وسط اجواء ايمانية، يطل علينا اليوم عيد الاضحى المبارك. حيث ملايين الحجاج يهللون ويكبرون ويلبون وكلهم رجاء بان يعودوا بحج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور وتجارة لن تبور..
العيد مظهر من مظاهر الدين وشعيرة من شعائره تنطوي على حكم عظيمة ومعان جليلة واسرار بديعة لا تعرفها سوى الامة الاسلامية ولا تعرفها سائر الامم في شتى مناسباتها واعيادها، فهو عند المسلمين شكر على تمام النعمة واسباغ المنة فتتجلى فيه صور التلاحم في اسمى معانيها وابهى حللها وتتواصل فيه المعاني الدينية والانسانية والاجتماعية النفسية والزمنية لتشكل معان خالدة ومظاهر رائعة.
لقد كانت مظاهر العيد في بلادنا والى عهد قريب جلية واضحة يشعر بها الجميع حتى من يزورنا من الخارج في ايام العيد السعيد يشعر بالابتهاج والسرور والحنو والتآلف.
ان العيد قطعة من الزمن خصصت لنسيان الهموم وتجديد كل معاني الحب والعطف وصلة الرحم، لكن المؤسف ان مظاهر الفرحة بدأت تتلاشى شيئا فشيئا فاصبح مجتمعنا كغيره من المجتمعات لا يكاد يعرف بعضه بعضا، حتى ان مسألة السلام والتزاور بين الجيران المتباعدين اخذت في الخفوت.
في عيد الاضحى نتوجه الى امانة عمان وكل البلديات بضرورة اقامة اماكن وصالات او حتى خيام ليتجمع فيها سكان الحي والاحياء الاخرى لتبادل التهاني في العيد وان تكون هناك مظاهر مميزة حتى يشعر الانسان انه في يوم عيد ندب الاسلام فيه الى المرح واللهو المباح.
لن نجعل مناسبة هذا العيد تمر دون ان نذكر حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «الخير فيَّ وفي امتي الى يوم الدين» لانه ليس اسوأ على الامة الاسلامية في كل ما يصيبها من محن بفعل اعدائها سوى ان تفقد الامة ثقتها بنفسها او تقنط من رحمة الله تعالى.
ان وقوع عدوان هنا او احتلالا هناك على بعض ديار الاسلام كلها منتهكة او ذليلة وليس ادل على ذلك مما نشهده من رفض لسياسات القهر ونوازع الهيمنة التي تحاول القوى الدولية فرضها على الشعوب العربية والاسلامية وغيرها من الامم التي تعرف معنى الكرامة وتلتزم بالقيم والمبادىء الانسانية والشرائع السامية المنزلة والموضوعة.
مظاهر الخير والحمد لله كانت طوال ايام ذي الحجة تجسد اخلاق هذا الشعب الطيب فقد رأينا في بلدنا من مظاهر الكرم والاحسان والرحمة والتنادي لإطعام الفقير واليتيم ومد يد العون لكل محتاج مما يضيق به المجال يؤكد ان امتنا ستبقى ان شاء الله بخير والى يوم الدين.
نبارك لمليكنا وامتنا وشعبنا عيد الاضحى المبارك مشيدين بمبادرات جلالة الملك عبدالله الثاني الانسانية التي شهدناها من خلال طرود الخير ومد يد العون الى الفقراء والايتام وابناء الشهداء والافراج عن العديد من السجناء وغيرها من المآثر التي عودنا عليها دائما قائد الوطن.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة أحمد جميل شاكر جريدة الدستور