد الدول العربية والاجنبية بالسياح الاردنيين بدلا من الاحتفاظ بعدد كبير منهم للقيام بالسياحة الداخلية والعمل بصورة عكسية وذلك بتنظيم رحلات المجموعات من الدول العربية وغيرها الى الاردن خاصة وان الاوضاع الراهنة في المناطق الفلسطينية المحتلة لا تشجع السياح الاجانب على الحضور باعداد كبيرة لانهم يحرصون على زيارة دول الاقليم مجتمعة ويحرصون على زيارة الاماكن المقدسة والسياحية في القدس وبيت لحم ورام الله واريحا.

اذا ما حصل المواطن الاردني على نفس السعر الذي يحصل عليه الاجنبي وهذا من ابسط حقوقه فاننا سنشهد نشاطا للسياحة الداخلية وانه ليس من حق اية جهة كانت ان تغفل دور المواطن الاردني في التنمية السياحية وان يزور ابن اربد العقبة بأقل التكاليف وان يتمكن ابن الكرك من قضاء ايام في عمان ، وان يتمكن المواطن من قضاء ايام في ماعين والبحر الميت.

لقد كانت تجربة ناجحة لبعض مكاتب السياحة في جذب المواطنين الاردنيين الى العقبة وغيرها لكنها ما زالت على نطاق محدود واننا نتطلع الى مزيد من البرامج المؤسسية والدائمة وان يستفيد ابناء الوطن ايضا من المهرجانات والنشاطات التي تتم في عمان وعدد من المدن الاردنية وحتى القرى ، وان المواطن الاردني اذا ما وجد مثل هذه البرامج والتسهيلات فسيكون بمقدوره ان يصطحب جميع افراد اسرته في رحلات جماعية الى العقبة والبترا والبحر الميت وماعين وغيرها.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   أحمد جميل شاكر   جريدة الدستور